23 ديسمبر، 2024 1:42 م

اكراد العراق الى اين‎

اكراد العراق الى اين‎

في مستهل تسعينيات القرن الماضي اصطحبت احد الاصدقاء في جولة صغيرة الى شمالنا الحبيب شملت السليمانية واربيل وفي الطريق الى اربيل انقطعت وسائل المواصلات في الشارع واصطف المواطنين الاكراد على جانبي الطريق وكنا ضمن الواقفين وبدأت فصائل مسلحة بأسلحة خفيفة ومتوسطة محمولة على سيارات بيكاب وكلما انتهى فصيل من الاستعراض تبعه فصيل اخر .. خاطبت صديقي قلت ماشاء الله العراق بخير واذا الذي يقف الى جنبي رجل دخل مرحلة الشيخوخة يبدو انه يتكلم العربية .. قال لازم معجبك الحال .. قلت ليس هذا وانما متى نترك لغة السلاح ونستعمل لغة العقل .. قال لماذا لاتوافقون على ان تكون لنا دولة كما اعطيتم اسرائيل دولة ..قلت انا لست بلفور فان بلفور هو من اعطى وعدا بانشاء دولة اسرائيل وحتى لو كنت انا بلفور فلا اعطيكم وعد بانشاء وطن لكم الاكراد .. قال لماذا  ..قلت لان نحن على وطن واحد منذ مئات السنين وتربطنا وشائج عديدة واختلطت دمائنا في كل المجالات .. قال من حقنا ان تكون لنا دولة كردية مثل بقية الاقوام .. قلت في العراق .. قال العراق اولا وبعدها اكراد الدول المجاورة ونحن ..
قلت ياسيدي انتم في السليمانية واربيل مختلفين فكيف ستنسجمون ككرد السوري والتركي والايراني والعراقي الا تعتقد ذلك ضرب من الخيال الم تنظروا مشاكل الاقطار العربية وعدم توحد حتى الرؤيا فى اي مسألة عربية فالكل يتأمر على الكل وها هي الشعوب العربية ضحية هؤلاء الحكام ولم يتنعموا بما انعم الله عليهم وافترقنا وللحقيقة ان الرجل مؤدب ولكن التعصب القومي  كان طاغيا عليه  , ومن يستعرض وضع الاكراد منذ نشوء الدولة العراقية يلاحظ ان القيادات  الكردية كانوا يضعون العصي في مسيرة الدولة العراقية وعامل استنزاف وهدر للاموال بسبب اعلان العصيان المستمر على طول العهود التي مرت بالعراق الا بفترات قصيرة والملاحظ ان الاكراد كانوا منقسمين عشائريا بين مؤيد للحكومة المركزية ويتعامل معها والقسم الاخر يعمل بالضد وطالما جرت مصادمات في ما بينهم ولكن الزعامات والمتسلمين مقاليد الحكم يدفعون باتجاه خلق الازمات والحصول على المزيد من المكتسبات غير ناظرين الى ما يمر به بقية مواطني العراق من تخلف وحرمان واقصاء وان الظلم وعدم المساواة تشمل كل الشعب المقهور , لقد نزفت دماء كثيرة بين العراقيين الكرد والعرب والنتيجة خسارة للطرفين وللاسف نقولها وهي حقيقة وليست اتهام ان قيادات الكرد ساعدوا اعداء العراق فى التدخل في شؤون العراق سواءا في بداية اربعينيات القرن الماضي او بعد ثورة تموز او في حكم البعث او مابعد 2003 في مواقف انتهازية اثمر عنها ضعف العراق مقابل الحصول على مكاسب لهم على حساب الشعب العراقي والتمدد في مساحات لم تكن فيها اغلبية كردية على مر الازمان ….
في مقالة سابقة لنا تحت عنوان السياسي والسياسة في جريدة الزمان الغراء العدد4238  في 30-6-2012  ورد نص فيها ( ان على الامير ان يتخذ القرارات الجريئة التي تبقي النظام وتعيد الاعتبار له وهي ان يأخذ كل ذي حق حقه ان كان صالحا او طالحا واعادة النظر في الدستور الذي جعل الاقلية تتحكم في مصير الاكثرية من مكونات الشعب العراقي وفرضت القيود على اي تشريع يمنح الاقليم حق الفيتو في اي قرار لايصب في مصلحة الاقليم حتى لو كانت الاكثرية ستستفيد منه ان موضوع الاراضي المتنازع عليها يجب ان يحسم لصالح العراقيون ان الدستور قد كفل حق العراقي اي كانت قوميته او دينه في العيش والعمل والتملك والحقوق والواجبات من اقصاه الى اقصاه ولماذا يطالب الاخوة الكرد في المناطق التي يتواجد بها اكراد دون النظر الى الاقليات المتواجده ضمن الاقليم من الكلدان والاشور والسريان والتركمان والعرب والشبك وغيرهم ان التاريخ المشترك والنضال المشترك للقوميات الرئيسية والاخرين لا يستدعي هذا الاصرار وتاجيج الموقف الا في حالة التخطيط المسبق للساسة الكرد للانفصال عن الوطن الام من خلال دغدغت المشاعر القومية لعامة الاكراد وانتظار الظرف الداخلي والخارجي للانفصال وما تصريح  رئيس الجمهورية السابق طالباني  بان كركوك قدس كردستان الا اشارة واضحة وما يعني بصريح العبارة ان كركوك يجب ان تكون مثل القدس التي يتجاهل اليهود الحق الوطني والتاريخي للمسلمين والمسيحين فيها ولماذا يرتضي العرب والتركمان وغيرهم ان يكونوا تحت ادارة الاقليم الكردي ان الاعتراف بالاقليم من السلطة المركزية هو حق اضافي عن بقية مكونات الشعب العراقي التي تعاني من التخلف والحرمان ان اي عراقي مفتوح له العراق سواء انفصل او بقى الاقليم والمواطنون احرار في اختيار بقعة الارض التي يرونها مناسبة لحياتهم ان الاشارات التي يرسلها الساسة الكرد فيما يخص تقرير المصير فهاذا شأن الاكراد  ولا وصاية عليهم فان ارادوا الانفصال فلينفصلوا وان كان عكس ذلك فليثبت بالدستور والامم المتحدة وعدم ابقاء هذه المسالة متأرجحة والتي يراد منها البقاء تحت السقف العراقي لحين نضوج الظرف المناسب وعلى الحكومة المركزية ان تجري حوارا مكشوفا وصريحا مع القيادات الكردية واذ كان ولابد على الحكومة المركزية ان تعلن القرار الشجاع لاستقلال الاقليم من جانب واحد وانهاء هذه المسألة التي دفع العراقيون كردا وعربا وغيرهم انهار من الدم منذ بداية تاسيس الدولة العراقية ولتلفت الحكومة المركزية الى شؤون الاكثرية المعدمة كما يتطلب اعادة كتابة الدستور بما يؤسس الى وحدة العراق والغاء كل ما ورد فيه من حق اقامة الاقاليم والتوجه الى منح المحافظات الادارة اللامركزية لتنفيذ وتطويرالمحافظة على ان يكون الاشراف ملازما من الحكومة على تنفيذ التطور المطلوب … 
 ( التحالف الشيعي الكردي )
تعالت بعض الاصوات العميلة والطائفية والتي شطبت الوطنية من قاموسها بترديد عبارة (التحالف الشيعي الكردي ) حتى ذهب القسم منهم الى التصريح جهارا نهارا ان الشيعة والكرد لهم خيرات العراق وليذهب الاخرون يلتهموا رمال الصحراء ناكرين على اخوتهم من العرب السنة حق الحياة واعتبر ذلك البعض الاحتلال الاجنبي تحرير للبلاد والعباد واعتبر من قاوم الاحتلال سبة على من قاومه وغض الطرف عن ما قامت به الفصائل الشيعية الوطنية التي رفعت السلاح بوجه المحتل من اول ساعات الغزو بدأّ من ام قصر الى البصرة الى ذي قار وغيرها من المدن العراقية الباسلة التي لها شرف الدفاع عن كرامة وسيادة العراق كما تناسى هؤلاء المرددين لذلك الشعار ان اكثرية الاكراد من المذهب السني وتناسى كل ما مر في العراق من قتال في المنطقة الكردية ومقتل الالاف من ابناء الجنوب مع اخوانهم من المحافظات الاخرى في تلك المعارك .. نتسائل اليوم كشعب اصبح ضحية للمؤامرة الكبرى اين اصبح التحالف الشيعي الكردي وهل تخلى الاخوة الكرد في نظرتهم عن مغادرة العراق ؟؟
(  تعديل الدستور )
المطلوب من العرب الشيعة والسنة الانتباه الى اين يسير العراق وتناسي اي خلاف بينهم وليعلم الجميع ان كل من يحيط بهم يريد لهم التفتت والتشرذم والضعف من اجل مكاسب دنيئة يريدها هذا وذاك الاتراك والايرانيون والكويت وامريكيا واسرائيل والسعودية والدويلة الذنب قطر والاخوة الاكراد , عليه يجب اعادة كتابة الدستور الدائم بما يحقق مصالح الشعب العربي في العراقي بكل ملله ونحله ووحدة اراضيه ومصالح شعبه وضرب كل الضغوط الخارجية اقليمية او دولية بعرض الحائط ومنها على سبيل المثال لا الحصر المواد 113 ثانيا والمادة 115 و116 والمادة 136 ثانيا اما بالنسبة للمادة 140 فتكون كما يلي( تكون ادارة المحافظة او المدينة التي تقطنها مجاميع سكانية مختلطة مشتركة من قبل المكونات القومية والدينية وحسب النسب السكانية )
ان التناحر الذي تقوده الاحزاب الدينية للعرب بسبب الخلاف المذهبي يجب ان يشطب  بشكل ابدي وعلى علماء الدين الافاضل من جميع الطوائف ان يعوا خطورة المرحلة وعليهم توحيد صفوف العرب المسلمين والا سيكتب التاريخ عنهم انهم من كان السبب في ضياع وطن عظيم اسمه العراق وعليهم ان يضعوا اسس التلاقي ودفن عقد الماضي ومأسيه وليعلم الجميع ان الخسران المبين سيلحق باجيالنا الى مئات السنين ولم يربح الا اعداء العرب والمسلمين والحاقدين والمتربصين بهذا الشعب والوطن  وليكن وطننا نموذج في التاّخي والمحبة لبقية شعوب العالم