نصّ الكلمة التي ألقاها الأمين العام لاتحاد أدباء العراق الشاعر ابراهيم الخياط صباح الثلاثاء ٩ نيسان ٢٠١٩ في افتتاح مهرجان (أكيتو) الثقافي الذي أقيم على قاعة الرباط بشارع المغرب في بغداد:
أيها الحضور الكريم..
أيها الضيوف الأجلاء من مدن العراق العريق..
يا رسل الكلمة والسلام..
السلام عليكم..
في البدء نثني على جهود مكتب الثقافة السريانية في اتحادنا ولا سيما رابي آشور في تنظيم وإعداد وإخراج مهرجان (أكيتو) الثقافي بدورته الثالثة هذه، بالتعاون مع اتحاد الأدباء والكتّاب السريان ولا ننسى جهود رابي روند..
أيتها العزيزات.. أيها الأعزاء..
في يوم السنة الجديدة..
يوم الطقوس..
يتجمع شعب سومر في القصر الذي يُرشد الأرض..
وعن هنري فرانكفورت في المعتقدات الدينية وعلاقتها بالمجتمع والطبيعة في الشرق الأدنى القديم الصادر عام ١٩٧٨ عن جامعة شيكاغو فإنّ الملك يبني عرشاً لملكة القصر..
يجلس الى جانبها على العرش..
ومن أجل رعاية الشعب في جميع الأراضي..
يتمّ مراقبة اليوم الأول من الشهر الأول في السنة الجديدة..
وفي يوم اختفاء القمر..
يجري الاحتفال المقدس والنواميس الإلهية..
يوم رأس السنة هو يوم الطقوس..
يتمّ تحديده بدقّةٍ..
فالملك يدعو الناس لدخول القاعة العظيمة..
الشعب يجلب النذور والطعام والأواني..
يحرقون البخور زكيَّ الرائحة ويؤدون طقوس الإغتسال..
الملك يحتضن عروسه الحبيبة..
دموزي يحتضن إينانا..
إينانا تجلس على العرش الملكي..
تشعّ مثل ضوء النهار..
الملك مثل شمس يضيء بشكل مشرق بجانبها..
يجلب الوفرة والخصب والكثرة والنماء..
الموسيقيون يعزفون للملكة..
يعزفون الآلات الصاخبة التي تنهي العاصفة..
ويعزفون آلات (أليغار) العذبة.. مفخرة القصر..
ويعزفون الآلات الوترية التي تجلب الفرح للناس جميعاً..
ينشدون الأغاني لإينانا ليفرح قلبها..
الملك يرفع يده آمراً بالطعام والشراب..
دموزي يرفع يده آمراً بتناول الطعام والشراب..
إنّه يجمع شعب سومر..
البهجة تنتشر في البلاد..
القلوب تتراقص فرحاً..
القصر مضيء..
الملك جذلان..
في المكان النظيف النقيّ يحتفلون بإينانا ويتغنون..
إنّها زينة الجموع..
إنّها فرح سومر..
الناس يقضون اليوم.. يوم رأس السنة الجديدة في سعادة غامرة..
الملك يقف أمام الجموع بانتشاء كبير..
يشيد بإينانا..
ويمدح المجمع..
………
الكاهنة المقدسة التي خُلقت
مع السماوات والأرضين..
إينانا..
يا ابنة القمر البكر..
يا سيدة الصباح..
أغنّي لكِ..
أيها الحضور الكرام..
اليوم نحتفي بثلاثة أحداث مبهجة..
فاليوم هو التاسع من نيسان، ذكرى سقوط الدكتاتورية الغاشمة البغيضة.. أعتى نظام دمويّ في جغرافيا المعمورة وتأريخها.. وأحزننا أن يسقط بيد الاحتلال.. ألا لعنة الله والشعب على الغزاة وعلى مَن فتح لهم الأبواب.. صدام الذي طغى..
واليوم أُطلق اسم “أكيتو” على ساحة الاحتفالات الكبرى وسط بغداد.. نعم فـ (أكيتو) هو العيد العراقي الموحد البهيّ..
واليوم يُعقد هذا المهرجان الزاهر بكم وبما تقدمون.. ومن هنا نضمّ صوتنا مع صوت مكتب الثقافة السريانية في اتحادنا الكبير.. ومع صوت اتحاد الأدباء والكتّاب السريان في استحداث مديرية في وزارة الثقافة باسم المديرية العامة للثقافة السريانية..
وفي الختام أقول لكم وللعراقيين جميعاً:
– أكيتو مبارك..
والسلام عليكم..