أولا :: أسباب عسكرية وأمنية
ثانيا :: أسباب سياسية
ثالث :: أسباب اجتماعية وبنيوية
لاشك أن سقوط الموصل في العاشر من حزيران 2014 كانت كارثة ألقت بظلالها على الأمن العراقي بشكل عام أضف له حالات العنف والقتل والتشريد والتهجير القسري الذي مارسته عصابات داعش ضد الأقليات في الموصل كالشبك و اليزيديين والنصارى ونهب أموالهم التي خلفوها بعد هروبهم كذلك السبي الذي تعرضت له نساء اليزيديين .. وليس هذا فحسب بل طالت عقوباتهم أهل السنة من برحوا الموصل وغادروها بمصادرة بيوتهم وأمتعتهم حتى الطالب الذي كان قد خرج من اجل دراسته العليا صادروا أمواله هو الأخر من بيت أو متاع أو محل بحجة الخروج بعد الفتح ولو تمعنا في الرؤوس التي قطعت من أهالي الموصل السنة في الخفسة أو مكانات أخرى لأدركنا حجم المأساة ففي أقل تقدير تقدر تلك الضحايا عن ما لا يقل عن 2000 جثة عدا ما ألقي في النهر أو كان سجينا في سجون داعش كسجون تلعفر أو الرقة ولم يعد وبقي مصيره مجهول حتى بعد أن تحررت الموصل في عام 2017 …. معاملتهم كانت سيئة مع الناس فكرهتهم الناس بعد الشهر الأول أو الثاني كفرض الحجاب والنقاب قسرا والمعاملة الشديدة مع الناس , منع التدخين . عدم حلاقة الذقن .. المحاسبة والمراقبة على أرزاق الناس . دفع الزكاة فلا يقبلون إلا بالدفع لهم فلا ( أقربون أولى بالمعروف ) ومن عرفوا أنه عنده مال ولم يدفع زكاته لهم أخذوا نصف ماله ودفع الزكاة عن الباقي …. مصادرة أموال البنوك .. الاستحواذ على الممتلكات العامة كالمستشفيات وفرهدة العلاجات ونهبها أو أخراجها للرقة لمقر تنظيماتهم … تخريب بعض المباني الحكومية كتلك الدور والشقق التي لم يكملها المقاول من أل الخربيط فهدموها وباعوا موادها الأولية كالحديد وما شابه …فرض الغرامة حتى على صاحب البسطة الأرضية الفقير المسكين ككشك صغير يتأمله باب رزق له ..منعوا السفر إلا لحالة طارئة وسند الدار يرهن لديهم ومن لم يعد بعد خمسة – ستة شهور صادروا بيته ومهما عددنا من جرائم لهم فلن نحصي النصف منها …
والخلاصة أكثر من سنتين ونصف جثموا على صدور الناس وأذاقوهم الهوان حتى تم التحرير .. ولو حسبنا خسائر بعد التحرير هي الأخرى كانت هائلة سواء كانت في المباني العامة والطرق والجسور والمنشئات الحيوية أو في الدور وممتلكات المواطنين والخسائر في الأرواح بين صفوف المدنين أيضا ما لا يقل عن 7000 ( سبعة ألاف دار قد هدم ) وخسائر في الأرواح وإصابات ما لا يقل عن 2000 حالة
وبشكل عام كان الدمار البنيوي والنفسي الذي حل بالموصل وطال أهلها قبل وبعد داعش لا يمكن وصفه لأنه يفوق التصور والخيال……..
أسباب سقوط الموصل
1- السبب العسكري والميداني :: كان جيشنا ضعيفا في تلك السنوات أو شبه منهار وفي أكثر المرات كانت بعض النقاط العسكرية كالسيطرات والتي كانت موزعة بانتظام على مداخل الشوارع وبين الأحياء أو في داخلها بشكل يزعج الناس أولا ويضايق مرورهم لكثرة المعرقلات والقواطع الكونكريتية لكنها فوق كل هذا لم تتمكن من توفير الأمن لأهل الموصل بل كانت ضعيفة القدرة في أن تحمي نفسها فكانت تتعرض للضرب من قبل عصابات الإرهاب التي ورغم كل تفتيش البيوت لعشرات المرات ما خلت الشوارع من إجرامها يوما من 2003 وسقوط العراق حتى دخول داعش كان أسلوبها شبه منظم , يلقى القبض على العديد منهم لكن بفدية يخرجون ويلقى بالبريء عوضا عنهم هكذا كانت الحالة فساد في المؤسسة العسكرية وأكبر الفاسدين هو الفريق مهدي الغراوي قائد عمليات نينوى نعم قام بملاحقة عصابات الإرهاب في بادية الموصل لكنه هو الأخر كان يرتشي ومع ذلك فهو في كل الحالات كان أفضل من القادة الذين بعثهم المالكي قبيل سقوط الموصل بفترة وجيزة كلا من ( الفريق أول ركن عبود قنبر قائد القوات المشتركة والفريق أول ركن علي غيدان قائد القوات البرية ) الذين أرسلهما المالكي آنذاك لإدارة المعركة بعد المعلومات الأستخباراتية من وجود الخطر على الموصل لكن لم تدم المعركة سوى يومين واليوم الثالث فروا إلى أربيل … حدثت مناوشات في الجانب الأيمن من الموصل فقط أما الجانب الأيسر فلم تثر فيه طلقة واحدة سوى حادثة تفجير بسيطة حدثت في حي الزهراء – حي صدام سابقا على الشارع العام المؤدي إلى بعشيقة …
كان يوم خميس الذي سبق يوم الاثنين 10 \ حزيران وكنا في الدوام وعلى حين غفلة أنبئنا بمنع التجوال فما صدقنا نصل بيوتنا نتيجة زخم المرور الهائل في الطرقات والناس لا تدري ما حصل … مضت الجمعة والسبت ونحن في بيوتنا قلنا يوم غد الأحد سيكون دوام كما هو معتاد في كل مرة فرض حظر التجوال أيام العطل ( الجمعة والسبت ) لكن جاء يوم الأحد واستمر الحظر ولا دوام … ليلة الاثنين على الثلاثاء انتهى كل شيء وعلمنا بعد الساعة الثانية من منتصف الليل وكثرة الرمي العشوائي في الأيسر وهروب مقر البشمركة القريب من دارنا إن كل شيء انتهى …. كانت الناس تقول المجاهدين … فأي مجاهدين ما هم إلا عصابات داعش ذات الملابس والراية السوداء .. نعم كان ناس من أهل المدينة بسبب الضغط على المدينة وأهل السنة حصرا من قبل الدولة وخصوصا تعامل حكومة المالكي وكثرة الاعتقالات العشوائية في صفوف الأبرياء وتغيبهم عن أهلهم دون معرفة أين هم ودفع الدفاتر ( عشرات المئات من الدولارات كفدية حتى لو أبر القضاء وأصدر حكما بخروج المعتقل لكن لا يطلقون سراحه إلا بدفع الفدية … هكذا كان الحال ولعنة الله على الكاذبين … ومن وجهة نظري لم تدمر البلد غير تلك عمليات الفساد والمراوغة وظلم الناس … داعش استغل تلك الظروف فدخل ولم يكونوا أكثر من 300 فرد في كل التقديرات فقد رأيناهم بالعين بعد يومين أو ثلاثة من دخولهم كانت نقاطهم قليلة جدا في المجموعة رأيت عشرة – خمسة عشر فردا منهم ملثمين نصف ونصف يتجولون بسيارات الشرطة ذات اللونين الأزرق والأبيض … لكن خلايا نائمة نعم موجودة لكنها كانت قليلة جدا ولا تعد ذات رقم مهم … ومن الطبيعي أن يزداد الموالين بالانخراط مع هؤلاء يوما بعد يوم إما بالإغراء تارة أو البعض نتيجة ظرف المعيشة
بإذني كنت اسمع صوت الطلقات في الجانب الأيسر اتجهوا صوب حي التأميم مقر الإتحاد الكردستاني كان هناك قريبا من معارض السيارات … صوت تمشيط وليس مواجهات فكل مقرات الجيش وسراياه في الجانب الأيسر هربت وألقت سلاحها وتركت سياراتها ( الهمرات ) دون قتال وبعيني رأيت مقرات تلك الفصائل القريب من منطقتي صباح يوم الثلاثاء .. كل شيء انتهى بحكمة ( مدبر ) قائد الفرقة الثانية التي كانت في الأيسر جاءته الأوامر لدعم الجيش في الأيمن لكنه لم يتحرك …. ( مؤامرة محبوكة سلفا ) هذا الشخص كان كرديا ومن هنا أريد الإشارة إلى نقطة مهمة وهي تعدد ولاءات الجيش وقادته فكل فصيل له مرجع سياسي كما تبين جليا من خلال المواقف الحاسمة فلا عراق عندهم كي يدافعوا عنه ….الشرف العسكري مات في لحظة …!! فمن يدافع وممن ترتجي الدفاع … وهكذا غيدان وقنبر ومهدي الغراوي والمحافظ النجيقي الذي هو الأخر له دور كبير في بيع الموصل لكن المسئولية الأساسية في الدفاع على عاتق الجيش .. فلماذا إذن الجيش وعلي أي أساس تكون الدول جيوشا.. أليس للملمات ؟؟ هكذا في لحظة طيش الكل هربوا .. فعندما يهرب القائد ماذا سيفعل الجندي .. ولكن هربوا بأوامر ومن المستحيل أن تكون بدون أوامر
فمن أعطى الأوامر؟؟ وهنا تكمن النقطة المهمة .. إما أن يكون وزير الدفاع وفي وقتها كان سعدون الدليمي لا يحل ولا يربط وليس بيده من الأمر شيئا إذن إما القادة الكبار ( علي غيدان أو قنبر أو المالكي نفسه ) ولا رابع لهم من جهة الحكومة المركزية أما ما يخص أبو الفرقة الثانية فهذا عرفنا لاحقا ومن خلال الرؤية بالعين كانت اتفاقات ببن داعش ومسعود …. مسعود الذي يفكر بعيدا في الإنفصال وتوسيع دولته المزعومة ويجب أن لا نستثني الدور الأميركي أو المخابرات الأميركية التي هم ومسعود في علاقات ودية وحميمة ومصالح مشتركة … نعم العدوانية موجودة وأطراف سواء كانت حاضرة أم غائبة لكنها كان لها اليد في التأمر ومع هذا كله أضع اللوم على الجيش فمن يحمي البلد غير الجيش مهما تكالب الأعداء ألا تكن الغيرة موجودة ؟ ألا من يفكر ماذا سيحدث ؟ هل تترك مدينة وتتخلى عنها بهذه البساطة ؟؟ وكم كان عدد الهاجمين لا أكثر من 300 وأنت أربعة فرق .. هذا شيء يجنن حقا غير معقول إطلاقا الصبي لا يعقله بل المجنون لا يعقله .. ونرجع لأخونا المالكي .. أخونا المالكي أراد حرق الأخضر واليابس بسبب كرسيه وولايته الثالثة يريد أن يبقى على الرؤوس ولا يهمه كم سيطير من الرؤوس هكذا كانت عقليته ولولا إيران والمرجعية وأمريكا لم يتزحزح عن الكرسي حتى بعد سقوط الموصل ولما سلمها للعبادي … فأي دكتاتورية ونحن نحارب الدكتاتورية ونمقتها ونطيل ونطيل بحديثنا عنها ونحن نريد مزاولتها ؟؟؟
2- السبب السياسي ::
هذا الأخر لا يقل أهمية عن سابقه العسكري فقيادة الدولة مترابطة الوجوه لا ينفصل أمر عن أمر .. أولها الانتخابات المبنية على الفساد وحزب فلان الفلاني يجب أن يفوز كما حدث مع قائمة أياد علاوي في 2008 التي فازت بالأغلبية لكن تصدى لها المالكي فأسقط تلك المحاولة وتغلب مرة أخرى بكتلته ( دولة القانون ) للولاية الثانية والكل يعرف أو سمع كيف جرت عمليات الاستفتاء من النصب والتزوير فيها …. وجرى التوافق والمحاصصة التي صارت مفهوما لاصقا في عقلية السياسي العراقي وتم تسييس البلد على هذا الأساس هذه لي وتلك لك الوزارة الفلانية يجب أن تكون حصرا بيد الشيعة والأخرى للكرد والثالثة للسنة فتغيبت الوطنية وتغيبت الكفاءة وتغيبت الخدمات وتغيب الإخلاص والتفاني من أجل العراق وكأن العراق صار فقط كتلا سياسية تتعارض أو تلتقي حيث مصالحها أما مصالح الشعب فتحت الحذاء …. هذه هي دولة العراق بعد 2003 طائفية ومحاصصة بغيضة فكيف ستكون النتائج بالأكيد تلاشي العراق وضعفه أمنيا واقتصاديا يوما بعد يوم .. أضف له الفساد العام المتفشي والذي أول سبب له هو هذا الوضع السياسي المشئوم وكأننا دولة حرامية … فلا فرق بين الإرهاب وبين من يعمل على تلك الشاكلة من السياسيين ومبدأهم هذا ساعد وقوى من نمو الإرهاب لأنه لا دولة لها وزن .. أضف لذلك البعض منهم يدا بيد مع عصابات القاعدة من أهل السنة يدفعه الشعور بالغبن وعدم الاكتراث له بل لا أحترام له ولو لم يأمره الشيعي ما تمكن الذهاب للتواليت هكذا صارت الدولة عند بعض النفسيات لازالت تحمل عقدة الماضي والخوف من الرجوع للماضي القريب ( العهد الصدامي ) فما أن تعلي بصوتك وتجاهر إلا قالوا لا بد أن تكون صداميا وكانت الاعتقالات يجري بسبب هذه العقلية فكيف نكون شركاء في بلد واحد … الأخوة تشردوا وعذبوا في السجون في وقت صدام كحزب الدعوة مثلا لكن المفروض بهم أن يغلقوا حاجز الخوف ويفتحوا صفحة جديدة مع كل أبناء الشعب وكسبه لا يتركون الشك قائما كان الأحرى بكل تلك الحكومات فعل الحسن حتى تكون المقارنة واضحة والكل ستقول رحمة على والديكم أنتم ألف مرة خيرٌ من صدام لكن عقلية الانتقام العكسي بقت سائدة لدى بعض النفوس وصار التهميش والإقصاء في الطرف السني والاعتقالات في صفوف أبناءه … هذه ليست دولة … أنا من أعرف إنني خير من الأخر فلماذا أخاف … أنا طالما أعرف نفسي مخلصا لبلدي غير مفرقا بين طوائفه ففمن أخاف؟؟ أنا طالما أعرف نفسي نزيها لا أمد يدي للاختلاس من قوت الشعب ففمن أخاف ؟ لو هكذا لما كان صار التوجس عندهم من عودة البعث عاملا يقلقهم على الدوام فكتبوا ذلك الدستور البائس على عجالة ووضعوا فيه الشروط التوافقية مع الكرد كلها بسبب الخوف من عودة البعث وهذه ليست كلماتي بل باقر جبر صولاغ اعترف بها وأذاعها يوما كما المالكي أيضا ….
3- الجانب الإجتماعي :: أقصد به وضع أهل السنة وشعورهم بالخيبة نتيجة الحكومات الطائفية فلا مستبعد من التمرد كما حدث في مظاهرات وإعتصامات 2013 في الرمادي والموصل وسامراء وغيرها من المدن السنية والتي كان الدافع الأول لها هو المادة 4 إرهاب التي كانت حصرا تطبق على أهل السنة بسبب أو بدون سبب فضاع المئات من أبناء السنة بسبب هذه المادة قتلوا أو أعدموا أو ضيعوا ولا مصير معروف .. والسبب كله المحاصصة ونظام المحاصصة الطائفية التي تولدت بعد 2003 ولم يكن لها سابق في الماضي إطلاقا فلم نسمع بطائفية بين السنة والشيعة حتى في القرن الثامن عشر والقصد ( أهل العراق ) وسببها السياسيون ولا غيرهم فعن طريق الطائفية يصلون الكراسي ويذكون الطائفية من أجل الكرسي لأنه يعرفون في الطريق السوي لا يحصلون على شيء إما المواطنين كشعب سني أو شيعي لحد الآن الصلات والعلاقات الحسنة قائمة إلا عند الندر اليسير
وهذا الذي حصلنا عليه من سياسيين بعد 2003 هم من وظفوا الطائفية وأوصلوا البلد لحالة الصراع وجلبوا داعش وأخواتها بتصرفاتهم فسقطت الموصل وتكريت والرمادي بيد عصابات الإرهاب …. ربما يقول الشيعي ولنخرج عن الموضوع قليلا لماذا لا يدخل الإرهاب إلى مناطقنا الشيعية .. الجواب ببساطة إضافة لكل ما ذكرته إهمال الحكومات المتعاقبة للمناطق السنية وكأنهم شعب ليس من شعبهم …. ألا لعنة الله على الكاذبين لو كان منطقي يخرج مقدار حبة واحدة عن كل تلك الأسباب …..
ملحقات وتقارير
مهدي الغراوي”، القائد القاتل كبش فداء المالكي في العراق
في أواخر مايو الماضي اعتقلت قوات الأمن العراقية سبعة أعضاء من تنظيم داعش في مدينة الموصل وعلمت أن المجموعة تخطط لشن هجوم على المدينة في أوائل يونيو.
“مهدي الغراوي” والذي كان قائدًا للعمليات في محافظة نينوى وعاصمتها الموصل في ذلك الوقت، طلب تعزيزات من أكثر القادة تمتعًا بثقة رئيس الوزراء آنذاك “نوري المالكي”، ولأن الجيش العراقي كان منهكًا، تجاهل الضباط الكبار هذا الطلب.
في الوقت ذاته نقل دبلوماسيون في بغداد معلومات عن هجوم، وقيل لهم إن قوات عراقية خاصة ترابط في الموصل وبإمكانها التعامل مع أية تطورات.
وفي الرابع من يونيو حاصرت الشرطة الاتحادية في الموصل تحت قيادة الغراوي القائد العسكري لتنظيم “داعش” في العراق؛ ففضل أن يفجر نفسه على الاستسلام، وكان الغراوي يأمل أن يمنع مقتله الهجوم المرتقب، لكنه كان مخطئًا.
ففي الساعة الثانية والنصف صباح يوم السادس من يونيو عاد الغراوي ورجاله إلى غرفة العمليات بعد تفقد نقاط التفتيش في المدينة التي يبلغ عدد سكانها مليوني نسمة، وفي تلك اللحظة كانت قوافل من سيارات “البيك أب” تتقدم من اتجاه الغرب عبر الصحراء التي تقع فيها الحدود الفاصلة بين العراق وسوريا.
في كل من هذه السيارات كان يقبع 4 من مقاتلي “داعش” حيث كانت تشق نقط التفتيش التي لم يكن في كل منها سوى عنصرين.
وبحلول الساعة الثالثة والنصف صباحًا كان مقاتلو داعش يقاتلون داخل الموصل المدينة، وبعد ثلاثة أيام ترك الجيش العراقي الموصل (ثاني أكبر مدن العراق) للمهاجمين، حيث أدى سقوط المدينة إلى سلسلة من الأحداث التي مازالت تعيد تشكيل العراق رغم مرور أشهر.
فكانت سببًا في بدء هجوم استمر يومين واقترب فيه مقاتلو التنظيم لمسافة 150 كيلومترًا من بغداد؛ مما أدى لسقوط أربع فرق عراقية وأسر ومقتل آلاف الجنود العراقيين، وساهم هذا الهجوم في إزاحة المالكي عن منصبه، كما دفع القوى الغربية وحلفاءها من دول الخليج العربية إلى بدء حملة قصف جوي لمواقع داعش في العراق وسوريا.
لكن الغموض ظل حتى الآن يكتنف الظروف التي أحاطت بسقوط الموصل وبمن أصدر الأمر بترك القتال والانسحاب، حيث لم تصدر رواية رسمية لما حدث ولم ينشر سوى ما رواه الجنود عن عمليات هروب جماعي من الخدمة ومزاعم من قوات المشاة بأنها اتبعت أوامر صدرت لها بالهرب.
وفي يونيو اتهم المالكي دولاً بالمنطقة لم يذكرها بالاسم وقادة وساسة منافسين بالتآمر لإسقاط الموصل لكنه لزم الصمت منذ ذلك الحين، ومع ذلك ألقت بغداد اللوم على اللواء الغراوي.
وفي أواخر أغسطس اتهمته وزارة الدفاع بالتقصير في واجبه، حيث ينتظر الآن ما تتوصل إليه هيئة تحقيق ثم محاكمة عسكرية، وإذا كان قرار المحكمة بالإدانة فمن الممكن أن يحكم عليه بالإعدام.
وتم أيضًا احتجاز أربعة من ضباط الأمن الذين كانوا يخدمون تحت إمرة الغراوي انتظارًا لمحاكمتهم.
ويظهر تحقيق أجرته وكالة رويترز أن مسؤولين عسكريين من مستوى أرفع والمالكي نفسه يتحملون جانبًا من اللوم على الأقل.
فقد شرح عدد من أرفع القادة والمسؤولين العراقيين بالتفصيل للمرة الأولى كيف استفاد تنظيم داعش من نقص القوات والخلافات فيما بين كبار الضباط والزعماء السياسيين في العراق وحالة الذعر التي أدت إلى ترك المدينة، ويقول الضباط والمسؤولون إن المالكي ووزير دفاعه ارتكبا خطأ مبكرًا فادحًا برفض عروض متكررة من القوات الكردية المعروفة باسم البشمركة لتقديم المساعدة.
ودور الغراوي في كارثة سقوط الموصل وما حولها موضع خلاف، فالغراوي من أفراد الطائفة الشيعية المهيمنة في البلاد، ويقول محافظ نينوى وكثير من المواطنين إنه استعدى الأغلبية السنية في الموصل قبل بدء المعركة، وساهم الغراوي في ظهور الخلايا النائمة التابعة لتنظيم داعش داخل الموصل نفسها، في الوقت الذي اتهم ضابط عراقي الغراوي بأنه لم يحشد القوات لوقفة أخيرة في مواجهة هجمات داعش.
من جانبه يقول الغراوي إنه ظل صامدًا ولم يصدر الأمر النهائي بالانسحاب من المدينة، ويقر آخرون اشتركوا في المعركة صحة هذا الزعم ويقولون إن الغراوي ظل يقاتل حتى سقطت المدينة، وعند ذلك فقط هرب الغراوي من ساحة المعركة.
ويقول الغراوي إن واحدًا من ثلاثة أشخاص ربما يكون قد أصدر الأمر النهائي هم “عبود قنبر” الذي كان في ذلك الوقت نائبًا لرئيس الأركان بوزارة الدفاع أو “علي غيدان” الذي كان قائدًا للقوات البرية أو “المالكي” نفسه الذي كان يوجه كبار الضباط من بغداد بنفسه.
ويقول الغراوي إن سر من قرر الانسحاب من الموصل يكمن مع هؤلاء الثلاثة، مضيفًا أن قرار غيدان وقنبر ترك الضفة الغربية للموصل كان سببًا في هروب جماعي من الخدمة لأن الجنود افترضوا أن قادتهم هربوا.
أي من المتهمين الثلاثة لم يعلقوا علانية على اتهامات الغزاوي، في الوقت الذي أكد فيه مسؤول عراقي عسكري كلام الغراوي.
اللواء “قاسم عطا” المتحدث العسكري الذي تربطه علاقات وثيقة بالمالكي قال لوكالة رويترز الأسبوع الماضي إن “الغراوي قبل الآخرين جميعًا .. فشل في دوره كقائد”، مضيفًا أن الباقين “سيكشف عنهم أمام القضاء”.
ومن أوجه عديدة تعد رواية الغراوي لما حدث نافذة لما حصل في الأيام الأخيرة في العراق، فالغزواي يعد شخصية رئيسية منذ عام 2003 عندما بدأ الشيعة يكتسبون نفوذًا بعد أن أطاحت الولايات المتحدة بصدام حسين وحزب البعث السني الذي كان مهيمنًا من قبل.
وحيّا القادة العراقيون الغراوي ذات مرة باعتباره بطلاً، بينما يرى السنة أنه قاتل استغل الحرب العراقية على التطرف للتغطية على عمليات ابتزاز شركات للحصول على أموال وتهديد الأبرياء بالاعتقال والقتل.
وصعد نجم الغراوي في القوات المسلحة التي تسودها الانقسامات الطائفية والفساد والسياسة، حيث أصبح الغراوي الآن أسير هذه القوى نفسها.
ولا يوضح قرار معاقبته وتجاهل دور الشخصيات الأعلى رتبة مدى صعوبة إعادة بناء القوات المسلحة فحسب بل يبين أيضًا لماذا تواجه البلاد خطر التفكك، في الوقت الذي أثبتت فيه الموصل أن الجيش العراقي مؤسسة فاشلة في قلب دولة فاشلة.
وأصبح الغراوي على حد قوله كبش فداء وضحية للاتفاقات والتحالفات التي تُبقي النخبة السياسية والعسكرية في العراق في مواقعها، بينما أُحيل غيدان وقنبر (موضع ثقة المالكي) إلى التقاعد، ويقول الغراوي الذي يعيش في مدينته الواقعة في جنوب العراق إن رؤساءه ألقوا عليه أخطاء نظام متصدع.
وقال الغراوي في ذلك: “هم يريدون فقط إنقاذ أنفسهم من تلك الاتهامات، التحقيق يجب أن يشمل أعلى القادة والقيادات، على الكل أن يقول ما لديه حتى يعرف الناس”.
الطريق إلى الموصل
وكان الغراوي قد توقع أن تكون الموصل جحيمًا، ففي السنوات التي أعقبت الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003 أصبحت المدينة مركزًا لتنظيم القاعدة وحركة التمرد السني.
ويقيم بعثيون سابقون وقادة عسكريون سابقون في محافظة نينوى، كما كان للأكراد موطيء قدم في المدينة، فبعد سقوط صدام أصبحوا يهيمنون على قوى الأمن والحكومة المحلية.
وفي عام 2008 وبعد عامين من تولي المالكي رئاسة الوزراء بدأ يعمل على تأكيد سلطته في المدينة، ولأنه كان يتوقع احتمال أن يغدر الأكراد به بدأ حملة تطهير للضباط الأكراد من فرقتي الجيش الموجودتين في الموصل ويضع رجاله لحماية مصالح بغداد.
وعين المالكي مجموعة من القادة الذين استعدوا الأكراد والسنة في المدينة، وفي عام 2011 وقع اختياره على الغراوي.
كان الغراوي بالفعل واحدًا ممن نجوا من ويلات النظام السياسي العراقي، ورغم كونه شيعيًا فقد كان عضوًا في الحرس الجمهوري في عهد صدام حسين، وفي عام 2004 وبعد سقوط صدام دعمت واشنطن الغراوي في قيادة واحدة من فرق الشرطة الوطنية الجديدة في العراق.
وكانت تلك الفترة في غاية القسوة، حيث تم ربط قوى الأمن التي هيمن عليها الشيعة بما فيها الشرطة بسلسلة من عمليات القتل خارج نطاق القانون، واتهم الأمريكيون الغراوي بإدارة كتائب الشرطة كواجهة للميليشيات الشيعية التي أُلقيت عليها مسؤولية قتل المئات من الناس أغلبهم من السنة، وحقق مسؤولون أمريكيون وعراقيون مع الغراوي لقيادته الموقع أربعة وهو سجن شهير ببغداد تردد أن السجناء كانوا يُعذبون فيه أو يُباعون لواحدة من أكبر الميلشيات الشيعية وأكثرها وحشية.
وفي أواخر عام 2006 تحرك المسؤولون الأمريكيون لوقف أعمال القتال وضغطوا على المالكي لصرف الغراوي من الخدمة ومحاكمته بتهمة التعذيب، وكلف المالكي الغراوي بمهمة أخرى لكنه لم يشأ أن يحاكمه.
ويتذكر السفير الأمريكي “ريان كروكر” تبادل الصياح مع المالكي بسبب الغراوي، وقال كروكر عام 2010: “من دواعي شعوري بخيبة الأمل وهي كثيرة عدم الإيقاع بهذا الفاشل البائس”.
ويقول الغراوي إنه لم يرتكب أية أخطاء خلال تلك الفترة وليس لديه ما يعتذر عنه، وأضاف أنها كانت حربًا أهلية، حيث كان التمرد السني مصرًا على القضاء على الحكومة التي يقودها الشيعة، على حدّ قوله، كما أن شقيق الغراوي على أيدي مقاتلين من السنة.
ويقول الغراوي “كنا نعمل في ظل ظروف خاصة، ومنعنا الحرب الأهلية، بل إننا في واقع الأمر أوقفناها. فأين هي أخطاؤنا؟”
وبعد إنزال رتبته ظل الغراوي ينتظر فرصة ملائمة فعاش حياة كئيبة في فيلته ذات الإضاءة الخافتة في المنطقة الخضراء تزينها صور قديمة من بينها بضع صور له مع أعضاء في الكونجرس الأمريكي ووزير الدفاع الأسبق “دونالد رامسفيلد”.
وأوكلت إليه سلسلة من المهام البسيطة، إلا أن مكتب المالكي ظل يقترح اسمه بانتظام لمناصب أعلى وظل المسؤولون الأمريكيون يعرقلون هذه الاقتراحات، وبينما كانت القوات الأمريكية تستعد لمغادرة العراق عين المالكي الغراوي في أعلى منصب قيادي للشرطة الاتحادية في الموصل.
وهناك استعاد الغراوي مجده السابق، وعرض التلفزيون العراقي صورته وهو يقف في سهول نينوى بالزي المموه الأزرق ويعلن نجاح عملية لإحباط مؤامرة إرهابية، وكافأه المالكي بمنحه عقارًا سكنيًا في أحد الأحياء الراقية في بغداد.
وفي بيته بالعاصمة وأثناء أجازة قصيرة من الموصل في شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي جلس الغراوي بكل زهو على أريكة خضراء وحوله جدران مطلية باللون الأصفر الشاحب وتحت قدميه سجادة من جلد فهد وأرضية تشع بلاطاتها بريقًا لامعًا، وتدلت من على الحائط صورة زيتية للغراوي.
وراح الغراوي يتباهى بالاعتقالات وهو يقلب مجموعة من صور الجهاديين الذين اعتقلهم رجاله.
ورغم انتصاراته كان صريحًا فيما يتعلق بالتمرد الذي عاود الظهور العام الماضي مع تنامي شعور السنة بخيبة الأمل إزاء الحكم الطائفي للمالكي، وقال إن الحرب في أفضل الأحوال تمثل ورطة.
وقال إن تنظيم القاعدة الذي كان في ذلك الوقت التنظيم الأم لتنظيم داعش قبل أن ينفصل عنه الأخير هذا العام يحقق مكاسب، وأضاف “يجب أن اعترف أن القاعدة أقوى من أي وقت مضى، فالقاعدة تحتاج الموصل وتنظر إلى الموصل باعتبارها إمارتها”.
وقال الغراوي إنه تنقصه القوات اللازمة لتأمين المحافظة، كذلك فإنه واجه معارضة متنامية من السنة في الموصل الذين اتهموه ورجاله بارتكاب عمليات قتل خارج نطاق القانون، ويرفض الغراوي هذه الاتهامات.
وفي مارس/ آذار عينه المالكي قائد العمليات في نينوى، حيث كان الأمن في العراق يتدهور، ففي محافظة الأنبار الواقعة إلى الجنوب الغربي من نينوى كانت ثلاث فرق عسكرية قد شاركت بسبب أعمال العنف في الحرب على مقاتلي داعش والعشائر السنية الغاضبة.
وفقدت الحكومة السيطرة على الطرق الرئيسية من بغداد إلى الشمال، كما اعتاد مقاتلو داعش إقامة نقاط تفتيش وهمية على الطرق ونصب الكمائن للسيارات.
سقوط المدينة
بينما كان مقاتلو داعش يسابقون الريح صوب الموصل قبل فجر يوم السادس من يونيو كان الجهاديون يأملون كما قال واحد منهم فيما بعد لصديق في بغداد أن يستولوا على إحدى الضواحي لعدة ساعات، فلم يتوقعوا أن تنهار سيطرة الدولة.
ودخل المقاتلون خمسة أحياء بالمئات وخلال الأيام القليلة التالية ارتفع عددهم متجاوزًا 2000 مقاتل ورحب بهم سكان المدينة السنة الغاضبون.
كان خط الدفاع الأول عن الموصل هو اللواء السادس بالفرقة الثالثة من الجيش العراقي، وعلى الورق كان قوام اللواء 2500 رجل، أما الواقع فكان أقرب إلى 500 رجل، كذلك كان اللواء تعوزه الأسلحة والذخائر، وفقًا لما قاله أحد ضباط الصف.
فقد سبق نقل المشاة والمدرعات والدبابات إلى الأنبار حيث قتل أكثر من 6000 جندي وهرب من الخدمة 12 ألف غيرهم، وقال الغراوي إن ذلك لم يبق في الموصل أي دبابات كما أن المدينة كانت تعاني من نقص المدفعية.
كذلك كانت هناك أيضًا مشكلة الجنود الوهميين وهم الرجال المسجلون في الدفاتر الذين يدفعون للضباط نصف رواتبهم وفي المقابل لا يحضرون لثكناتهم ولا يؤدون ما عليهم من واجبات.
وكان محققون من وزارة الدفاع أرسلوا تقريرًا عن هذه الظاهرة لرؤسائهم عام 2013، وقال صف ضابط ترابط وحدته في الموصل إنه لم يحدث أي تقدم في هذا الشأن.
عمومًا كان من المفترض أن يكون عدد رجال الجيش والشرطة في المدينة ما يقرب من 25 ألفًا، أما في الواقع فلم يكن العدد يزيد في أحسن الأحوال عن عشرة آلاف كما قال عدد من المسؤولين المحليين وضباط الأمن.
وفي حي مشرفة وهو من نقاط الدخول إلى المدينة، كان عدد الجنود في الخدمة ليلة السادس من يونيو 40 جنديًا فقط.
ومع تسلل عناصر داعش إلى المدينة استولوا على عربات عسكرية وأسلحة، وقال ضابط الصف الذي يعمل في المدينة إن المقاتلين شنقوا عددًا من الجنود وأشعلوا النار في جثثهم وصلبوا البعض وأشعلوا النار فيهم على مقدمة سيارات الهمفي.
وعلى الطرف الغربي من حي 17 تموز شاهد رجال الشرطة من الكتيبة الرابعة سيارتي همفي و15 شاحنة بيك أب تقترب وهي تطلق نيران المدافع الرشاشة بكثافة.
وقال العقيد “ذياب أحمد العاصي العبيدي” قائد الكتيبة “في كتيبتنا كلها عندنا مدفع رشاش واحد، أما هم ففي كل بيك أب مدفع رشاش”.
وأمر الغراوي قواته بتشكيل صف دفاعي لتطويق أحياء الموصل الغربية المحاصرة من جهة نهر دجلة، وقال الغراوي إنه تلقى اتصالاً هاتفيًا من المالكي للصمود حتى وصول قنبر نائب رئيس الأركان بوزارة الدفاع وغيدان الذي كان يقود القوات البرية العراقية.
وقنبر من أفراد العشيرة التي ينتمي إليها المالكي، بينما كان غيدان يساعد المالكي منذ فترة طويلة في العمليات الأمنية، وفقًا لما قاله ضباط مسؤولون عراقيون كبار.
وكان الاثنان أعلى رتبة من الغراوي وتوليا تلقائيًا بالكامل القيادة في الموصل في السابع من يونيو.
وفي صباح اليوم التالي التقى الغراوي محافظ نينوى “أثيل النجيفي”، ولم يكن المحافظ صديقًا بل سبق أن اتهم الغراوي بالفساد وهو اتهام نفاه الغراوي، عندها، كان مصير المدينة يتوقف على الغراوي، وسأل أحد مستشاري النجيفي الغراوي عن أسباب عدم قيامه بهجوم مضاد، فأجاب الغراوي “لا يوجد ما يكفي من القوات”.
وكان الفريق “بابكر زيباري” يرأس الغراوي ورئيسًا لهيئة الأركان للقوات المسلحة في بغداد، واتفق في الرأي أنه لا يوجد ما يكفي من الرجال لإلحاق الهزيمة بالجهاديين، وسبق أن رفض المالكي فرصة لتغيير هذا الوضع.
وفي السابع من يونيو عرض رئيس إقليم كردستان “مسعود البرزاني” إرسال قوات البشمركة الكردية لتقديم العون، ووصل هذا العرض إلى المالكي الذي قال زيباري إنه رفضه مرتين عن طريق وزير الدفاع.
كما حاولت الأمم المتحدة ودبلوماسيون أمريكيون التوسط في وضع ترتيبات مقبولة للمالكي الذي ظل على ارتيابه في نوايا الأكراد، وأصر المالكي أن القوات العراقية تكفي وزيادة، وأكد مكتب البرزاني أن العروض الكردية بتقديم المساعدة قوبلت بالرفض.
وعصر يوم الثامن من يونيو صعد تنظيم داعش، كانت أكثر من 100 عربة تقل ما لا يقل عن 400 مقاتل قد عبرت إلى الموصل من سوريا منذ بداية المعركة، وقالت الشرطة والجيش إن الخلايا النائمة في المدينة نشطت وهبت لمساعدة المهاجمين.
وقصف المهاجمون مركزًا للشرطة في حي العريبي وهاجموا المنطقة المحيطة بفندق الموصل المهجور على الضفة الغربية لنهر دجلة الذي تحول إلى موقع قتالي لثلاثين رجلاً من وحدة خاصة من قوات الشرطة.
وقصف الغراوي ورجاله من الشرطة الاتحادية المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش بالمدفعية، عندها قال الغراوي إن “معنويات الموصل ارتفعت” لبرهة من الوقت.
وخلال ساعات سادت الفوضى قيادة الغراوي، وتقول عدة مصادر عسكرية إن غيدان وقنبر عزلا قائد فرقة بعد أن رفض إرسال رجال للدفاع عن فندق الموصل.
ومن الناحية النظرية كان تحت إمرة الضابط المعزول 6000 رجلاً وكان قائده المباشر هو الغراوي، ويصف الفريق أول زيباري هذا الأمر بخطأ آخر كبير قائلاً “في حالة الأزمة لا يمكنك إبدال القائد”.
نقطة التحول
بحلول التاسع من يونيو كان العقيد العبيدي من الكتيبة الرابعة و40 من رجاله من بين آخر رجال الشرطة المحلية الذين يقاتلون لصد الجهاديين في غرب الموصل، أما الباقون فكانوا إما انضموا للجهاديين أو هربوا من الخدمة.
وقبيل الساعة الرابعة والنصف عصرًا اتجهت شاحنة صهريج عسكرية لنقل المياه صوب فندق الموصل حيث كان العبيدي ورجاله يرابطون، وأطلقت الشرطة النار على الشاحنة التي انفجرت وتحولت إلى كتلة هائلة من النار والشظايا.
وقال العبيدي الذي أصيب بجرح في ساقه من جراء الانفجار “لم أشعر بشيء، فقد هز الصوت الموصل كلها لكني لم أسمع شيئًا”.
وتوعد العبيدي بمواصلة القتال وهو يلوح بمسدسه، ونقله رجال الشرطة إلى زورق لعبور النهر إلى منطقة آمنة، وشهد ضباط عسكريون ومسؤولون محليون بل ومسؤولون أمريكيون أدلوا بشهادتهم فيما بعد أمام الكونجرس أن هجوم الفندق هو ما أدى لانكسار الجيش والشرطة في الموصل، وبعد ذلك ذاب الخط الدفاعي في غرب المدينة فلم يعد له وجود.
وبعد حوالي ثلاث ساعات ومع انتشار التقارير عن قيام الشرطة الاتحادية بحرق معسكراتها والتخلص من الزي العسكري، اجتمع محافظ نينوى ومستشاره مع قنبر وغيدان في قيادة العمليات قرب المطار.
وكان المستشار “خالد العبيدي” نفسه ضابطًا متقاعدًا وعضوًا في البرلمان انتخب حديثًا (ولا تربط المستشار صلة قرابة بالعقيد العبيدي)، الذي حث القادة العسكريين على الهجوم بالفرقة الثانية التي ظلت ساكنة نسبيًا على الجانب الآخر من النهر في شرق الموصل.
وقال وقال قنبر إن لديهم خطة، وحث مستشار النجيفي الغراوي على الهجوم، وقال الغراوي إنه لا يمكنه المجازفة بنقل الجنود ورجال الشرطة الاتحادية الذين تبقوا معه.
وقال المستشار “يمكننا أن نأتي لهم بالقوة”، إلا أن قنبر قاطعه قائلاً إن على المحافظ ومستشاره أن يؤديا ما عليهما من واجب، وأضاف “ونحن سنؤدي واجبنا”.
وغادر المحافظ ومستشاره القاعدة الساعة 8:25 مساءً غير واثقين من خطة العسكريين.
وقبيل الساعة التاسعة والنصف مساءً أبلغ قنبر وغيدان الغراوي بأنهما سينسحبان إلى الجانب الآخر من النهر، وأضاف الغراوي “قالا مع السلامة فحسب، لم يقدما لي أي معلومات أو أي سبب”.
ويقول الغراوي وضباط آخرون إنهما أخذا من قوات الغراوي 46 رجلاً و14 شاحنة بيك أب وعربة همفي (أي معظم ما لدى وحدته الأمنية)، وتقول روايات عدة إن الضابطين صاحبي الرتبة الرفيعة نقلا قيادة المدينة إلى قاعدة على الجانب الشرقي من المدينة.
وقال الغراوي إن قافلة غيدان وقنبر المتقهقرة خلقت الانطباع بأن قوات الجيش العراقي تهجر الميدان، وأضاف “هذه هي القشة التي قصمت ظهر البعير .. هذا هو أكبر خطأ”.
وقال المحافظ النجيفي إن الجنود افترضوا أن قادتهم هربوا وخلال ساعتين كان أغلب رجال الفرقة الثانية قد هربوا من الخدمة في شرق المدينة.
وظل الغراوي و26 من رجاله مختبئين في قاعدة عملياتهم في الغرب التي اجتاحها المقاتلون المهاجمون.
يقول الغراوي إن غيدان اتصل به في تلك الليلة وأكد له أن الجيش يسيطر على شرق الموصل.
ويقول الفريق أول زيباري، رئيس هيئة أركان القوات المسلحة في بغداد، إن غيدان وقنبر غادرا الموصل خلال الليل ووصلا إلى كردستان في العاشر من يونيو، إلا أنه يتساءل “طبعًا بمجرد أن يترك القائد الجنود ويرحل فلماذا تريد أن تحارب؟ القائد الكبير هو العقل المحرك للعملية، ما إن يهرب حتى يصاب الجسد كله بالشلل”.
ويقول زيباري إنه لا يعرف من أصدر الأمر بالرحيل، مضيفًا أن غيدان وقنبر يتصرفان دون علم وزارة الدفاع ويرفعان تقاريرهما مباشرة إلى المالكي.
وفي الساعات الأولى من صباح اليوم التالي اتصل زيباري بالغراوي وحثه على مغادرة مركز قيادة العمليات، ويتذكر الرجلان قول زيباري “ستقتل .. أرجوك انسحب”، إلا أن الغراوي أصر أنه يحتاج لموافقة المكتب العسكري التابع للمالكي لكي يرحل.
وعقب ذلك قرر الغراوي أن يقاتل للوصول عبر جسر إلى شرق الموصل، واتصل بغيدان لإبلاغه بذلك وقال له “سوف أقتل، أنا محاصر من جميع الجهات، انقل تحياتي لرئيس الوزراء وقل له إنني فعلت كل ما في وسعي”.
وانحشر هو ورجاله في خمس عربات واتجه صوب النهر، وعلى الضفة الشرقية أشعلت النار في العربات الخمس، وظل هو ورجاله يتفادون طلقات الرصاص والحجارة، ولقي ثلاثة من الرجال مصرعهم بالرصاص، وقال الغراوي إن المسألة أصبحت أن يحاول كل واحد النفاد بجلده.
وفي الشرق قال الغراوي إن ثلاثة من رجاله استولوا على عربة مدرعة كانت إطاراتها فارغة من الهواء واتجهوا بها شمالاً بحثًا عن الأمان.
العواقب
بحلول أغسطس كان الغراوي قد عاد إلى مدينته في جنوب العراق ليعتني بأولاده غير واثق من خطوته التالية، وفي يوم من الأيام تلقى مكالمة من صديق بوزارة الدفاع تبين منه أنه رهن التحقيق لهروبه من الخدمة في الموصل.
وفي الوقت نفسه رقى المالكي قنبر وسعى لحماية غيدان، وبعد استقالته في 15 أغسطس أرغم الرجلان أيضًا على التقاعد.
وكان ذلك بمثابة محاولة من “حيدر العبادي” رئيس الوزراء الجديد للبدء من جديد والسعي لإعادة بناء القوات العراقية.
وأغلق العبادي المكتب الذي اعتاد المالكي أن يوجه منه القادة وفي هدوء أحال الضباط الذين كانوا يعتبرون موالين لسلفه إلى التقاعد.
أما تطهير المؤسسات الأمنية من الطائفية وسبل التحايل لجمع المال والمناورات السياسية فسيستغرق سنوات.
والآن على الغراوي أن يتحمل المسؤولية عن سقوط الموصل، ويرى زيباري أن في ذلك ظلم.
يقول زيباري “الغراوي كان ضابطًا يؤدي عمله، لكن حظه تعثر مثل كثيرين غيره من الضباط، كلنا علينا أن نتحمل بعض المسؤولية، كل واحد منا”،
وقبل أسبوعين في بغداد قال الغراوي بذقن غير حليق وصوت أجش إنه يقبل مصيره أيا كان، مضيفًا “ربما يصدر عفو عني وربما أسجن وربما أشنق”.
( الجواب بقي سالما معافى ) لأنه الحلقة الأضعف كانوا يريدون وضع اللوم عليه وحده ولكنهم جميعا ملامون
قنبر وعلي غيدان ومهدي الغراوي في أربيل هربوا ……
يونيو 11, 2014 الجماعة بأربيل وشفناهم كيف نزعوا الرتب من قبل البشمركة قريبا من تلكيف
أربيل-النور نيوز
تمكن موقع “النور نيوز” الاخباري ،الاربعاء،من الحصول على صورة تظهر تواجد كبار القادة الامنيين بالجيش العراقي والشرطة الاتحادية في إقليم كردستان بعد خروجهم من الموصل تاركين جنودهم من دون قيادة،غداة سيطرة تنظيم داعش على محافظة نينوى.
وتظهر الصورة تواجد القادة الأمنيين وهم( قائد القوات المشتركة الفريق اول ركن عبود قنبر وقائد القوة البرية الفريق أول ركن علي غيدان وقائد الشرطة الاتحادية في نينوى اللواء الركن مهدي الغراوي) في قاعة ضيافة تجمعهم مع المتحدث الرسمي باسم وزارة البيشمركة اللواء جبار ياور.
يشار الى ان محافظ نينوى أثيل النجيفي قد أعلن في وقت سابق تسليم القائدة الثلاث أنفسهم الى قوات البيشمركة في أقليم كردستان
لا يزال سقوط مدينة الموصل، عاصمة محافظة نينوى العراقية، محاطا بالغموض حول الجهة المسؤولة عن هذا الحدث الدراماتيكي والانهيار السريع للقوات العراقية. هذا التقرير يروي بالنص والغرافيكس قصة سقوط الموصل.
برز اسم اللواء مهدي الغراوي قائد العمليات في الموصل في تحقيق أجرته وكالة رويترز كأبرز العالمين بخبايا ملف سقوط المدينة بقبضة داعش.
ورغم أن الغراوي يواجه محاكمة عسكرية بتهمة التقصير، إلا أن الجهة التي أصدرت أمر الانسحاب بعد هجوم داعش على المدينة في حزيران/يونيو لا تزال غير واضحة.
يرفض الغراوي الاتهامات بمحاولة الهروب من المعركة، ويلقي اللوم على واحد من بين ثلاثة أشخاص بإصدار الأوامر النهائية: عبود قنبر نائب رئيس الأركان وقتها، وعلي غيدان قائد للقوات البرية، ورئيس الوزراء العراقي آنذاك نوري المالكي الذي كان يوجه كبار الضباط بنفسه.
في لقاء مع موقع قناة “الحرة” رأى خبير الشؤون العسكرية والاستراتيجية وفيق السامرائي أن المسؤولية مشتركة وجماعية، سواء طالت أطرافا عسكرية أو سياسية، أو المحافظ وقائد العمليات.
قبل أن نسأل “لماذا سقطت الموصل؟ ومن المسؤول؟” نستعرض “كيف سقطت الموصل في الشكل الغرافيكي التالي:
لماذا سقطت الموصل؟
يشير تقرير رويترز إلى أن القيادة السياسية لم تتوقع السقوط واعتبرت أن قوات الجيش المرابطة هناك تستطيع التعامل مع أي موقف، كما أن حكومة المالكي رفضت طلبا للغراوي بإمدادات عسكرية، حتى دخل عناصر التنظيم بالمئات يوم السادس من حزيران/يونيو.
يشير أيضا إلى حقائق صادمة بالنسبة لعتاد وتعداد القوات، فخط الدفاع الأول اللواء السادس بالفرقة الثالثة ضم حوالي 500 مقاتل فقط وكانت تعوزه الأسلحة والذخائر، بسبب نقل مشاة ومدرعات ودبابات إلى الأنبار.
كما أن أعداد الشرطة والجيش لم تزد عن 10 آلاف عنصر، رغم أن الموصل واقعيا كانت تحتاج إلى 25 ألف عنصر. ولم يبق أي دبابات بحسب الغراوي.
في إحدى نقاط الدخول كان عدد الجنود ليلة السادس 40 جنديا فقط، وفي كتيبة 17 تموز لم يبق سوى رشاش واحد.
استولى التنظيم يوم السادس على خمس ضواح من ناحية الغرب وهاجم مركز الشرطة في 17 تموز، وبدأ فرار عناصر الشرطة والجيش من الناحية الغربية.
ووصل قنبر وغيدان يوم السابع وتوليا المسؤولية الأمنية، قبل أن يتقدم داعش باتجاه فندق الموصل المهجور، مع استمرار تقهقر القوات. قصف الغراوي مناطق سيطرة داعش وارتفعت المعنويات قبل أن تحل الفوضى. عزل غيدان وقنبر قائدا رفض الأوامر بإرسال قوات للفندق، وهو إجراء وصفه الفريق بابكر زيباري رئيس هيئة الأركان بأنه كان “خطأ كبيرا”.
100 عربة وأكثر من 400 مقاتل داعشي، عبروا إلى الموصل عصر يوم الثامن، ووقتها نشطت الخلايا النائمة.وكشف الهجوم على الموصل ضعف الجيش العراقي وهشاشة بنيته العسكرية والاستخبارية.
أمين عام وزارة البيشمركة في إقليم كردستان الفريق جبار ياور صرح وقتها بأن عدم وجود عقيدة قتالية مشتركة بين عناصر الجيش الاتحادي وضعف الإسناد الجوي عاملان أسهما في الانهيار.
وقال السامرائي لموقع قناة الحرة: “أعدادهم لم تكن قليلة كما قدر البعض وقتها، لأن بعد دخول مسلحي داعش، تحول كثير من خلايا الموصل إلى جانبهم وأصبحت أعدادهم بالآلاف”.
ومن بين هؤلاء “جيش المجاهدين” السلفي و”جيش رجال الطريقة النقشبندية” بقيادة عزت إبراهيم الدوري الذي كان نائبا لصدام حسين أيام حكم حزب البعث في العراق، و”تنظيم أنصار السنة” الجهادي فضلا عن ضباط سابقين في الجيش العراقي المنحل.
وبحسب تصريح سابق للخبير الأمني في المدينة مجيد النعيمي لـ”راديو سوا”، وصل الأمر إلى تسمية هذه التنظيمات لأسماء مسؤولين محليين، لكن أهالي المحافظة أدركوا بعد ذلك أن داعش هو الجهة المسيطرة.
معركة الانكسار
معركة فندق الموصل، بحسب رويترز، كانت القشة التي قسمت ظهر الجيش العراقي والشرطة في المدينة، بحسب شهادات مسؤولين.
ففي اليوم التاسع، كان العقيد خالد العبيدي ورجاله يرابطون عند الفندق، عندما اتجهت شاحنة صهاريج عسكرية لنقل المياه فأطلقت الشرطة النار وانفجرت، بعدها لم يعد لخط الدفاع الغربي أي وجود.
أصيب العبيدي ونقل لمنطقة آمنة، لكن عناصر الشرطة حرقت معسكراتها وتخلصت من زيها العسكري، فاجتمع محافظ نينوى أثيل النجيفي ومستشاره مع قنبر وغيدان في قيادة العمليات قرب المطار.
جاءت التوصيات بالهجوم بالفرقة الثانية في الناحية الشرقية، رغم أن الغراوي رفض المجازفة بما تبقى من جنود، بحسب شهادته. إلا أن الأوامر صدرت باستخدام 46 رجلا و14 شاحنة بيك أب وعربة همفي، أي معظم ما لدى وحدته الأمنية.
في المساء، أبلغ قنبر وغيدان الغراوي بأنهما سينسحبان إلى الجانب الآخر من النهر.
من أمر بالانسحاب؟
لا توجد رواية رسمية عن طريقة الانسحاب أو من أطلق الأوامر.
تلقي الحكومة العراقية باللوم على الغراوي وأربعة من ضباط الأمن، ووجهت إليهم اتهامات بالتقصير، قد تصل العقوبات فيها إلى الإعدام.
لكن تحقيق رويترز لا يستبعد تحمل مسؤولين عسكريين أرفع من الغراوي جزءاً من المسؤولية على الأقل. وكان غيدان وقنبر أعلى رتبة من الغراوي، وعندما توليا المسؤولية يوم السابع، التقى الغراوي بمستشار محافظ نينوى الذي سأله “لماذا لم تقم بهجوم مضاد؟” فأجاب “لا يوجد ما يكفي من القوات”، وهي الرواية التي أيدها زيباري.
وبحسب الغراوي، فإن انسحاب غيدان وقنبر خلق انطباعا بأن القوات تهجر الميدان.
هرب الجنود إلى شرق المدينة بعد خلق هذا الانطباع، بحسب محافظ نينوى.
في صباح اليوم التالي، اتصل زيباري بالغراوي وحثه على مغادرة مركز قيادة العمليات، خوفا على حياته، فرفض الغراوي وطلب أوامر مباشرة من المالكي.
بعد ذلك واصل الغراوي القتال للوصول عبر جسر إلى الشرق. اتصل بغيدان وأبلغه أنه محاصر من كل الاتجاهات، وبالفعل أشعلت النيران في قافلته شرق النهر، واشتبك مع مقاتلي داعش.
في آب/أغسطس تلقى الغراوي مكالمة هاتفية تفيد بأنه رهن التحقيق لهروبه من الخدمة في الموصل، وفي الوقت ذاته رقى المالكي قنبر وغيدان لكنهما أجبرا على التقاعد بعد رحيله كرئيس للوزراء.
الآن الغراوي يتحمل المسؤولية، حسب تحقيق رويترز.
أما بالنسبة لزيباري فيقول “الغراوي كان ضابطا يؤدي عمله لكن حظه تعثر مثل كثيرين غيره من الضباط. كلنا علينا أن نتحمل بعض المسؤولية. كل واحد منا”.
وبالنسبة للسامرائي “لم تصدر أوامر واضحة بالانسحاب، فالموقف تدهور بشكل متسارع وإذا كانت الأوامر قد صدرت فالأكثر ترجيحا أنها كانت بين جهات فرعية”.
وأضاف في تصريحات لموقع قناة “الحرة” أن “الأمر يتوقف على إجراءات التحقيق والمحاكمة. حتى الآن لا تحقيقات جدية بالموضوع. ربما لا تزال هناك خيوط أو توجهات للقيام بها لكن لم يصل الأمر إلى التحقيق في المفاصل الأساسية”.
التاريخ أسقط الموصل
سقطت الموصل بعد يومين من سقوط بغداد في 11 نيسان/أبريل 2003 بعدها تسلم الفيلق الخامس في الجيش الأميركي القيادة. منذ 2004 بدأت عمليات تفجيرات وأصبحت مركزا للتمرد السني وتنظيم القاعدة ضد الشيعة.
في هذه الفترة اتهمت قوى الأمن بالمسؤولية عن عمليات قتل خارج القانون، واضطهاد السنة، وكان الغراوي على رأس إحدى الفرق العسكرية.
اندحر التمرد بشكل ملحوظ مع المشاركة المكثفة للسنة في الحياة السياسية بين عامي 2009 و2010، ومع انسحاب القوات الأميركية عام 2011 انخفض عدد الخسائر في صفوف المدنيين من أكثر من 31 ألف في 2006 إلى حوالي خمسة آلاف في 2009، ما أشار وقتها إلى أن القاعدة في طريقها للانهيار.
سياسات المالكي
يقول تقرير رويترز: بعد الانسحاب قام المالكي حملة تطهير لقيادات الجيش من السنة والأكراد، وهو ما خلق تمردا جديدة في المحافظات السنية استغله داعش ليكسب تعاطفا محليا.
ويضيف التقرير إن المالكي كان يخشى من “غدر” الأكراد به فبدأ حملة تطهير لفرقتي الجيش الموجودتين في المدينة، كما عين مجموعة من القادة الذين استعدوا السنة، من بينهم الغراوي الذي عين قائدا للعمليات في 2011.
وكان الغراوي قلقا من عودة التمرد السني، وزيادة نفوذ تنظيم القاعدة وقتها، التي قال إنها تنظر إلى الموصل باعتبارها إمارتها.
كان يعاني من نقص القوات وتنامي مشاعر العداء لدى اسنة الذين اتهموه بالتعذيب والقتل، وهي اتهامات يرفضها.
نشط التنظيم المتشدد بقوة في ذات المناطق التي تعرضت لهجمات طائفية، ووجد السكان في التنظيم منقذا ومعادلا لقوات الحكومة، وبديلا لفشل المالكي والحكومة في بناء أجهزة وطنية.
يقول السامرائي “كان هناك شحن طائفي ومناطقي وعنصري غير طبيعي”.
يتفق ياور مع ذلك لأن “المشكلات السياسية بين الكتلة السنية وحكومة بغداد منعت القوات من محاربة داعش في الموصل وصلاح الدين وأجزاء من كركوك”.
هل رفض المالكي مساعدة الأكراد؟
من بين القضايا التي طرحها تقرير رويترز مسألة تقديم الأكراد العون للمالكي، والتقارير التي خرجت من أكثر من مسؤول بأن المالكي رفض عرضا من مسعود البرزاني إرسال قوات البيشمركة الكردية.
يقول زيباري أن المالكي رفض هذا العرض مرتين. وحاولت الأمم المتحدة ودبلوماسيون أميركيون التوسط في وضع ترتيبات مقبولة للمالكي الذي ظل على ارتيابه في نوايا الأكراد.
وأصر المالكي حينها على أن القوات العراقية تكفي وزيادة
وقفوهم إنهم مسؤولون
ولا ندري من الصادق من الكاذب من زيباري أو غيره لكن ورغم كل إدعاء أو تسقيط الجيش يتحمل المسئولية يقولون في قاطع حي 17 تموز ما كان عندهم غير رشاش واحد أربعة فرق ما عندها غير رشاش واحد ؟ فقط كانوا يقدرون يعتقلون شباب الموصل حتى في باب الجامعة وبعيني كنت أرى ذلك المقدم الذي أسمه خالد عندما كنت أرجع من الجامعة وأنتظر قرب جامع هيبة خاتون- نفق الجامعة كي أركب بسيارات الأجرة من هناك للبيت .. كان ذلك الضابط يمر من هناك بحمايته وسيارته الهمر ويشتم بالناس بدون سبب لأننا نقف على الشارع وقت العودة .. يتباهى أمام الناس ويترجل أحيانا ليضرب بعصاه حتى الرجل المسن .. امثال خالد هذا كان الجيش أو الشرطة مليء بهم وهاي تاليته أنهزموا وعافوا المدينة …..
ومرة أخرى أؤكد أن المهاجمين الأوليين من داعش لم يكونوا أكثر من 300 حسب شهود العيان من الموصل لكن ربما زاد عددهم لاحقا عند الشعور بإحراز موطيء قدم ……..
وأخيرا الحمد لله تحررت المحافظة بالكامل وخلصت منهم