السرعة الفائقة او التسرّع في اصدار واعلان الرفض الأسرائيلي للبيان الختامي لمؤتمر القاهرة بما تضمّنه من خطّة مُحكمة لإعادة إعمار غزة وادارة الوضع الجديد فيها ” وبما تضمّنته الخطة من اتاحة الفرصة لنشر قوات دولية للفصل بين القطّاع والكيان .! , فالأمر يرتبط بأكثر من اعتبارٍ ورابط , فهو اولاً يعتمد بمديات التأثير العربي او < المصري , السعودي , الأردني والإماراتي , وكذلك موقفٍ مشترك لدول الخليج العربية ,وايضاً لحكومات اقطارٍ عربيةٍ أخريات في التأثير الموضوعي والعملي على الأدارة الأمريكية او الرئيس ترامب , وبما قد يجعل الأمريكان يشمّون منه مسبقاً اجراءاتٍ اقتصادية متضادة ومفترضة وحتى سياسية < ولا نزعم ولا نقول انها ستكون بنسبة 100%100 , فبجانب ما متوقّع من المجتمع الدولي والأسلامي وبعض الدول الأوربية في تأييد المشروع المصري الذي تجسّم بالبيان الختامي لمؤتمر القاهرة والذي لم تعترض عليه اي دولة عربية , والذي سيتخذ له أبعاداً تفاعلية خلال الأيام والأسابيع القادمة .
ونضيف : – على الزعماء والقادة العرب الشروع والمبادرة بتثوير اطلاق تظاهرات جماهرية واسعة النطاق أمام السفارات الأمريكية في كل العواصم العربية , بغية الضغط على ادارة ترامب للموافقة على الخطة المصرية – العربية لإصلاح الأوضاع في غزة ” ودونما تهجيرٍ تراجيدي لشعبها ” وبما مرفوضٌ حتى على اصعدة الدول الغربيةاو الأوربية .
اللجوء الى تثوير الشارع العربي بمختلف اطيافه وشرائحه العرقية والقوميةوالدينية وسواهنّ ايضاً , هو الأسلوب الذي كان يتّبعه ( نوري السعيد ) رئيس الوزراء العراقي الشهير في العهد الملكي بطلبه من ” الأحزاب المعارضه ” للتظاهر ضد الأنكليز في كلّ معضلة تواجهه مع بريطانيا العظمى آنذاك , حتى أنه من خلال هذه الضغوط اجبر بريطانيا من رفع النسبة المالية المخصصة للعراق من واردات النفط من 4% الى 52% .!
الملوك واولياء العهد والرؤساء العرب بحاجةٍ ماسّة الى ديناميّة جديدة في التعاطي والتعامل مع الوضع الوضع الوحشي – البربري لإسرائيل في غزة , وهو ليس في غزة فحسب , وانما لكلّ الأمة العربية قاطبةً ومن كل الزوايا المرئية وغير المرئية للبعض .!
بقيَ أن نذكر أنّ الرفض الإسرائيلي المتعجل لمؤتمر قمة القاهرة , فإنه لا يخلو من عناصرٍ غرائزيةٍ وسيكولوجية عدوانية ومتجذرة في مسيرة الصراع العربي – الصهيوني