20 مايو، 2024 1:39 ص
Search
Close this search box.

اكراد بلا حدود 

Facebook
Twitter
LinkedIn

المعنى الحرفي لكلمة كردستان هو – بلاد الاكراد – وقد استخدمت الكلمة لاول مره من قبل السلطان (سنجار) في القرن الثاني عشر عندما اسس مقاطعة كبيرة بهذا الاسم غير انها تمتد عبر خمسة اقطار هي ايران تركيا العراق سوريا الاتحاد السوفياتي سابقا, وكردستان مجمع من شعاب جبلية عالية ووعرة تتراوح من 6000 قدم في تركيا الى 14000 قدم في ايران وفي كردستان العراق ترتفع الشعاب الجبلية الكلسية لكردستان العراق عبر ثلاث محافظات هي دهوك واربيل والسليمانية وانشأ السلطان – سنجار- قلعة صيفية سماها – بهار – التي تقع غربي همدان , وكانت تعرف جبال زاغروس وشهرزور وسنجار هذه السلسلة وحتى القرن الثاني عشر تحت عنوان ( جبل الجزيرة او دياربكر ) .
وقد اختلفت النظريات في اصل الكرد وورد في بعض المؤلفات تعرف الكرد على انهم بدو الفرس كما ورد في تاريخ الطبري ومقدمة ابن خلدون وذهب اخرون الى ان الكرد في الاصل من العرب ومنهم عبد البر في كتابه ( القصد والامم ) ان الاكراد من نسل عمرو مزيقيا بن عامر ماء السماء وانهم وقعوا الى ارض العجم فتناسلوا بها وكثر عددهم فسموا الاكراد وقال الشاعر في هذا : ولا تحسب الاكراد ابناء فارس – ولكنهم ابناء عمروا ابن عامر وورد في الموسوعة يعتبر الكرد جزءا من العرقيات الايرانية وينقسم الاكراد الى اربعة مجموعات : الكرمانجي – الكلهود- كوران – اللور – وكل مجموعة لها لغة خاصة بها كما ورد في التاريخ الاسلامي ان الكرد من الشعوب الارية اخوة الفرس والطاجيك والافغان و في بعض المؤلفات على انهم بدو الفرس … نفوس الاكراد حسب الاحصائيات عام 2012 ان مجموع الاكراد هو 27.380.000 مليون موزعين كما يلي 56% تركيا 16% ايران 15% عراق 6% سوريا 7% متوزعين على اقطار اخرى يشترك الكرد مع الفرس وبعض الترك في الاحتفال بعيد نوروز ويشعلون نار كبيرة ويتجمهرون حولها ويؤدون الدبكات والرقصات حولها وهي من ممارسات الديانة الزرداشتيه ( المجوسية ).
 ويعتبر العيد القومي في كل من ايران وكردستان ويكون في بداية السنة الارية  الذي يصادف 21 اذار حسب التاريخ  الميلادي ويحتفل العراق بهذه المناسبة -عيد الشجرة – حيث يتساوى الليل والنهار كما تحتفل به مصر ويسمى هناك عيد شم النسيم  يعيش هذا العدد من الاكراد في وسط اربعة اقطار رئيسية يكون مجموع سكانها بحدود 213 مليون كما يلي 79 مليون تركيا 77 مليون ايران 34 العراق 23 سوريا .. لقي الاكراد في هذه البلدان الاضطهاد اسوة ببقية مواطني تلك البلدان وربما بزيادة اكثر نتيجة اعمال التطرف والعصيان على نظم الدولة والقيام باعمال الشغب وقطع الطرق والسلب والقتل بتوجيه من القيادات المختلفة وزعماء العشائر الكردية في اتجاه بوصلتها وربما في كثير من الاحيان الاقتتال بين تلك المكونات وكثيرا ما حدث الانقسام بينهم فمنهم مع الدولة ومنهم من يحمل السلاح ضدها ولقد سعت القيادات الكردية الى دغدغت المشاعر القومية او النعرات الطائفية من اجل خلق الالتفاف حولهم وتمجيد زعاماتهم تأسست في اقصى شمال غرب ايران اول حكومة لهم في مدينة مهاباد وسميت جمهورية مهاباد وكانت دويلة صغيرة مدعومة من السوفيت كجمهورية كردية في عام 1946 ولم تدم اكثر من 11 شهر وقام قاضي محمد مع مصطفى بارزاني بأعلان جمهورية مهاباد وبعد انسحاب القوات السوفياتية التي توغلت في ايران والتي دعمت قيام هذه الجمهورية تمكنت الحكومة الايرانية من اسقاط هذه الجمهورية والقاء القبض على قاضي محمد وتم اعدامه اما مصطفى بارزاني فقد فر من ايران مع بعض المقاتلين الى الاتحاد السوفياتي وبقي هناك لحين قيام ثورة تموز المجيدة عام 1958 ودعوة الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم للبرزانيين بالعودة للوطن وتم تكريمهم وتزويدهم بالسلاح من اجل حماية انفسهم من بطش بقية العشائر الكردية غير ان ثمن الوفاء منهم ان توجه هذا السلاح على الثورة اسوة بأعداء الثورة من الخونة والمارقين الذين عملوا منذ الايام الاولى لاسقاط تلك الثورة المجيدة وعند قيام الانقلاب الفاشي في 1963 توجه وفد برئاسة المقبور صالح اليوسفي يحمل برقية من القيادة الكوردية الى الانقلابيين وكان مقرهم في الاذاعة وفحوى البرقية تقول اليوم التقت فوهة البندقية الكردية مع فوهة البندقية العربية ضد الدكتاتورية … الخ وفي 1970 جرت مباحثات بين حكومة البعث والقيادة الكردية تمخض عنها اتفاق 11 اذار الذي تم بموجبه منح الحكم الذاتي للاكراد والاعتراف بالحقوق القومية لهم غير ان العلاقة ساءت بين الطرفين بسبب الجانب الكردي الذي اصرعلى ان تكون كركوك وخانقين وسنجار ضمن منطقة الحكم الذاتي رغم ان هذه المناطق مختلطة بين عرب واكراد وتركمان وكلداشورين وغيرهم ولو عدنا الى احصاء عام 1957 لوجدنا ان مكونات كركوك كما يلي : اكراد 187593 عرب 102589 تركمان 81653 كلداشور 1605 ليكون المجموع الكلي 373440 ولكن الذي حدث خاصة بعد تولي حزب البعث السلطة في 1968 ان جرت عمليات التغيير الديموغرافي حيث شجعت الحكومة العرب على الانتقال الى كركوك ومنحت بعض الامتيازات لمن يرغب في ذلك قابله قيام الاكراد بترحيل جماعات كردية للاستقرار في كركوك حتى وصل الامر ان تنقل المرأة التي قرب موعد الوضع عندها الى كركوك كي يسجل الوليد من مواليد كركوك ولكن اوج التغيير الديموغرافي حصل بعد 2003 حيث استغل الاخوة الكرد الظروف السيئة التي مرت على البلد وبدلا من مداواة الجروح استغلت تلك الفترة من اجل السيطرة على كركوك حتى وصل الامر الى تهجير البعض من السكان العرب من اماكن سكناهم وتهديم مساكنهم ومنعهم من العودة الى اراضيهم وقد اوردت رايتس ووتش اخيرا ان القوات المسلحة الكردية دمرت 17 قرية في كركوك و4 في نينوى بحجة انها حاضنة لداعش ,, وبدأ تتعالى اصوات القيادات الكردية بالانفصال وتقرير المصير حتى تجرأ البعض في مقال له على موقع كتابات الاغر بالقول ان الامة اليهودية افضل لنا من الامة العربية التي لم نحصل منها الا على الاضطهاد عكس الامة اليهودية التي لم نرى منها الا الخير ووصلت المغالات بالبعض منهم ان تركيا بطولها وعرضها ارض كردية اغتصبها السلاجقة من الاكراد وفات هذا البعض ان كلمة الترك وردت في اعمال هيرودت 484-425 قبل الميلاد كما ورد  في الموسوعة ان التسمية وردت في المصادر الطينية في القرن السادس … 
وللاسف الشديد ان شركاء الوطن استغلوا ظروف العراق منذ عدة عقود فمره يتلقون الدعم من ايران واخرى من تركيا او امريكيا او المانيا او اسرائيل او غيرها  واحيانا يصطفون مع الحكومة المركزية كما حدث في مجزرة بشتاشان والتي ان دلت على شيء فانها تدل على الخسة والجحود لمن كان يدافع عن القضية الوطنية وبشكل خاص القضية الكردية وتكرر المشهد في اربيل حينما استنجد مسعود بارزاني بصدام حسين عام 1996 لانقاذه من قوات طالباني ومن معهم حيث دخلت القوات العراقية اربيل واجهزت على الجحوش والمرتزقة وكان الثمن تصفية العناصر الوطنية الموجودة في اربيل ثمنا لذلك والكل يعلم بمقولة مسعود انه مستعد للتوقيع لصدام حسين على بياض …ان المهم عندهم هو الاستقواء على حكومة الدولة العراقية وفرض ارادتهم كما يبيحون لأنفسهم دعم اكراد الدول الاخرى كما جرى في انتقال قوة من العراق الى مدينة عين العرب كوباني او السماح لأكراد حزب العمال التركي  التصرف في الاراضي العراقية والقتل والتهجير للمواطنين العراقيين بما فيهم الاكراد المخالفين لرؤية احزابهم ولا يتوافقون مع توجاهاتهم غير الوطنية … ان كل التقدميين والثوريين والوطنية يقفون مع حق الشعوب في تقرير المصير ونحن نبارك للاخوة الكرد خيارهم في الاستقلال عن العراق ونعتقد جازمين ان انفصالهم عن العراق سوف يكون عامل مهم في استقرار بقية محافظات العراق والانتهاء من هذه الحالة القلقة التي دفع العراق الدم والمال بوجودها ولكن يجب ان يكون ذلك بالحق والاستحقاق وليس بقضم الاراضي التي لا تعود لهم تاريخيا واعتبارهم الاراضي التي يطرد منها داعش اراضي كردستانية او حفر الخنادق بحجة منع الدواعش من التسلل الى المدن الكردية وان حصل ذلك فمعناه ان كيانهم سيتعرض الى هزات وازمات ومشاكل لا تنتهي الى بعودة تلك الاراضي الى اصحابها الحقيقيين بناءا على ما تقدم على ممثلي الاحزاب الكردية والحكومة المركزية الدخول في مفاوضات جادة وفعلية من اجل وضع الدولتين على ان يسبق ذلك اجراء استفتاء باشراف الامم المتحدة في الاقليم واعتماد النتيجة في هذا السياق اما البقاء مع الوطن الام بشكل دائم وتثبيت ذلك في وثائق الامم المتحدة او الانفصال بشكل دائم وليكون كل طرف مسؤول عن حماية شعبه وسعادته والحفاظ على حدوده   

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب