23 ديسمبر، 2024 12:42 ص

اكذوبة المصالحة الوطنية التي يديعها السياسيون

اكذوبة المصالحة الوطنية التي يديعها السياسيون

عادة تبنى المصالحة على اساس الخلاف المتولد من مشكلة اساسها الاطراف المتخاصمة بعد تحديد  نوع الخلاف هل هو خلاف ديني ؟ مذهبي , عشائري , قومي ثم ياتي دور المتصالح يتصالح مع من ؟ السنة مع الشيعة ، ام السياسيين فيما بينهم ام مع البعثيين او دواعش العراق ؟ لا شك ان الشعب العراقي بمكوناته لا يعاني اي مشكلة وبالتالي تنتفي حالة الخلاف عنده وهو متصالح  ولا يحتاج الى لجان وهيئات مصالحة ، واذا كان احد يقول الخلاف في العراق سببه الطائفية بين السنة والشيعة سنقول له ان في جنوب العراق عوائل تسكن في بيت واحد وتاكل من قدر واحد بعضها سنة والبعض الاخر شيعة , كما ان جميع العشائر العراقية الممتدة من الموصل حتى البصرة بعضهم سنة والبعض الاخر شيعة , فكيف يكون الشعب العراقي مختلف ومتخالف وهذه هي تركيبته وهذا هو وصفه ؟ اذن مكونات الشعب العراقي لا تحتاج مصالحة بالعموم المطلق , اما الكيانات السياسية للشعب العراقي فيفترض ايضا لا يحتاجون الى مصالحة لان جميعهم  ينعمون بخيرات واموال العراق وجميعهم ينعمون بالمكاسب والمناصب  ، وجميعهم يجلسون تحت قبة واحدة اسمها “البرلمان ” وعلى طاولة واحدة اسمها “مجلس الوزراء” إذن لا مصالحة فيما بين السياسين بالعرف السائد ، واذا كانت هناك مصالحة فمع من ؟ مع البعثيين فهم اليوم  يترأسون مناصب مهمة سواءً في الأجهزة الامنية الحساسة او في مفاصل الدولة الاخرى ؟!! مع من حمل السلاح ضد العملية السياسية ويحملون السلاح ضد العراقيين فهؤلاء لا مصالحة معهم لأنهم وبصراحة ايديهم ملطخة بدماء العراقيين , وهل يحق للحكومة ان تتنازل وتعفي المجرمين القتلة عن جرائمهم بدعوى المصالحة
وان حصلت فرضا مصالحة مع هؤلاء فمن يضمن ولاءهم للعملية السياسية وليس مع داعش ؟ فان كانوا مع داعش اذن ما قيمة المصالحة معهم ؟ واذا كان هؤلاء مع العراق فلا يحتاجون الى مصالحة كما هو حال المتصدين لقتال داعش من اهل المثلث الغربي بقي علينا ان نحدد الهدف من المصالحة وهو نشر السلام والاستقرار في البلد يعني وهذا يلزم الفصائل المسلحة التي تدخل المصالحة بان ترمي  سلاحها …. طيب اليس هؤلاء ايادهم ملطخة بدماء الابرياء ؟ والذي يقول غير مشمولين هؤلاء نرد عليه بالقول ان بعض السياسين يطالب ان تشمل المصالحة الجمي…. ويبقى الخيار الاخير الذي هو يحتاج المصالحة الذي سيكون بين الحكومة المركزية ودول الجوار لا سيما السعودية وقطر والامارات فهي تدعم داعش ماديا ولوجستيا ولكن هناك اعتراض وهو لماذا تخصص مبالغ كبيرة من الموازنة للمصالحة … شنهو دول الجوارالعربان الجربان يحتاجون فلوس حتى يوقفوا دعهم لداعش لو الاموال تكون انا انزلنه في الجيوب للسياسين العراقيين بالنتيجة الحاكمة فالمصالحة الوطنية ما هي الا بدعة وضحك على الذقون وضحيتها الشعب العراقي المسكين وامواله المهدورة .
بقي شيء لا بد ان نقوله ان اساس البلاء في العراق هو السياسيون المخضرمون فعلى مدى اكثر من 12 سنة لم يستطعوا  ان يتخلصوا  من طائفيتهم وتبعيتهم للخارج وتنفيذهم لاجندتها وهم جزء من تأجيج الوضع في العراق , لذا ازاحة الجيل القديم من السياسين  والتعامل مع الجيل الجديد من المعتدلين في العملية السياسية ممكن ان يحقق نوعا من الرفاهية والاستقرار في الوضع السياسي وهذا لا يتم الا بتوعية الشعب العراقي لانتخاب الاصلح من السياسين في الدورة الانتخابية القادمة وهو ما يعول  عليه اليوم كثيرا اي نحن يجب ان ندعوا ونستمر بالدعوة الى التغير وان لا نعطي فرصة للشخص المجرب حيث المجرب لا يجرب ثانية من الذين فشلوا في ادارة امور العراق … مع اننا لانحتاج الى هيئة او لجنة مصالحة بل نحتاج الى مجرد اصلاحات تشريعية وتنفيذية وتوزيع عادل للثروات وازاحة بعض الوجوه السياسية التي لا تؤمن بالتغير الديمقراطي الجديد.
ويقى سؤال موجه الى دعاة المصالحة هل باستطاعتكم ايقاف الانشطة المسلحة المتمثله بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة وهاونات وصواريخ كاتويشا وخطف وذبح واغتيالات وتهجير وسبي واغتصاب للشيعة والمسيحين واليزيدين فان قلتم لا تستطيعون فاذن على ماذا نتصالح ؟ وما فائدة المصالحة ؟