19 ديسمبر، 2024 7:59 ص

اكسير البقاء ام اكسير الخلود

اكسير البقاء ام اكسير الخلود

يكاد يكون الفرق شاسع بين النظرية والتطبيق ففي بلدي يسمونني تارة كافر وتارة عميل لأنني (علماني رشيد) ولكنهم لا يفقهون نهجي ومنهجي فالخلل قد يكون بي حيث انني لم اتكيف معهم او انني لم استطع ان اقنعهم بفكري واعتقادي , العلمانية التي انتهجها هي ليست تلك التي تعني اعتماد مبدأ فصل السياسة عن الدين فكيف لي ان اكون علمانياً وانا متدين , العلمانية التي انتهجها هي علمانيةٌ من نوع رشيد تسعى للفصل بين الخير والشر تسعى للفصل بين الحق والباطل تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر علمانيةٌ رشيدةُ تسعى لفصل السياسة عن الارهاب والعنف والتشدد وسبغ سمة الاعتدال والوسطية وإشاعة ثقافة التعددية لا العددية وبناء نظامٌ ديمقراطي لا نظام دم قراطي ولكنني أجد صعوبةً بالغة في بلورة موقفي بسبب البيئة التي تحيط بي ببساطة لأنني احلق خارجها ولأنني امتلك ميزة نسبية الا وهي انني ارى ما لا يراه الاخرون وبالوقت نفسه الاخرون من يؤمنون بي ومن لا يؤمنون يجدون نفس الصعوبة ايضاً حينما يريدون ان يستكشفون موقفي ولكنني ورغم كل ذلك قلتها وسأقولها وبصراحة وصدق اني لا استطيع ان اصل لغايتي في بناء الدولة المنشودة من دون شركائي البناة الذين اود ان اعيش واتعايش معهم في وطني بسلم وامن وازدهار, فيا أيها الشركاء أدعوكم الى ان نكون بناةً حقيقين لا ان نكون هدمةً مقيتين فالتأريخ لن ينسى أو يرشى والفرصة لازالت قائمة والوطن بحاجة الى علمانية رشيدة تسعى لبناء الدولة من خلال تعزيز السلطة لا ان تبني السلطة تحت ذريعة الدولة فشتان بين الثرى والثريا وشتان بين العلمانية والعلمانية الرشيدة فتعالوا لكي نمحو حروف الانا والانتم ولنستبدلها بضمير لغوياً يجمعنا تحت حروفه (فنحن) رسالةٌ ومنهج ومشروع لبناء الهوية الوطنية فلا يمكن لنا ان نأسس ونمأسس الدولة من دون ان تكون لنا رؤية واضحة واهداف سامية وارادة حقة وهوية وطنية نابعة من فهم دقيق للمكونات فنحن بحاجةً الى اكسير للبقاء حتى نستمر والاكسير عادةً ما نسمع ونقرأ عنه بالروايات بانه شراب يستخدم للخلود ولكن في وطني بات يستخدم الاكسير للبقاء وشتان بين البقاء والخلود ففي البقاء يكون الخيار الحياة و في الخلود يكون الخيار المجد وبكلاهما خلاصٌ من الموت .  

أحدث المقالات

أحدث المقالات