تتناقل وسائل الأعلام العراقية خبراً غريباً جداً بعض الشيء عما هو متعارف عليه في سياقات التعاون التجاري والاقتصادي والعسكري بين بلدان العالم أجمع , الا وهو أهداء دولة اليابان الصديقة التي أتمناها أن تكون شقيقة وشقيقة جداً كاسحة الغام يابانية الصنع التي تصل كلفتها الى نحو مليون دولار كهدية من الشعب الياباني الى الشعب العراق من دون مقابل , وقد أكدت وزارة البيئة العراقية انها ستسلم التفاصيل الدقيقة عن هذه الهدية في مطلع شهر حزيران القادم , هذا الموضوع أثارني جداً وأثار فينا شجوناً من دول تدعي نفسها شقيقة ودولاً تدعي انها صديقة راحت تهدي للعراق سبلاً ووسائلاً للموت تزيد من مأساته , مما جعلنا ندعو الله أنه لو كانت لنا دولة جارة كاليابان تحس بنا وتشعر بحجم معاناتنا فحتماً بأنها سوف لن تزيد من جروحنا التي أوغل فيها جيراننا الحقيقيون , هذا الامر دعنا ندعو الله أن يجعل دولة اليابان تحتلنا احتلالاً جميلاً وعلمياً وثقافياً يجعلنا نؤمن بتجارب اليابانيين و طريقة تفكيرهم التي جعلتهم من اكبر الدول في العالم بعد أن انهكت هذه الدولة قبل ستون عاماً ونيف , فنحن نريد أحتلالاً فكرياً جديداً يضربنا فيخلخل افكارنا القديمة والبالية التي أنهكتنا و دمرت فينا نفوسنا قبل بلدنا , نريد أن نرى فئة تعود بالولاء لدولة اليابان المتقدمة والمتطورة بدلاً من ولائات لدولٍ حالها لا يختلف عن حالنا الكثير , فلا ايران ولا السعودية ولا قطر ولا تركيا تريد لنا الخير كما أرادته لنا اليابان لا بالامس ولا اليوم , نريد أن نغيير بعضاً من تقاليدنا على الطريقة اليابانية , نريد ان تحكمنا طريقة الاتكيت اليابانية التي تتحكم بتوقعات لسلوك الأفراد في المجتمع , والذي يعتبر امراً مهماً في بناء الشعوب وضبط الايقاع الجماهيري من أجل خدمة الوطن والمجتمع وأعلاء شأنه حاله حال أغلب بلدان العالم المتطورة , ما نريده فعلاً أن نتعلم من اليابانيين الكثير من المبادئ والأهداف وشيئاً بسيطاً من الولاء للوطن والأيثار في سبيل المجتمع , ما نريده فعلاً أحتلالاً ثقافياً يابانياً يداوي جراحنا ويجعلنا نتبع الطريق السوي بعيداً عن دولاُ وبلدان أحرقت على رؤوسنا الأخضر واليابس