23 ديسمبر، 2024 9:15 ص

الأتراك ومكانهم في لعبة الكبار/1

الأتراك ومكانهم في لعبة الكبار/1

لم يتوقف الصراع الايديولوجي داخل بنية المجتمع التركي عامة والنخبة السياسية خاصة منذ سقوط الامبراطورية العثمانية وأنهاء الخلافة الاسلامية التي كانت الامبراطورية تحكم تحت علمها لقرابة 600 عاماً حينما أعلن مصطفى كمال اتاتورك عام 1924 إنهاء تلك الخلافة وإعلان تركيا دولة جمهورية علمانية والى اليوم .
لقد أرسى كمال اتاتورك دعائم حكمه ودولته وفقاً لمعايير ومفاهيم جديدة في حينها على المجتمع التركي ، وقد اتخذ إجراءات صارمة للمضي بمشروعه القائم على عزل الدين عن الحياة السياسية والاجتماعية فأغلق التكيات والجوامع ومنع الحجاب وغير الطربوش بالقبعة والغى الحروف العربية في اللغة التركية واستبدلها بالحروف اللاتينية وأعلن تنازل تركيا عن ولاياتها إبان حكم العثمانيين ، وأسس حزب الشعب الجمهوري الذي يتبنى العلمانية كفكرة جوهرية لإدارة الدولة وتوصيف مجتمعها وأسس برلماناً كان هو وحزبه صاحب الصوت الأعلى والأغلب فيه . في وقت انزوى فيه دعاة الفكر الديني واصحاب التوجهات الاسلامية بعيداً عن ذلك المعترك بعدما رأو من اتاتورك شدة وغلاظة تجاههم وتجاه غيرهم ممن يخالف عقيدته السياسية . وقد تبنت المؤسسة العسكرية التركية حماية مشروع الجمهورية التركية العلماني بعد وفاة مصطفى كمال اتاتورك عام 1938 لاسيما وان هذا الرجل قد خرج من رحم تلك المؤسسة وكان الابرز والأمهر والاشجع بين رجالها .
وقد دفع الأتراك ثمناً باهضاً كنتيجة حتمية لهذا الصراع الأيدلوجي بين العلمانين والإسلاميين وكذلك جانب اخر قد أخذ مآخذه منهم وهو الصراع الكردي التركي داخل تلك الجمهورية والذي راح ضحيته المئات والألوف من الجانبين ، وعليه فقد عصفت بالبلاد الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وترتب على ذلك تفشي الفقر والجريمة في المجتمع ، وتعاظم اضطهاد السلطة لمعارضيها فشاعت الاعتقالات القصرية والاغتيالات السياسية للجبهات المعارضة داخل النخبة السياسية ، وبذلك يكون الأتراك قد استهلكوا ما بجعبتهم من رؤى وإرادات ومطامح وأمال ليرضوا بواقعهم المحبط وحياتهم البائسة ، ولكن الى حينْ