13 أبريل، 2024 5:31 م
Search
Close this search box.

الآثار السياسية لاحتلال العراق في 9 نيسان عام 2003

Facebook
Twitter
LinkedIn

الكل يعلم أن السونامي الذي ضرب العراق في التاسع من نيسان عام 2003 كان اشد وقعا علينا من ضراوة أي تسونامي يقدره الله على عباده ،فقد تغير على اثر الاحتلال البشر والحجر ، فلقد جاءت الحرب على العراق بنظام فتح الأبواب على مصراعيها لكل سلعة فكرية ومادية خطط لها أن تعبث بالبلد وأبنائه ، فلقد تغيير العراق من دولة بسيطة إلى دولة مركبة تم تمريرها على المواطن من خلال الاستفتاء على الدستور لا من خلال الاستفتاء الحر المباشر المستقل على أخطر تحول في هيكلية الدولة ، وهذا بحد ذاته شكل نواة تفتيت العراق أرضا وتم تفتيت العراق بشرا من خلال عملية تشكيل مجلس الحكم ،الذي تكون وفق محاصصة طائفية وعرقية وأثنية ، وتم تفتيت العراق سياسيا من خلال تسليط زعامات تبحث عن الخلاف لا الوفاق ، وتم أيضا تفتيت العراق أمانة من خلال تسليط زعامات كانت بمثابة القدوة للفساد وسرقة المال العام ، سارت في أثرها شرائح اجتماعية منحرفة لتسرق هي الأخرى أو لترتشي ، وقد كان للبرلمان بدوراته الثلاث ،ثلاثة مثالب أولها ، اللحاق بسرعة بالسلطة التنفيذية لنقل عدوى الفساد إليه بل تعداها إلى الكتل المكونة له ، والمثلب الثاني أنه كان وسيلة تقسيم البلد لا توحيده ، أما الثالث فقد كان مثلا لسوء الإدارة ومثل يحتذى به بخرق قواعد الوظيفة العامة من خلال التصرفات غير اللائقة والتسييب الذي التصق بإعضائه والغياب المستمر عن جلسات العمل اليومية ، من كل هذا نتج في العراق العريق دولة ضاعت هويتها السياسية وتاه شكلها الاقتصادي وفقد المواطن هويته الوطنية فتغلبت الجماعة على المجتمع ، وسبقت السلطة الدولة ، وأصبحت الدولة تابعة للسلطة ،تفصل وفق مقاساتها، فهل ثمة سونامي يفوق بقوته ما حل بالعراق.؟

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب