في الإسلام لا يوجد شيء اسمه دكتاتورية أو ديمقراطية ولكن الموجود وهو أساس كل العلاقات ما بين خلق الله سبحانه وتعالى هو الظلم والعدل ، وقد عرف العلماء الظلم بوضع الأشياء في غير مواضيعها والعدل وضع الأشياء في مواضعها والظلم هو الانحراف عن الشارع المقدس والعدل هو السير مع الشارع المقدس ، فالعلاقة ما بين الأب وأسرته بشكل عام والأولاد بشكل خاص تتمحور ما بين الحقوق والواجبات فقد قال رسول الله (ص)(يا علي حق الولد على والده أن يحسن أسمه وأدبه ، ويضعه موضعاً صالحا ، وحق الوالد على ولده أن لا يسميه باسمه ولا يمشي بين يديه ولا يجلس أمامه ولا يدخل معه الحمام ) ،
فمن خلال الحقوق والواجبات يحاول الأب أن يعمل لأولاده أفضل حياة لهم من خلال تجربته الحياتية وقد تكون هذه التجربة جيدة فترشده الى الطريق الأصلح والأسهل الى النجاح والسعادة لأولاده وقد تكون هذه التجربة فقيرة فيكون العكس ، ولكن في كلا الحالتين تكون نية الأب صادقة في عمل الأفضل لأولاده لأنهم الامتداد الطبيعي له ، ولكن إذا كان الاب مخطأ في إرشاد أبناءه فأن الشارع المقدس يسمح للأبناء مناقشة ابائهم ولكن تحت شروط أن يراعي الولد الهدوء والأدب في مناقشتهما فلا يحدَّ النظر إليهما ولا يرفع صوته فوق صوتهما فضلا عن استخدام الكلمات الخشنة ،ولكن نسبة خطأ الأب في أرشاد الأبناء الى المستقبل الاصلح تكون قليلة جداً نتيجة الخبرة الكبيرة التي يمتلكها الأب ، بالإضافة الى نظرته الى الأمور من ناحية عقلية وليس عاطفية لأنه يحاول أن يقطف لأبنائه أفضل الطرق للوصول الى ألغاية المنشودة وهي الحياة السعيد لهم ، ولكن أستشارة الأولاد شيء محمود شجع عليه الشارع المقدس للوصول الى افضل السبل التي ترشدنا الى النتائج المرجوة حيث يقول الحديث الشريف (أتركه سبعاً وأدبه سبعاً ورافقه سبعاً)
وفي حديث آخر (الولد سيّد سبع سنين وعبد سبع سنين ووزير سبع سنين) وفي حديث آخر (ما خاب من استخار ولا ندم من أستشار) ،فمسألة استشارة الأب للأولاد شيء تكاملي يزيد الأب رفعةً وأبوةً وقيادة ولكن يجب أن تكون حسب ضوابطها الشرعية التي بينها الشارع المقدس من ناحية استماع وتكلم الأبن للأب خلال هذه الإستشارة ، فعلاقة الأب مع الأبناء علاقة حددها الشارع المقدس يراد منها أفضل حياة للأولاد والعائلة ومن ثم المجتمع ، لأن العائلة نواة المجتمع التي يستند عليها فعندما تكون هذه الأسرة صالحة وتعتمد في مسيرتها على الشارع المقدس عندها سيكون المجتمع صالحاً وينتهي الى السعادة التي أرادها الله سبحانه وتعالى للعباد قال الله سبحانه وتعالى (ولو أن أهل القرى آمنوا وأتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض) .