هل هناك منْ لم يصل بعد طول هذه الفترة الطويلة من تسلط أحزابا تطلق على نفسها بإنها أحزابا “إسلامية” وهي في حقيقة الأمر لا تمت لهذا الفكر الراقي بأي صلة إنها أحزاب قد صدأت منذ لحظة ولادتها وإنها الأكثر فسادا ليس في عموم البصرة خاصة وإنما في عموم العراق وللأسف الشديد.
وهل هناك من لم يصل إلى إستنتاج بإن هذه الأحزاب أقرب ما تكون إلى أحزابا شيطانية بإمتياز ولا علاقة للفكر الإسلامي لا من بعيد ولا من قريب بها تتغذى من نفس منابع الأحزاب الإسلامية في المنطقة العربية وإن إختلفت التسميات لأن السلوك نفسه والإستراتيجيات تكاد تكون نفسها ولكن قد تختلف في آليات عملها للوصول إلى أهدافها الشيطانية وللأسف الشديدة مرة أخرى.
سواء كانت هذه الأحزاب “الإسلامية” من هذه الطائفة أو تلك فهم ليس أكثر من دواعش يتبعون فكرا شاذا يتغذى على سرقة المال العام سواء كان هذا المال قادم من الخارج مسروق من شعوب تلك الدول التي تغذي الإرهاب أو كان ممول من المال العام العراقي المسروق من قبل دواعش العراق.
لقد وقفت الأحزاب “الإسلامية” دواعش العراق ومساقطها في البصرة ضد حلم كبير يراود اهل المحافظة وهو تحقيق مطلب اقليم البصرة من خلال مواد الدستور الذي صوت عليه العراقيون وأتاحه لهم المطالبة بجعل مدينة البصرة إقليما وبصورة حضارية وبإسلوب سلمي تام. وعند البحث عن الأسباب التي جعلت هذه الأحزاب تقف ضد حلم أهل البصرة سوف نجدها أسباب تغلف نفسها بشعارات جوفاء من قبيل إن مطلب الأقليم يعادل مطلب تقسيم العراق وإن مطلب الإقليم سوف يتيح للدول الإقليمية الإنقضاض عليه وإن مطلب الإقليم يعني ويعني إلى ما إلى ذلك من شعارات مزيفه تعكس اولا همجية أحزابنا “الإسلامية” وإنفصالها عن المجتمع, وتبعية هذه الأحزاب إلى قنوات خارجية توجهها يمينا وشمالا ثانيا. لكن ما يؤسفنا هو تصور بعض ساكني البصرة من المحافظات الجنوبية إن تحقيق حلم إقليم البصرة سوف ينعكس عليهم سلبيا كأن يجبرون على ترك البصرة…وهذا تصور قاصر إلى درجة كبيرة لأنهم يعكسون تجربة إقليم كردستان وتعامل هذا الإقليم مع بقية مكونات الشعب العراقي بطريقه تسىء لإقليم كردستان نفسه لأن الأخوة الكرد ينطلقون من نظرة قومية ضيقه. إن البصرة فيها من المتسع ما يمكنها أن تستوعب كل العراق وإن أبناء المناطق الجنوبية الذين عاشوا ويعيشون في البصرة هم بصراويين بإمتياز والأولى بهم أول من يطالب بجعل البصرة إقليما لأنه يمثل البذرة الأولى لإقليم الجنوب الذي يضم كذلك محافظتي ميسان وذي قار..لأننا كما نتحسس مظلومية البصرة نتحسس في الوقت نفسه مظلومية محافظتي ميسان وذي قاروبقية محافظات العراق…وما يحاول البعض من تسويقه حول مسألة الدعوة لإقليم البصرة إنما نابع أما عن جهل هذا البعض بطبيعة أنظمة الحكم في العالم أو إنه موجه من قبل تلك الأحزاب سيئة الصيت.
وما لم تقوله هذه الأحزاب سيئة الصيت عن حقيقة رفضها لمشروع إقليم البصرة هو إنقطاع مصدر تمويل مهم لهذه الأحزاب في حالة بروز البصرة إقليما قائما بذاته, ولو تساءلنا عن تفاصيل ذلك لوجدنا إن البصرة قد حكمت بعد السقوط من قبل هذه الأحزاب وقد كانت هذه الأحزاب مصدر دمارا لأهل البصرة حيث إحيطت جميع المشاريع التي نفذت في البصرة بصفقات فساد يندى لها الجبين وهذه الصفقات كانت تستغل غالبيتها لتمويل الأحزاب التي حكمت البصرة وما سقوط سقف إحدى مدارس البصرة ولم يمضي على إفتتاحها ستة أشهر إلا دليلا واضحا للفساد المستشري في محافظة البصرة والعقود المحالة والمنفذه…الأحزاب “الإسلامية” هذه تعرف جيدا إن أهل البصرة سوف لم ينتخبوهم على الإطلاق لآن معاناة المدينه الناتج عن تخلف النظرة الحضارية لهذه الأحزاب وصل حدا أصبحت فيها الأحزاب “الإسلامية”مجالا لتندر أهالي البصرة في مجالسهم الخاصة والعامة…
كذلك يعرف أهل البصرة البعد الطائفي والمناطقي لرفض الأحزاب “الإسلامية” مشروع إقليم البصرة حيث إن اغلب قادة هذه الأحزاب ليسوا بصراويين وكلنا يتذكر مشروع إقليم الجنوب المتكون من تسعة محافظات والذي طرح من قبل أحد رموز هذه الأحزاب…هذا يعني إنهم إستراتيجيا لا يرفضون مسألة الأقاليم ولكن منهجيا يريدون أن يفصلوا العراق على مقاساتهم فهم ضد إقليم البصرة لأنهم واثقيين إنهم سوف يخسرون هذه المحافظة ولكنهم مع إقليم يضم تسعة محافظات لأنهم يعتقدون سوف يكونون المتحكمون بإقليم كهذا حيث يكون مركز الحكم في النجف الأشرف أي بصريح العبارة هم مع اقليم يتحكم به أهل النجف ولكنهم ضد إي أقليم يتحكم به أهله…هذه الحقائق عرفها أهل البصرة وإن إي مزايدات من قبل هذه الأحزاب لإستجلاب رضى الشارع البصري لا يمثل إلا إسلوب رخيص هدفه إستغفال رجل الشارع البسيط.
اليوم إبن البصرة قد هضم عمق المؤامرة المدروسه والتي تستهدف في ما تستهدف محافظة البصرة وفهم إبن البصرة إن طوق النجاة الوحيد الذي ينقذ محافظته من الجهل والدمار والتخلف ويضع هذه المحافظة بمصاف مدن الخليج ويعطي لإبن البصرة هويته الحقيقية هو المطالبة والإصرار على المطالبة مرة وإثنين وثلاث بان تصبح البصرة إقليما قائما بذاته هذا من جهة، ومن جهة أخرى ادركت الأحزاب “الإسلامية” إن مسألة إقليم البصرة هي مسألة وقت ليس إلا وإن البصرة في طريقها لأن تضع بصمتها المميزة على خريطة العراق وتسمع كلمتها للذين بهم صممُ فراحت تلك الإحزاب وإستباقا لما قد يحدث مستقبلا تستعد منذ الآن حيث أشار عليهم مهندس خراب العراق وضياع نفطه بإن الطريق الوحيد للتصدي لرغبات أهل البصرة وغلق الطريق عليهم بإن يتم تقسيم البصرة إلى ثلاث محافظات بحيث نضمن سلخ كل منابع الخير في المحافظة وترك مركز البصرة فقط وعند ذلك لايهم سواء أصبحت البصرة إقليما أو لا…مخطط خبيث بدأ تسويقه من قبل رجل سخر كل عقليته لدمار العراق بعدما نجح في رهن أهم ثروات هذا البلد إلى الأجنبي…ولأن هذا الرجل يملك حقدا دفينا على العراق بصورة عامة وعلى أهل البصرة بصورة خاصة يحاول اليوم تسويق مخططه الخبيث لتقسيم محافظة البصرة مدعوما من قبل الأحزاب الشيطانية التي هي الأخرى تكن حقدا دفينا على البصرة. إن الرد الحاسم على كل من يتقول على البصرة وأهل البصرة وعلى كل من يحاول تقسيم محافظة البصرة وعلى كل من همش البصرة طيلة عقود من الزمن هو أن يصبح إبن البصرة القائد لعجلة التنمية في المحافظة فأهل مكة أدرى بشعابها كما يقال وإن أهل البصرة هم الأولى بحكم مدينتهم ولم يتحقق هذا إلا عن طريق مشروع واحد فقط هو مشروع إقليم البصرة الذي بزوغة سوف يكون بمثابت الحجر الذي سوف يلقم كل من أراد سوءا بالبصرة وكل من ترك البصرة خربه وكل من أراد أن يتعمق جهل أبناء مدينه كانت تتمنى أن تنافس اكبر مدن الخليج ولكنها وجدت نفسها محتلة من قبل أحزاب شيطانية لا تمت لها بصلة تقوم بسرقتها في وضح النهار لتغذي عهر وفساد أحزابا تسمي نفسها “إسلامية” والإسلام والفكر الإسلامي منها براء…أحزاب تبكي الحسين بدموع التماسيح وهي لو قدر وعاد الحسين من جديد فإن معسكر يزيد سوف يكون مكانها وسيفها مشهورا بوجه الحسين عليه السلام…لذا فإن أهل البصرة متأكدون من إن هذه الأحزاب ليس إلا نقمة نزلت عليهم.
[email protected]