لا تستغرب عزيزي القارئ من العنوان وامهلني حتى إكمل سطوري لتوضح الصورة أكثر.
فقد كان لي صديقا من الدرجة الثالثة، وهو عضوا في احد مجالس بغداد المحلية، يقول انبهرت عندما زرت مدينة أربيل ووجدتها مدينة نظيفة( فعلا النظافة في بغداد مثل درجة الحرارة في روسيا على الأغلب تكون -٣٠ تحت الصفر ولذا فالانبهار قليل لدى هذا السيد العضو).
طبعا الفضول دفع صديقي الذي انقطعت اي صلة صداقة بيني وبينه منذ ان كانت بغداد تتنعم بوافر قليل من النظافة – سالب ٣٠ – وقبل ان تصل الى سالب خمسين، المهم فقد سأل هذا الصديق احد أعضاء المجلس البلدي بأربيل وبحكم كون الاثنان زملاء تجمعهم بلدية ومجلس وبينهم لغة مشتركة مما يسهل عملية تبادل المعرفة وتبادل الخبرات!
المهم العضو في المجلس الاربيلي لم يبخل في تقديم الاستشارة لزميله البغدادي فقال له: كاكا أنتم (ما نزفتوا) بغداد لأنكم اكلتوا كل الكعكة، كاكا احنا اكلنا نص وانطينا نص!
وفي ظل هذه البيئة الفاسدة التي انتجتها حقبة الحكومات المتعاقبة على ادارة السلطة التنفيذية في العراق، ومع تزايد حالات التشائم برؤية بيئة صالحة فان الامل برؤية نورا يزيح بعض سواد النفق العراقي المظلم باتت فسحته قليلة.
منذ قرابة العشر سنوات والمرجعية الدينية وعلى لسان ناطقها وممثلها الشرعي، ما عجزت عن المطالبة باصلاح الحال، والقضاء على الفساد، فقد ذكر الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل المرجعية الدينية في كربلاء، ذلك صراحة، مؤكدا على ان مرجعية السيد السيستاني بح صوتها وهي تطالب الحكومة السابقة وعلى مدى عشر سنوات باصلاح حالها ومحاربة الفساد، هذا الفساد التي كانت هي جزء مهم منه، بل اصبحت في لحظات العامل المساعد على انتشاره، وحجتنا الدامغة بذلك تورطها بصفقة السلاح الروسي، وخلفياتها السوداء!
المالكي وفي مناسبة مضت حين انفجر صبر الجماهير ابدع ببدعة جديدة، وافتى بضرورة اعطاءه مهلة مائة يوم، لانه على الاحوط وجوبا سوف يصحح المسار، ويعيد بناء الذات العراقية من جديد وسيقضي على الفساد الذي سار كالنار في الهشيم بجسد الدولة، بفعل الكوبانات العائلية لال المالكي!
مهلة المائة يوم انتهت ساعة انتهى المالكي من حديثه المزوق، واصبحت نبرة صوتية خرجت بفعل فلتات اللسان، فاصبحت بطي النسيان!
المالكي لم يعمل ما عمله الكاكا ولم يمهلنا لنشاركه الكعكة بل عمد الى اكلها بالكامل.