لاشك إن إيران الطرف الأكثر تورطا مما يجري من أحداث دموية ومجازر ومذابح في سوريا ذلك إن إيران تحاول وبأستماتة للحؤول دون سقوط حليفها بشار الأسد لأنها وببساطة في حال انهيار نظام بشار الأسد يعني انتهاء نفوذها في سوريا ولبنان إلى الأبد وان كل ما فعلته من جهود لتكريس وجودها بشتى الطرق والأساليب هناك سيذهب أدراج الرياح..
ولكن الرياح جاءت بما لا تشتهي سفن إيران ذلك إن الشعب السوري يبدو انه مصمم على إسقاط نظامه الدموي مهما كلف الأمر وإيران شعرت بان الوقت ليس في صالحها فكلما مر الزمن كلما قربت ساعة الصفر لسقوط النظام السوري .وبالتأكيد فان فقدانها لقاعدتها في سوريا يعني فقدانها للنفوذ هناك وبالنتيجة فان مساحة تحركها سوف تضيق إلى حد كبير كما أن خيارتها ستصبح في أضيق حدود ممكنة وأنها أيضا سوف تفقد الأوراق التي كانت تستخدمها للضغط على المجتمع الدولي وستكون قاب قوسين أو أدنى من الضربة المزمع توجيهها لها من قبل أمريكا والغرب فلا بد إذن ومع اقتراب المواجهة من استخدام كافة الأوراق الأخرى المرصودة والمبيتة مسبقا ..
ومن هذه الأوراق نقل الصراع إلى العراق لتفادي الضربة الأمريكية ومحاولة لفت أنظار المجتمع الدولي عنها وإبعاد شبح الحرب ضدها عبر إغراق العراق في المستنقع الدموي في حالة مشابه إلى ما يحصل في سوريا وربما أكثر دموية ..ومن هنا بدأت إيران التعبئة الإعلامية والنفسية والعسكرية في داخل العراق عبر الأحزاب والتيارات الموالية مشفوعة ببعض الفتاوى من قبل بعض المرجعيات التابعة لها مثل فتوى الحائري واليعقوبي بتحريم بيع السلاح في وسط وجنوب العراق فقط ! فإيران سوف تفتح جبهة الطائفية على مصراعيها وبذلك سوف تفتح أبواب جهنم على العراقيين ..فقد تناقلت الأخبار عن تحركات لمسلحين في مناطق متفرقة داخل العراق من قبل ما يسمى بالجيش العراقي الحر وان هؤلاء المسلحين استطاعوا في منطقة النباعي من هزيمة احد الألوية العسكرية هناك ولا يستبعد أن تكون إيران هي من وراء هذا التحرك العسكري للمسلحين تحت تسمية الجيش العراقي الحر لغرض تأجيج الموقف وإعطاء بعض المصداقية لهذه الأخبار عن وجود هكذا مجموعات بدأت تشتري السلاح وتهاجم الوحدات العسكرية , ولخلط الأوراق أيضا وتهيئة الظروف والمناخات الملائمة أكثر للمعركة القادمة قامت بالإيعاز إلى أذنابها من أعضاء مجالس المحافظات للتحرك أيضا والاستعداد للقتال نيابة عن إيران وحماية مصالحا العليا فقد أفادت بعض المصادر الموثوقة بعقد اجتماعات كثيرة في هذه المحافظات من قبل المسؤولين فيها لمناقشة كيفية مواجهة الجيش الحر بالرغم من إن هذه المحافظات بعيدة جدا عن أحداث المعارك في شمال بغداد ففي محافظة بابل مثلا تم مناقشة الموضوع وتم اقتراح تسليح العشائر والشباب الموالين للأحزاب الحاكمة دون عشائر شمال بابل وهذا يثبت التوجه الطائفي المقيت التي تفتعله إيران ..
, إن توجه مجالس المحافظات الجنوبية وبأمر من إيران لتكون مصدا وحاجزا لها أمام أي تحرك ضدها فيما إذا قامت كذلك بإغلاق مضيق هرمز فان هذه الحركة فيما إذا تحققت سوف توقف العالم على قدم واحدة بسبب انقطاع إمدادات النفط من العراق ومضيق هرمز وبالتالي سوف تصبح ورقة ضغط تستخدمها إيران في ذلك الحين ..
وان العالم في وقتها يكون قد ارتكب خطأ فادحا سوف تدفع ثمنه أمريكا والدول الغربية بقيامها بالإبقاء على تحركات أتباع إيران في العراق فيتعين وبسرعة وقبل فوات الأوان القضاء على نفوذ إيران إذا أراد العالم الانتصار في المعركة القادمة .