9 أبريل، 2024 7:09 م
Search
Close this search box.

اكذوبة الديمقراطية بين التيار العروبي والنهج الطائفي

Facebook
Twitter
LinkedIn

‎ من المعروف أن كل التيارات السياسية في العالم التي تتمتع بوجود نظام ديمقراطي واقعي وعملي جدي في مجتمعاتها هي من أجل إبراز وجودها وقدراتها و آفاقها المستقبلية ورؤيتها للأحداث والعالم المحيط بها وللغد الآتي أيظا نجد هذه الأنظمة كسبت كل المناسبات لصالحها دون أدنى شك ، الا أن التيار القومي أو العروبي في مفهومه المعاصر يعيش الإنتكاسات والهزائم المتلاحقة ولايسعى لإثبات وجوده الا من خلال تمجيد المآسي والنكبات والتمسك بها والتغنّي بماض لايمكنه أن يكون حلقة في مسار تطوير ” المواطن الشرقي “والسبب هو : النهج الخاطيء والمتخلف أساسا
اما بالنسبة للتيار “المتأسلم ” الذي لايمت الى المبادئ الإسلامية في صلة هو الأكثر مآسي على الأمة من حيث الإنحرافات والتصرفات وهو أيظا لايستطيع أن يطرح نفسه بديلاً عن التيارات التي سبقته في الفشل في رسم سياسة موضوعية التي يتمناها كل مواطن شرقي أو عراقي على وجه الخصوص كما هو الحال الحال في بعض دول الخليج على أقل تقدير ، أنا هنا أتحدث عن تجربة العراق السياسية بعد سقوط صدام حسين وما رافقتها من أحداث كون العراق يتمتع بنظام برلماني ديمقراطي ” عين الله عليه ” الا أن الماسكين بزمام السلطة والمتربعين على عرشها أخذتهم العزة بهذا العرش بعد أن مارسوا السلطة وذاقوا حلاوتها وشعروا بنشوتها تجاوزوا العمل الديمقراطي وذهبوا خلف الطائفية من خلال استخدامهم الخطاب الطائفي بذريعة الدفاع عن المذهب وكأنهم أولياء وأوصياء على مذاهبهم !!! على الرغم من اسهابهم في تبني العمل الديمقراطي والعمل بموجبه وعلى اساسه ، وحتى تكون الصورة واضحة هناك الكثير من الشواهد والدلائل التي نستدل بها ولعل الشاهد الأكثر والحدث الأبرز في سير ماتسمى بالعملية السياسية الديمقراطية والإنقلاب عليها هو : ماجرى في إنتخابات 2010 عندما تقدمت قائمة علاوي على غنيمتها قائمة المالكي كيف كان تعامل الثاني مع هذا الحدث وهذا الإستحقاق التشريعي وكلنا يعرف كيف سارع المالكي الى اطراف التحالف الوطني متوسلاً اليهم أن يعيدوا صياغته على رأس السلطة من جديد بذريعة الحفاظ على المذهب ! ولكي يصح وصف أو معنى الديمقراطية هي : حكم الأغلبية السياسية وليس الأغلبية الطائفية ، فلو كان المالكي يؤمن بالعمل الديمقراطي ويحسن التعامل به لكان أول المباركين لمنافسه اياد علاوي وقدم له التهاني وأبلغه أنه سيذهب بصحبة نوابه الى المعارضة ويمارس دوره المعارض داخل مجلس النواب كما هو الحال في الأنظمة الديمقراطية ، ولكن على العكس من ذلك وهو يشبه أولئك الذين يقولون ” نحن مسلمون ولكن عندما نجلس في الكنيسة نشعر بالراحة أكثر من جلوسنا في المسجد “
أقول وفي داخلي حزن عميق أن هذه التيارات المتأسلمة سواء كانت شيعية أو سنيّة تعي تماماً أن ارتماءها في أحضان الطائفية لاتعد الا أنها تيارات ذيلية وانتهازية وخانعة وهي تحاول أن تجد لها مخبئاً تختبئ به لفشلها وعجزها عن تقديم مايحتاج اليه المواطن وبناءه بدلاً من هدمه ، فيا أحبتي الكرام كنا في زمن التيار البعثي العروبي نسمع الشعارات المنادية بالديمقراطية والتبجح بها عبر كتابة المفردات على جدران المدارس وخط اللافتات التي يسوقها الينا صدام والبعث من خلال العبارة القائلة “الديمقراطية مصدر قوة للفرد والمجتمع ” الى أن انهارت الديمقراطية البعثية وفارس الأمة العربية وحارس البوابة الشرقية وانهار الفرد والمجتمع وكل شئ واليوم في عراقنا المزدهر !!! يكررون تلك المضامين ولكن بعناوين حديثة وقذرة تحت عنوان الديمقراطية والدفاع عن المذهب ،
فلا ديمقراطية حقيقية وسط شراسة الطائفية وبث روح الحقد والكراهية بين هذا المذهب وذاك ، ومن يقول أننا نعيش في ديمقراطية أعتقد أن الرد الأمثل على من يدعي ذلك هو المثل القائل ” أنت تغني بدون أبيات “

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب