بعد كل مصيبة يخرج علينا الجهابذة والدهاقنة ممن يسمون انفسهم نواطق باسم هذه الجهة او تلك .. ليتفلسفوا ويتفلفسوا برؤسنا .. تبريراً ودفعاً للمسؤولية الاخلاقية والمهنية والانسانية عما مر ويمر بنا من مصائب .
وبعد الزلزال الذي اصاب الكرّادة الجميلة رئة بغداد .. بل قلبها النابض .. خرجت علينا مخلوقات غريبة بهيئة انسيّة لتبرر ؛ من اجل التبرير فقط ودفع الشبهات والقاء المسؤوليات على الاخرين وهم يتراشقون بالاتهامات ويحملون بعضهم البعض مسؤولية ذبح المئات من الشباب والاطفال والنساء بهذه الطريقة البشعة .. ولم يبق الا لسان حالهم ليقول : ان المواطن هو سبب تلك الفاجعة الوطنية ..واحد يحدد نوعية السيارة وكيفية تفخيخها وكأنه كان مع الارهابيين السفلة .. والثاني اكتشف اكتشافاً رهيباً تحسده عليه مراكز البحوث والمخابرات العالمية والاقمار الاصطناعية حين اعلن ان السيارة المفخخة خرجت من محافظة ديالى وانها لم تمر بنقاط التفتيش ولكنها سلكت الطرق النيسمية حول العاصمة ؛ وكأنه من العصي ان تمر المفخخات على نقاط التفتيش !! ..اما ثالثة الاثافي فهي حين اعلن احدهم ان البنايتين اللتين دمرتا في التفجير الاجرامي عليهما شكاوى وانذارات تتعلق بالسلامة ومعدات الاطفاء وسلالم الطواريء وغيرها .. ولم يقل لنا : لماذا تهاونت دائرته العتيدة مع اصحاب البنايتين ولم تقم بواجبها لدفع الضرر عن الناس او تخفيف التضحيات على الاقل .. ولن يساله احد : هل كنتم تريدون ان تموت الناس بالجملة هكذا لتبرروا فقط ؟؟ اوليس من حق عوائل الضحايا الان ان تقاضيكم بتهمة الاهمال والتسبب في ازهاق الارواح ووقوع هذه الخسائر الجسيمة بالارواح والممتلكات .. اما رابعهم فيعترف ان هناك خرقاً امنيا ً قاد الى هذه الفاجعة التي المت البلد ومذكرا ايانا ان البلد في حالة حرب مع الدواعش وان كل شيء متوقع الحدوث !! .. ثم ياتي اجراء اقصاء القادة والمسؤولين عن امن العاصمة واحالتهم للتحقيق كما في كل مرة وهو اجراء عقيم لا يفضي الى اية نتائج كما في المرات السابقة ..اما الطامة الكبرى فهي سحب اجهزة كشف المتفجرات سيئة الصيت من العمل في السيطرات بما يوحي ان ( الجماعة ) اكتشوا الان فقط ان هذه الاجهزة هي مجرد العاب اطفال وانها مخصصة لكشف العطور والخمور وان الملايين التي صرفت عليها قد ذهبت الى حسابات خارجية وصرفت وتجولت الى دولارات بجيوب تجار القتل ورؤوس وجيتان الفساد .. وكل تلك اجراءات لامتصاص غضب الشارع وذر الرماد في العيون .. وكل ذلك لا يعيد روح انسان بريء واحد قضى في هذه المذبحة .في مرة سابقة ومن هذا المكان قلت : اكرمونا بسكوتكم ايها النواطق .. فما عاد كلامك المعسول ولا مؤتمراتكم الصحفية تقنع طفلاً رضيعاً .. وما تبريراتكم الا تجميل لصورة هذا المسؤول او ذاك .. او خلق انجازات وانتصارات وهمية ؛ في حين ان الامن والامان في اسفل سافلين .. او القاء اللوم على اخرين ظلماً وعدوانا لانكم جزء من منظومة فساد ابتلي بها شعب العراق منذ ثلاثة عشر عاماً وما جنينا منها الا القتل والتفجير والتهجير وضياع الثروات والارض..
اعملوا بصمت وسرية .. واشركوا المواطن البسيط في خططكم لانكم في بروج مشيدة ومن يكتوي بنار الارهاب هو المواطن الفقير البسيط .. لا انتم ولا سكان المناطق الخضراء ؛ ولا المستجمّين الان في عمّان وبيروت وفنادق شمال العراق والدول الاوربية .. ونصيحة الى قياداتكم ومرؤسيكم : ان عدونا شرير وجبان وقاتل وخسيس ونذل ومتعطش للدماء ويعمل بصمت ودهاء وغدر وخسة لا مثيل لها وباساليب وامكانيات مبتكرة ولا تحطر لكم على بال ؛ ولكنه ( ويجب ان تعترفوا بذلك ) يتفوق عليكم بخططه واساليبه ويفاجأكم دائما بالجديد ؛ فارتقوا بعملكم وتجاوزوا اطركم التقليدية والبالية وتعاونوا مع كل دهة او دولة تريد ان تعاوننا فعلا .. اذا كنتم تريدون فعلا القضاء على هذا السرطان الخبيث الذي ينهش جسد العراق العليل منذ سنوات طوال .