23 ديسمبر، 2024 6:36 ص

اكوان الحياة المتوازية

اكوان الحياة المتوازية

كان تولي سليمان الحكم في بني اسرائيل امرا ضروريا , لان مجتمعهم لم يعد تنفع فيه روحانية الانبياء كثيرا ,ولكن لما فتح بنو إسرائيل ممرات الارض امام الشياطين صار على سليمان ان يغلقها جميعا , وفي نفس الوقت ان يبهر هذه العين المادية لبني اسرائيل .. فكيف ذلك ؟ ,بملك وقدرة لم تكن لاحد غيره ,فأعطاه الحق تعالى ذلك ,فعمد سليمان الى طريقين : الابدال من البشر والمؤمنين من الجن , فكانوا حماة ملكه وادواته التنفيذية , ولكنه بهم اخضع المردة من الجن .
جاء وصف التابوت في سفر الخروج (25/10 ـ 22)، وهو صندوق مصنوع من خشب السنط طوله ذراعان ونصف، أي ثلاثة أقدام وثلاثة أرباع القدم، وكلٌّ من عرضه وارتفاعه ذراع ونصف، أي قدمان وربع القدم، مُحلَّى بالذهب من الداخل والخارج، يقف عليه ملاكان (كروبان) ناشرين أجنحتهما رمزاً للوجود الإلهي (شخيناه) بين الشعب المختار. وأصبح التابوت ذاته رمزاً للعرش الإلهي. ويُقال إن الإله قد أخبر موسى بأنه سيقابله بين الملاكين. ولم يكن يُسمَح لأحد بأن يمس التابوت باعتباره محرماً (تابو). وكان التابوت يحتوي على المن، وعصا هارون، ولوحى الشريعة أو العهد، ثم وُضع بجانبه كتاب التوراه، ولكن المن وعصا هارون كانا قد اختفيا مع حكم سليمان. ومن الواضح أن في هذا الوصف إسقاطاً لقيم وتخيلات مرحلة مركبة لاحقة على مرحلة التيه التي كانت تتَّسم بالبساطة والبداوة. كما أنه، بتطور الديانة اليهودية، جرى تفسير وجود التابوت تفسيراً أكثر عمقاً من التفسير السابق. فقد أصبح التابوت شيئاً مقدَّساً بناه موسى تنفيذاً لأمر الإله (ليضع فيه اللوحين اللذين كتب عليهما الوصايا العشر) ليحمله أعضاء جماعة يسرائيل معهم في ترحالهم، على أن يقوم أعضاء من سبط اللاويين بحمله. ثم وُضعت التوراة بجانب اللوحين، ومن ثم فإنه يُسمَّى أحياناً «تابوت الشهادة». وصار التابوت رمزاً للعهد مع الإله، وأصبح تلامُس جناحي الملاكين رمزاً للزواج المقدَّس بين الشعب والإله.)
بقي التابوت مدة بالخيمة في الجلجال، ثم نُقل إلى شيلوه حين وقع في أيدي الفلستيين الذين أخذوه إلى أشدود ووضعوه بجانب صنم داجون. وحسب الرواية التوراتية، اضطر الفلستيون إلى إرجاعه بسبب الكوارث التي حاقت بهم، ثم نقل إلى القدس (بعد 300 أو 400 سنة) أثناء حكم داود. وقد حفظ سليمان التابوت، في قدس الأقداس بالهيكل، وسط العالم تماماً، وأمامه حجر الأساس الذي هو مركز الدنيا (حسب التصور اليهودي). ويُقال إن منَسَّى وضع تمثالاً منحوتاً بدلاً من التابوت داخل الهيكل غير أن يوشيا أرجعه، وقال يوسيفوس عن التابوت إنه « لم يكن يحتوي على أي شيء بالمرة ». ولم يأت ذكر التابوت ضمن الغنائم التي حملها البابليون معهم وأُعيدت فيما بعد. وثمة رأي يقول إن التابوت من بين مواد العبادة الشعائرية لقبيلة إفرايم، ويُوجَد داخله حجران يحل فيهما يهوه. كما يرى جوستاف لوبون أن تابوت العهد مقتبس من الفكر المصري القديم الذي كان يعرف نظائر عدة لهذا التابوت المقدَّس (مراكب الشمس). لكن الطقوس الدينية التي كانت تحيط بتابوت العهد تشير إلى طبيعة العبرانيين البدوية، كما تشير إلى أنهم كانوا شعباً متنقلاً كثير الترحال. ولا يُعرَف، على وجه الدقة، مصير هذا التابوت. فعند بناء الهيكل الثاني، لم يكن له من أثر ولم يأت ذكره، وإن قيل إنه مخبّأ فوق أحد الجبال أو تحت الهيكل إلى أن يعود الماشيَّح. وهناك رأي يذهب إلى أنه أُعيد بناؤه في هيكل هيرود. وعلى أية حال، فإن تابوت العهد لم يختف دون أن يترك أثراً في الديانة، وتابوت لفائف الشريعة هو امتداد لفكرة تابوت العهد. وهناك اعتقاد عند الإثيوبيين بأن تابوت العهد (الأصلي) موجود في إثيوبيا[1] .
ان القدرات الفيزيائية التي منحها الله لسليمان جعلته قادرا على معالجة الخلط بين الاكوان المتوازية للمخلوقات , وهو الخلط الذي اوجد الفوضى الوثنية والعملية في العالمين . كان على سليمان ان يتحرك في خطين متوازيين , الاول يقضي باغلاق المنافذ والابواب التي فتحها سحرة بني اسرائيل ومن قبلهم لعبور الشياطين , عبر استخدام وسائل الملك العلمي الذي لسليمان , والثاني يقضي بايجاد مجتمع بديل عن بني اسرائيل لحمل الراية الايمانية , وكان المجتمع الاقوى ترشيحا عند سليمان هو مجتمع ( سبأ ) من العرب القحطانيين , لاسباب سنبينها في الباب الثاني من الكتاب باذن الله .
في الوقت الذ يصر اليهود المعاصرون على افتراض ان مقام سليمان كان في القدس في فلسطين تقول المصادر التاريخية القديمة – ومنهم مسلمة اليهود – انّ مقامه كان في ( تدمر ) في سوريا . عن ( وهب بن منبه ) في كتابه ( التيجان في ملوك حمير ) : ( ان الله أراد ان يهدي بلقيس وحمير فبعث الله نبيه سليمان بآياته الباهرة التي بهرت عقولهم , فخرج سليمان مخرجاً لا يريد اليها فقضى ان يمر على بلدها وهو يريد غيرها , وكان اذا ركب غدا من ” تدمر ” وكانت منزله … )[2] . وأورد ( ابن بطوطة ) في رحلته : ( سافرنا إلى تدمر، مدينة نبي الله سليمان عليه السلام، التي بنتها له الجن، كما قال النابغة )[3] .
ان الملك الذي وهبه الله لسليمان عليه السلام لم يكن قطعا بالمعنى العرفي , والذي يحيل الذهن الى الممالك والعساكر والقصور , بل هو ملك علمي , يحتاجه سليمان في مهمته ووظيفته , ( قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ( 35 ) فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ ( 36 ) وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ ( 37 ) وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ ( 38 ) هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ( 39 ) وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ ( 40 ) )  ( سورة ص ) , ( « فحَسُنَ في عينَي الرّبِّ طَلَبُ سُليمانَ، فقالَ لَه: «لأنَّكَ طَلَبتَ هذا ولم تطلُبْ لكَ طُولَ العُمرِ والغِنى، ولا موتَ أعدائِكَ، بلِ القُدرَةَ على تمييزِ ما هوَ حَقًّ، فأنا أُلبِّي طلَبَكَ، فأُعطيكَ عقلاً حكيمًا راجحًا لم يكُنْ مِثلُهُ لأحدٍ قَبلَكَ ولا يكونُ مِثلُهُ لأحدٍ بَعدَكَ »)[4] .
لقد فجّر سليمان ثورة معرفية , كانت لازمة لفتح اذهان الناس نحو الحقائق العلمية والطبيعة والخلق , تمهيدا لاقناع ذلك المجتمع المادي بان ( السحر ) ما هو الا تصرف بقوانين الكون , ( « وتكلم (سليمان) بثلاثة آلاف مثَل، وكانت نشائده ألفاً وخمساً. وتكلم عن الأشجار من الأرز الذي في لبنان إلى الزوفا النابت في الحائط. وتكلم عن البهائم وعن الطير وعن الدبيب وعن السمك. وكانوا يأتون من جميع الشعوب ليسمعوا حكمة سليمان من جميع ملوك الأرض الذين سمعوا بحكمته »)[5] .
ان الطلب الذي اراد سليمان اجابته من ربه في تلك الظروف والعوالم المعقدة كان : ( قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ) , ( ملكا ) و ( لا ينبغي لاحد ) و ( دليل الهبة الالهية ) , لابد انه كان شيئا فريدا وعظيما , ومتناسبا مع طلب سليمان وظروف عالمه , فما هو ؟ ان الاهم يأتي كأول العطايا بالتأكيد , والاول (  فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ ) تجري بامر سليمان حيث أصاب , ثم يأتي بعدها في الاهمية ( تسخير الشياطين ) , وهي تلك المخلوقات ذات القدرات الكبيرة .
فما هي حقيقة هذه ( الريح ) ؟ وما دورها واهميتها في وظيفة سليمان الكونية ؟ , انها بالتأكيد لم تكن من اجل تحريك ( بساطه السحري ) كما تصور الافلام والحكايات . ان القرآن الكريم حدد صفة ووظيفة هذه الريح حيث قال : ( وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ ) ( الأنبياء 81 ) , فهي ريح ذات قوة عنيفة , تسير منتظمة نحو ( الارض المباركة ) . فماذا تنقل هذه الريح لتلك الارض المباركة ؟ وماذا يتم هناك عندما تصل بما تحمل ؟ واي حدث هذا اشار الله الى انه من آيات علمه ؟.
ان السياق القرآني المستخدم مع هذه الريح وتسخيرها يتناسب مع عظمة واهمية تسخير ( الشمس والقمر ) , مما يشير الى ترابط بين التسخيرين , يتعلق باعجاز كوني : ( اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ ) ( الرعد 2 ) , ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ) ( لقمان 29 ) , ( يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ ) ( فاطر 13 ) , ( خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ ) ( الزمر 5 ) .
ان هذا التسخير ضمن منظومة العجائب الخاصة بالخلق 🙁 وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ ) ( العنكبوت 61 ) . انا لا اعرف كنه تلك الريح , او ماذا تحمل , لكن فيما يخص الارض المباركة فهناك مرويات عند فرق المسلمين مختلفة تشير اليها : ( محمد بن سنان ، عن داود بن كثير الرقي ، قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : ما معنى السلام على رسول الله ؟ فقال : إن الله تبارك وتعالى لما خلق نبيه ووصيه وابنته وابنيه وجميع الائمة ، وخلق شيعتهم , اخذ عليهم الميثاق وأن يصبروا ويصابروا ويرابطوا ، وأن يتقوا الله .ووعدهم أن يسلم لهم الارض المباركة ، والحرم الامن ، وأن ينزل لهم البيت المعمور ، ويظهر لهم السقف المرفوع ، ويريحهم من عدوهم ، والارض التي يبدلها الله من السلام ويسلم ما فيها لهم “لا شية فيها ” قال : لا خصومة فيها لعدوهم وأن يكون لهم فيها ما يحبون وأخذ رسول الله صلى الله عليه واله على جميع الائمة وشيعتهم الميثاق بذلك .وإنما السلام عليه تذكره نفس الميثاق ، وتجديد له على الله لعله أن يعجله عزوجل ، ويعجل السلام لكم بجميع ما فيه )[6] .
 انّ ما يهمني هو ان سليمان عليه السلام كان يدخل او يخرج من او الى هذه الارض المباركة ما ينفعه في تخليص عالم البشر من ظواهر التداخل العوالمي او الكوني , تمهيدا لابعاد الجن والشياطين عن بني البشر .
( وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ ( 37 ) وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ ( 38 ) ) ( سورة ص ) . الاكيد ان سليمان عليه السلام لم يكن من المادية والطغيان او الفكر الاستعماري ما يجعله بحاجة الى تسخير البنائين من عالم الجن , ولا كان من البذخ بحيث يستعين بغواصين من الجن ايضا . ما هي اذا حقيقة هذا البناء والغوص الذي يحتاج الى تقنيات عالية جدا لا يملكها الا الجن ؟ لست احيط بكنه ذلك الغوص , لكني لا اخرجه عن الغوص في ذات البحر الذي ذكرته الآية التالية : ( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (33)) ( الأنبياء ) .
فيما يمكن وكاحتمال ان ندرج ( بناء الجن ) – والذي جاء بصيغة المبالغة – ضمن الآيات : ( الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22)) ( البقرة ) , ( أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ (6)) ( سورة ق ) , ( وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47)) ( الذاريات ) , ( أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27)) ( النازعات ) , ( وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5)) ( الشمس ) .
وهو ما يتناسب مع نظريات الفيزياء الحديثة مثل ( الاوتار الفائقة ) و ( الاكوان المتوازية ) , حيث ان هذه النظريات قرّبت الكثير من معاني القرآن الينا , وفتحت الباب لفهم الكثير من الاسرار . ان كل القضية مع عالم الجن ترتبط بعلم ( الطاقة ) وفن استخدامها , وكيفية استقبالها وارسالها , وبالتالي كان على سليمان – للتحكم بعالم الجن – السيطرة على مداخل ومخارج وحركة الطاقة بانواعها , ( يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ) ( سبأ 13 ) .
ان التفاسير التي تناولت الآيات اعلاه بعيدة جدا عن واقع حاجة نبي مثل سليمان , فهو من اجل محراب وتماثيل – على فرض حليتها في ذلك الزمن – وبعض القدور الكبيرة ليس بحاجة الى تسخير الجن والسيطرة على عالمهم . ان تلك المحاريب لا تعدو ابنية لاستقبال وارسال الطاقة وفتح واغلاق الثغرات البوابية بين العوالم , بمعنى فكرة متطورة عن نظام الاهرامات , والتي تعد من الاشكال المهمة في استقبال الطاقة فيزيائيا .
وما يؤكد وجهة نظري ما جاء في كتاب العلل، بإسناده عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ( أمر سليمان بن داود الجن فصنعوا له قبة من قوارير فبينا هو متكىء على عصاه في القبة ينظر إلى الجن كيف ينظرون إليه إذ حانت منه التفاتة فإذا رجل معه في القبة قال له: من أنت ؟ قال: أنا الذي لا أقبل الرشا و لا أهاب الملوك أنا ملك الموت. فقبضه و هو قائم متكىء على عصاه في القبة و الجن ينظرون إليه. قال: فمكثوا سنة يدأبون له حتى بعث الله عز و جل الأرضة فأكلت منسأته و هي العصا، فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين )[7].
ان ( القباب , المثمنات , الاشكال الهرمية ) من اهم الاشكال المعتمد علميا في ارسال واستقبال الطاقة على وجه الارض . اما الجفان والقدور الراسيات , فربما كانت مركبات ضخمة او انظمة تحكم في نظام الكون .
ان من الاسرار التي لازالت غامضة في تأريخ البشرية عموما والاديان خاصة ظواهر وآلات مثل ( تابوت العهد , عصا موسى , خاتم سليمان , … ) . لقد جاء في توصيفها ومحاولة الوصول الى حقيقتها اقوال كثيرة , بعضها ديني والآخر علمي تقني , وهناك ما وراء الطبيعي , لكن ما يهمنا هنا هو الصفة المشتركة لهذه الظواهر , أي اختفائها في زمن واحد , هو زمن سليمان عليه السلام . فهناك من قال انها اختفت في عهده , بعد ان فرغ من استخدامها , والبعض يقول انها اختفت بعده بفترة , لكن الجميع يتفق انها اختفت في عصره .
ان الربط بين وظيفة سليمان الكونية الفيزيائية وبين هذه الآلات يستدعي كونها ذات خصائص محددة تستخدم في التحكم بمجريات الطاقة والكون . وهنا نستفاد من طروحات العلامة السويسري (ايريخ فون دينيكن) في كتابه “علامات الآلهة” : ] انه قد استرعي اهتمامه ما قرأه عن تابوت بني إسرائيل , فقد قرأ في كتبهم القديمة بأنهم كانوا حريصين على حمل هذا التابوت معهم في كل معركة يخوضونها في حروبهم , وأنهم كانوا ينتصرون (كما يقولون) على أعدائهم طالما كان التابوت معهم في المعركة وبأنهم كانوا ينهزمون إذا لم يكن معهم , وقرأ كذلك بأنهم كانوا يحفظون التابوت في هيكل خاص بنوه لهذا الغرض فوق تلة في مكان بعيد عن الناس وبأن هذا الهيكل كان خاضعاً للحراسة المشددة ليلاً نهاراً وكان دخول الهيكل أو الاقتراب من التابوت يقتصر على الكهنة المكلفين بذلك وقد استرعى انتباهه الشديد ما قرأه بأن كل من اقترب من التابوت بدون اتخاذ احتياطات معينة (كانت توصف آنذاك بالطقوس) فانه يتعرض لأمراض غريبة وخطيرة ويكون الموت المحتم من نصيبه بعد أيام قليلة ! . يرى (ايريخ فون دينيكن) بأن وصف هذا المرض ينطبق تماماً على ما يحصل للإنسان عند التعرض للإشعاعات الذرية الخطيرة والمميتة كما حدث لضحايا القنبلتين النوويتين اللتان ألقت بهما الولايات المتحدة الأمريكية على مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين خلال الحرب العالمية الثانية ، كما لفت انتباهه كذلك وصف “الطقوس” التي كان الكهنة يتبعونها عند اقترابهم من التابوت حيث يعتقد (ايريخ فون دينيكن) أنها لم تكن سوى احتياطات للوقاية من خطر الإشعاعات النووية [[8].
وبغض النظر عن رأي دينيكن المتعلق بالمخلوقات الفضائية وقضايا الاشعاعات , فاننا نستفاد كون تلك الآلات كانت ذات تقنيات للتحكم بالطبيعة . ان سليمان باخفائه لتلك الآلات التي تتفوق على قدرات الجن التقنية ختم مرحلة الفوضى والاختلاط بين العوالم على الارض . لكن ذلك لا يمنع ان تعود تلك الآلات للاستخدام في حالة عادت الفوضى والاختلاط بين العوالم :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) : قَالَ ( كَانَتْ عَصَا مُوسَى لآِدَمَ – عليه السلام – فَصَارَتْ إِلَى شُعَيْبٍ ثُمَّ صَارَتْ إِلَى مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ وَ إِنَّهَا لَعِنْدَنَا وَ إِنَّ عَهْدِي بِهَا آنِفاً وَ هِيَ خَضْرَاءُ كَهَيْئَتِهَا حِينَ انْتُزِعَتْ مِنْ شَجَرَتِهَا وَ إِنَّهَا لَتَنْطِقُ إِذَا اسْتُنْطِقَتْ أُعِدَّتْ لِقَائِمِنَا ( عليه السلام ) يَصْنَعُ بِهَا مَا كَانَ يَصْنَعُ مُوسَى وَ إِنَّهَا لَتَرُوعُ وَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ وَ تَصْنَعُ مَا تُؤْمَرُ بِهِ إِنَّهَا حَيْثُ أَقْبَلَتْ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ يُفْتَحُ لَهَا شُعْبَتَانِ إِحْدَاهُمَا فِي الْأَرْضِ وَ الْأُخْرَى فِي السَّقْفِ وَ بَيْنَهُمَا أَرْبَعُونَ ذِرَاعاً تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ بِلِسَانِهَا )[9] .
وعَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) : قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ ( أَلْوَاحُ مُوسَى ( عليه السلام ) عِنْدَنَا وَ عَصَا مُوسَى عِنْدَنَا وَ نَحْنُ وَرَثَةُ النَّبِيِّينَ )[10] . وعَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) قَالَ ( خَرَجَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السلام ) ذَاتَ لَيْلَةٍ بَعْدَ عَتَمَةٍ وَ هُوَ يَقُولُ هَمْهَمَةً هَمْهَمَةً وَ لَيْلَةً مُظْلِمَةً خَرَجَ عَلَيْكُمُ الْإِمَامُ عَلَيْهِ قَمِيصُ آدَمَ وَ فِي يَدِهِ خَاتَمُ سُلَيْمَانَ وَ عَصَا مُوسَى ( عليه السلام ) )[11] . وعنه أيضاً عليه السلام: ( إذا قام القائم بمكة وأراد أن يتوجه إلى الكوفة نادي مناديه ألا لا يحمل أحد منكم طعاماً ولا شراباً، ويحمل حجر موسى بن عمران وهو وقر بعير، ولا ينزل منزلاً إلاّ انبعث عين منه فمن كان جائعاً شبع ومن كان ظمآن روي، فهو زادهم حتى نزلوا النجف من ظهر الكوفة )[12]. وهذا موافق للآية : ( وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (160)) ( الأعراف ) .
وفي رواية أخرى عن الإمام الباقر عليه السلام: (  إذا ظهر القائم عليه السلام ظهر براية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وخاتم سليمان، وحجر موسى وعصاه… )[13] . ( فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63)) ( الشعراء ) . وعن الإمام الصادق عليه السلام: ( عصا موسى قضيب آس من غرس الجنة أتاه بها جبرئيل عليه السلام لمّا توجه تلقاء مدين، وهي وتابوت آدم في بحيرة طبرية، ولن يبليا ولن يتغيرا حتى يخرجهما القائم عليه السلام إذا قام). وعَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) قَالَ مَسْجِدُ كُوفَانَ رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ صَلَّى فِيهِ أَلْفُ نَبِيٍّ وَ سَبْعُونَ نَبِيّاً وَ مَيْمَنَتُهُ رَحْمَةٌ وَ مَيْسَرَتُهُ مَكْرٌ فِيهِ عَصَا مُوسَى وَ شَجَرَةُ يَقْطِينٍ وَ خَاتَمُ سُلَيْمَانَ وَ مِنْهُ فَارَ التَّنُّورُ وَ نُجِرَتِ السَّفِينَةُ وَ هِيَ صُرَّةُ بَابِلَ وَ مَجْمَعُ الْأَنْبِيَاءِ ( عليهم السلام ) .
وهناك مرويات عديدة تشير الى ان سليمان عليه السلام حاول نقل تابوت العهد من يد بني اسرائيل الى يد المجتمع البديل ( مجتمع سبأ ) , وهذا ما يصر عليه الاحباش . فيما يرى بعض الباحثين ان التابوت وقع تحت اليد الكنيسة الكاثوليكية المتحالفة مع الماسونية , ايّام الاستعمار الاوربي للعالم .
الواضح من الروايات ان للعصا و الحجر والتابوت الذي ربما يحويهم اهمية خاصة في الربط بين عوالم الخلق , وكذلك يمكن اعتبارها منظومات للسيطرة على بوابات العوالم , بل هي اعلى واسمى , حيث انها تعتمد في العمل على القوانين الكلية المحيطة بالخلق . هنا تلوح لنا بعض ملامح نظرية ( الولاية التكوينية ) . كما اننا يمكننا ان ندرك مدى الاحراج الذي عاشه قادة الجن امام قدرة مفاجئة للانسان اتاحت التفوق على تأريخ من غطرستهم واستعبادهم للناس , خصوصا بعد ان احضر ( آصف بن برخيا ) وصي سليمان ( عرش بلقيس ) , بسرعة تفوق سرعة الضوء , فيما كان عرض ذلك الجني بسرعة ادنى من سرعة الضوء , رغم انه من نخبة الجن الذين كان لهم شرف مجالسة سليمان عليه السلام 🙁 قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38) قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39) قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآَهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40)) ( النمل ) .  فآصف لم يكن لديه الا بعض علم من الكتاب , فكيف بمن لديه علم الكتاب ؟! .
ومن ثم توفي سليمان في حالة غريبة , وهو واقف , وكانت الجن تجهل موته , لولا دابة الارض التي اكلت منسأته . واذا كانت الجن لم تتفحص وقوفه , فكيف يمكن ان تهمل اسرته طول وقوفه وسكونه ؟ , لا اعلم اين ومتى كانت وفاة سليمان , فهي من سيشرح حقيقة الوضع حينها , ( فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ (14)) ( سبأ ) . وارى ان هناك اشارة في الآية السابقة تشرح وضع الجن حينها , فان عذابهم لم يكن ماديا ربما , بل هو معنوي , ناتج عن خضوعهم لبني الانسان , رغم انهم كانوا سادتهم وآلهتهم المزعومة , لذلك استخدمت الآية تعبير ( مهين ) .
الخلاصة ان بعد عهد سليمان عليه السلام عاشت الارض عصرا جديدا , كما رأت البشرية طريقة حياة اخرى غير التي كانت قبل سليمان , وكذلك كان على الجآن ان يدخلوا الى عالمهم مفاهيما جديدة وعقائداً لم يعرفوها او يتعلموها سابقا . ان الفترة من ( موسى ) الى ( سليمان ) عليهما السلام كانت آخر فترات التواصل المباشر بين عالمي الجن والانس , لكن التواصل غير المباشر ظل موجودا .
كما ان الاولياء العظام كالرسول محمد صلى الله عليه وآله كان لهم القدرة على النفوذ الى ذلك العالم : ( وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآَنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (29) قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (30) يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآَمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (31) وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (32)) ( الاحقاف ) .
 
 
 

[1] موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية – المجلد الرابع – الجزء الأول – الباب الحادي عشر – مدخل تابوت العهد
[2] الملكة بلقيس التاريخ والاسطورة والرمز د. بلقيس إبراهيم الحضراني مطبعة وهدان 1994 ص 79
[3]  تحفة النظار في غرائب الامصار وعجائب الأسفار ابن بطوطة ذكر سلطان العراق
 
[4] سفر الملوك الاصحاح الثالث 10 – 12
[5] سفر الملوك الاصحاح الرابع 32 – 34
[6] بحار الانوار محمد باقر المجلسي ج 52 ص 380 ح 190
[7] الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل ناصر مكارم الشيرازي تفسير سورة ( سبأ ) عن تفسير الميزان – ج 16 – ص 366 عن ( علل الشرائع )
[8] تابوت العهد المفقود كمال غزال مقال على موقع ( ما وراء الطبيعة ) المتخصص في 31 مايو 2010
[9] الأصول من الكافي محمد بن يعقوب الكليني ج 1 باب ما عند الائمة من ايات الأنبياء عليهم السلام ح 1
[10] بحار الانوار محمد باقر المجلسي ج 47 باب 4
[11] بحار الانوار ج 39 ص 342
[12] الأصول من الكافي ج 1 باب ما عند الائمة من ايات الأنبياء عليهم السلام ح 3
[13] بحار الانوار ج 52 ص 351 ح 105
— المدونة الشخصية :
http://freepapers1980.blogspot.com
( اوراق )
مدونة حرة .. تهدف الى تحرير العقل من قيود الاستعباد والاستغلال

https://twitter.com/a1980a24