10 أبريل، 2024 9:07 م
Search
Close this search box.

الأتجاه نحو الكارثة

Facebook
Twitter
LinkedIn

في بداية الكلام علينا ان نتذكر بأن كل ما جرى ويجري وسيجري سببهُ الاحتلال الاميركي المجرم والغير مبرر على العراق . وما يجري في بقية الدول العربية من فوضى وخراب ناتج عن تداعيات هذا الاحتلال . نسأل انفسنا هذا الخراب العظيم يخدم من . ؟ في بداية الامر علينا تحديد من هو عدونا أي عدو العراق والشعوب العربية كي نتمكن وبوضوح تام من معرفة الافعال والمواقف التي تخدم العدو وتصب في مصلحته او عكس ذلك . العدو الاول الاستعمار الطامع بنهب خيرات العرب وهو معروف ومشخص قديماً وحديثاً . في كل الاحوال المستعمر مسؤول مسؤولية كاملة ومطلقة عن صنع الكوارث السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تحيق بالبلدان المُستَعمَره ( والدليل ما حل ويحل باالعراق و غيره من بلدان العالم ) , والذي يعاضد المستَعمِر ويتعاون معهُ يسير نحو الكارثة , وهذا حتمي في الماضي والحاضر , وما حل بشخص نوري المالكي  دليلٌ قاطع على ذلك ( المستعمر لايعترف بالصداقات الدائمة بل بالمصالح ) , وعلى رأس الدول الاستعمارية الفاعلة حالياً وبشكل علني وسافر ( الولايات المتحدة الاميركية ) والعدو الثاني ( اسرائيل ) يساندهم وبشكل رئيسي ( نظام الملالي في ايران ) وَيُعتَبَر في الوقت الحاضر عدواً للأسلام والعرب و بشكل مبطن كل من فرنسا وبريطانيا . ومن اعداء الشعوب العربية العديد من الحكام العرب أبرزهم حالياً النظام الكويتي والسعودي والاردني والمصري والنظام العراقي والسوري وآخرين غيرهم . نحددهم كأعداء من خلال أختلافهم مع مصالح العرب المشروعة واقتراب او تطابق مواقفهم مع اعداء العرب و تأيدهم النهج الاستعماري التخريبي أو السكوت عليه . لكل عدو من هؤلاء الاعداء مصالحهُ الخاصة بهِ .

أميركا تكمن مصلحتها في الهيمنة على ثروات العرب النفطية والسيطرة على اسواقها لترويج وتسويق سلعها وبضائعها . وايظاً حماية اسرائيل بدفع من الصهيونية العالمية المسيطرة على مراكز القرار في اميركا واوربا وروسيا والعديد من دول العالم .

أسرائيل معروف شأنها , دولة مغتصبة بنيت على الباطل عنصرية مستندة على اساس تاريخي سخيف وغير مقبول ولا مبرر . أرتكزت فلسفتها على القتل والعنف والابادة والارهاب والجاسوسية والتهجير واستخدام القوة المفرطة , هدفها التوسع على حساب العرب والاستمرار بأغتصاب فلسطين والاراضي العربية الأخرى واحتلال القدس والعمل على تخريب الاسلام والعرب للحفاض على وجودها وديمومتها .

ايران تعتبر حالياً الساند الاساسي لهؤلاء . تقوم بدور رئيسي للتخريب الممنهج للعراق والعالم العربي والاسلامي , والدوافع لذلك عديدة منها الطمع والتوسع على حساب العرب وايظاً حقد تاريخي خاطئ لا اساس لهُ من الصحة مبني على روايات كاذبة غير مبرره على اهل السنة في العراق والعالمين العربي والاسلامي وتركيزها على العرب كونهم حطموا دولة فارس في القادسية الاولى بقيادة سعد بن ابي وقاص خال الرسول محمد صلى الله عليه وسلّم وفي زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثاني خليفة للمسلمين وكذلك خسارتهم الحرب وانكسارهم في القادسية الثانية أبان حكم الرئيس العراقي صدام حسين 1980 ـ 1988 مما جعل الحقد مُركّباً , لذا فالرغبة بالانتقام اصبحت مضاعفة في السعي لأبادة اهل السنة والمعارضين لهم من الشيعة والاكراد والمسيحيين وغيرهم الرافضين والمعارضين لنهج ايران التدميري الحاقد .

الحكام العرب . {1} هؤلاء يعادون الشعب العربي لسببين مهمين . السبب الأول تنفيذهم لأوامر الاستعمار والصهيونية وأطاعتهم طاعة عمياء , بغية الحفاض على عروشهم وكراسيهم والاستمرار بالحكم وكأنهم يقلدون فلسفة ( الازيديين ) في ديانتهم يقولون نحن نعرف الله وانه غفور رحيم ولكننا نعبد الشيطان كي نتقي شره ومشاكلهُ . والسبب الثاني هو منع اي تطور في المجال السياسي والتوجه نحو الوحدة بكل اشكالها كالتكامل الاقتصادي او وحدة الاقطار او بناء الدولة على اساس ديمقراطي علماني أو التوجه لتقوية الجانب العسكري و العمل على تنويع مصادر الدخل القومي واستثمار رأس المال العربي المتراكم في بنوك اميركا والدول الغربية في ذلك والتطور في المجال العلمي والصناعي والزراعي وتحسين قدرة الفرد والقضاء على البطالة وتوفير العيش الكريم للفرد والمجتمع . لكل هذا يحاربون اي توجه صادق في ما ذكرناه لمن يحاول جاداً بالعمل بهذه المنهاج  , حتى لا يكون من ينجح بها نموذج يحتذى به وبالتالي يكون حافزاً لتثوير الشعوب العربية التي تقع تحت سطوة وجور وطغيان هؤلاء الحكام الفاسدين والمفسدين المتخلفين عن ركب الحظارة والتحظر المفعمين بالانانية وحب الذات . لهذا كله يبقى هؤلاء الحكام ظمن دائرة الفلك الاستعماري الصهيوني مرغمين على ذلك . ويؤشر عليهم كأعداء .

فريق الشر هذا له اساليبه في استمرار سيطرته الدائمة على شعوب المنطقة , ليس القوة العسكرية الغاشمة فقط بالرغم من انها وسيلتهم الأساسية والرئيسية فهناك وسائل أخرى لا تقل بشاعة واجرام مثل خلق مجاميع او احزاب او افراد وتوجيهها لخدمة اهدافهم الشريرة , في تأجيج النزعات الطائفية والعنصرية وتخريب النسيج الاجتماعي وخلق حالات من الاقتتال بين الشعب الواحد المتعدد القوميات والاديان والمذاهب لا بل خلق دوامة مبهمة من الاقتتال بين المكون الواحد . بغية السيطرة على هذه الشعوب وتعطيل فاعليتها وسعيها للتطور في المجالات كافة .

حدثت ثورات في الوطن العربي , في تونس ومصر وسوريا وأشتعلت هذه الثورات كالنار في الهشيم ( الربيع العربي ) , وعليه كان من المتوقع أن تشمل هذه الثورات الوطن العربي كله اضافة الى ايران . والسبب في هذا التوقع الصحيح وحتمية حصوله . كون هذه الانظمة في هذه المنطقة تتشابه في طريقة حكمها الاستبدادية وعمالتها لأميركا والصهيونية وتدور في فلكهما , لذا فمن المنطق بأنها ستواجه نفس المصير ( الثورات وتغيير الانظمة ) .

لذا قام فريق الشر بخلط الاوراق حتى يوقف ويعطل وبالتالي يتمكن من أنهاء هذه الثورات والقظاء عليها . قام فريق الشر بالعمل على أستحداث وسيلة قديمة جديدة وهي خلق تنظيمات سياسية وعسكرية مسلّحة ودسها بين الثوار مدعية أعتمادها المناهج الثورية وركوبها تيار الثورة . مثل ماصنعته اميركا في فيتنام فكانت هناك فيتنام شمالية تسعى للتحرر من السيطرة الاستعمارية الفرنسية الاميركية بقيادة ( هوشي منه ) فصنعت مقابلها فيتنام الجنوبية بقيادة ( فان ثيو ) وكذلك فعلت في كوريا شمالية وجنوبية وفي الصين الشعبية خلقت ( تايوان ) وغيرها من الامثلة , واليوم يعيد فريق الشر هذه الوسيلة ويستخدمها بنفس الصيغ السابقة تشابهها بالمظمون لكنها تختلف عنها بالشكل . مثل( داعش ) وشبيهاتها من المسميات . و الاحزاب الشيعية الموالية لأيران التي تدير الدولة العراقية حالياً وحزب الله اللبناني وعصابات البطاط والخزعلي . نقيس هؤلاء في كلامنا هذا على مسافة البعد والقرب من تطلعات شعبنا ومصلحته الحاضرة والمستقبلية في البناء والتطور والاستقرا واستباب الامن والامان وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة للكل . زيادة في الايضاح راجع مقطع رقم {1} . تم نشر هذه المجاميع المسلحة والاحزاب في كل الوطن العربي والاسلامي تقريباً , العراق وسوريا وليبيا واليمن ولبنان وبعض البلدان الاسلامية في افريقيا وجنوب شرق آسيا وحتى الصين وفي المغرب العربي ومصر وغيرها . والبلد الخالي من هذه النماذج اليوم , سنراها فيه عند اختلافه مع فريق الشر . الانظمة الضاله الظالمة الشريرة تتخذ العذر والسبب من هذا لتدمير الشعوب بحجة مقاتلة الارهاب والارهابيين وهاك الامثلة التي نعيشها على ذلك . نظام بشار وما فعله بالشعب السوري قتل الآلاف وهجر الملاين ودمر المباني من دور للسكان الى مباني البنى التحتية محطات كهرباء وماء ومجاري ودور عبادة ومعامل وضرب السكان المدنين الآمنين والاذية طويلة ولا تنتهي وكذلك الأمر في العراق وفي ليبيا واليمن ولبنان ومصر وبقدر مختلف في اذيته بين هذه البلدان بحسب الهدف والحاجة المطلوبة . من الجانب الآخر تقوم هذه المجاميع بمقاتلة النظام فتنسف الجسور وتدمر القواعد العسكرية والمطارات والشوارع والمعدات العسكرية والمدنية التي لا تسطيع استخدامها مثل الطائرات العسكرية والمدنية . وكما يقول المثل العامي العراقي ( كمره وربيع ) خسائر هائلة في النفوس وهدر هائل في الاموال وتفريط كبير في المال العام وتدمير البنية التحتية . والنتيجة ( حرق الزرع والضرع ) والشعب الثائر صاحب المصلحة الحقيقية تختلط عليه الاوراق ويضيع بين سواتر الخنادق المتداخلة . ويتشبه بالمثل العراقي ( لا يُعرَف حماها من رَجلِها ) تختلط الامور على الرأي العام العالمي وبأقل تقدير تتخذ من ذلك  الدول التي تحابي الانظمة الظالمة ذريعة فتساعدها وتمد يد العون لها وتمنع وتمتنع عن ادانتها على جرائمها ضد شعوبها المظلومة في المحافل الدولية مثل ما تفعل اميركا وفرنسا وبريطانيا تجاه اسرائيل والنظام الطاغي الظالم صنيعتهم في العراق والانظمة العميلة السائرة بركابها وكذلك روسيا والصين ومواقفها من نظام الملالي في ايران ونظام بشار . خذو غزة لحد هذه اللحضة هدم آلاف الوحدات السكنية تدمير 53 مسجد وكنيسة واحدة بالكامل واضرار بليغة في 150 مسجد تدمير محطة كهرباء غزة تدمير مطارها تدمير محطات المياه والصرف الصحي قتل ما لايقل عن 1900 شخص اطفال نساء شيوخ والقائمة تطول . والعالم العربي والاسلامي والدولي يتفرج ولا يشعر بالأسى . نفس الوحشية مايجري في غزة يجري في العراق وسوريا بل اكثر من  ذلك . ماذا يعني ذلك . . ! ذلك يعني ان شعب فلسطين وشعوب الدول العربية حالة واحدة . و اميركا واسرائيل وايران و الحكام العرب الموالين لهم حالة واحدة ايظاً . خلط اوراق ومفاهيم متداخلة اشبه بمجموعة خيوط ملفوفة على بعضها ليس لرأسها اثر . تُصوِر الاسلام والمسلمين وكأنهم وحوش ينهش بعضهم بعظاً يهجرون المسيحين والأزيديين والشيعة والسنة . يقتتلون فيما بينهم والعرب يعادون الاكراد وهلم جرا . وهذا كله مخالف لحقيقة الامور فالتاريخ القديم والحديث لايقر بذلك وأن حدث قديماً فحالات شاذه استثنائية والشاذ لا يقاس عليه . لكن الصهيونية في مفهومها وفلسفتها تقول ( ان كل شعوب العالم حيوانات رعاع تتصارع على الدم وتنهش بعضها بعضاً فقط اليهود شعب الله المختار يختلف عنهم  لذا فبقية الشعوب لا تستحق الحياة ) سؤال يتبادر الى ذهن القارئ هل يبقى الحال هكذا والى متى . . ! نقول وبشكل مؤكد ان حالة التردي هذه لن تطول فهناك مقاومة وهناك رفض جماهيري واسع يتناسب طرديا مع الهجمة الصهيونية الاميركية وحلفائهم , وحتمية الانتصار مؤكدة وَسَيُطرد الاشرار شر طردة وسيندحرون لا محال بعزم وقوة ارادة الشعوب التي ترفض الشر والاشرار وتاريخ الأمم والشعوب الحية شاهد على ذلك . أشكركم على قراءتكم المقال .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب