انطلق ريل الانتخابات في الواحد من آذار الجاري، معلنا بصوته العالي لييقظ الناس حتى يلتحقوا بركبه وكل واحد على شاكلته، حاملا خلفه عدة عربات كل عربة لها لونها وطورها الخاص بها، الأولى أطربها الصوت الجنوبي الحزين حضيري أبو عزيز، والثاني أطربها المربع البغدادي، والثالث أطربها ألجوبي وهز الخصر الغربي، والأخير يقراء فيها القران ودعاء السفر.
ملوحاً في الأفق هذه الأيام عن وصوله الى محطته الاخيره، وهي العشرين من نيسان المقبل ليعلن عن الفائزين بركبه، طيلة الستين يوما ويعلن تفاصيل تلك السفرة ومن كان ملتزم بآداب وأخلاق السفر.
ان ظاهرة الرشوة وشراء الذمم وبيع الأصوات ظاهرة غير شرعيه ولا أخلاقيه ويذمها جميع المجتمعات الانسانيه في العالم، من كلا الجانبين وقال تعالى ( لعن الله الراشي والمرتشي ) وهذا الأمر خطير جدا على العملية الديمقراطية الفتيه في العراق، ما يؤسفنا في هذه الأيام ان نرى هذه الظاهرة لها رواج كثير في أسواق السياسة وأروقة المسؤلين، وهذا اخطر من الإرهاب على العملية السياسية في العراق، ومن يلتجئ الى هذا الأسلوب الخطير، بلاشك يؤسس الى انهيار المؤسسات وخاصةً المؤسسات الامنيه، ومن يسلك هكذا طرق يسمى بالمصطلح السياسي (إفلاس سياسي ) .
بعد فشل بعض الكتل في قيادتها للدولة وتراجع كبير في شعبيتها، بدئت تسلك طرق غير شرعيه ولا قانونيه ولا أخلاقيه، البعض عول على النفخ في مزمار الطائفية، والبعض في مزمار القومية، والبعض الأخر عول على الاجهزه الامنيه.
وما يهمنا هو التصويت الخاص لان التصويت الخاص في معسكرات ومراكز مغلقة وهو الباكورة الذي يتعكز عليها البعض، وهذا الأمر ينظر له من عدة وجوه، الأول اذا فازت احد القوائم بالتصويت الخاص تحسب هذا الاجهزه الى هذا ألقائمه وحدها وعليها ان تتحمل كافة المسؤليه الامنيه، وأي خرق امني هو المحاسب امام القانون بالدرجة الأولى، والأمر الثاني هناك ضغوطات بدئت تمارس على الاجهزه الامنيه بأسلوب (الترغيب والترهيب) للتصويت الى جه معينه، وهناك الكثير شكى من هذه الظاهرة الغير حضاريه وغير قانونيه، وكان بالأجدر بهذه الجهات ان تدفع هذا الأموال في حين نجحت هذه الاجهزه الامنيه بالأمن، في منطقه او حي او محافظه لا تدفع الأموال من اجل مكاسب خاصة…