23 ديسمبر، 2024 5:54 ص

اكذوبة الإصلاح السياسي في العراق

اكذوبة الإصلاح السياسي في العراق

لا يخفى على المتابعين تعقيدات الوضع السياسي والاجتماعي في العراق منذ الاحتلال ٢٠٠٣ وحتى الان . حيث عانى المجتمع العراقي من انقسامات عموديه وافقيه أدت الى تشرذمه وتخلخل كيان دولته التي توشك اليوم على الانهيار ، نتيجة لسياسات دولة الاحتلال المتخبطة وجهلها بطبيعة وثقافة المجتمع العراقي واعتمادها سياسات تجريبية غير حكيمه وكذلك نتيجة لبؤس وسفالة الطبقه السياسيه التي جاءت بعد الاحتلال والتي أسهمت في تدمير بنية المجتمع العراقي نتيجة لعمالتها وجهلها وتعطشها للمال والسلطه .   
ارادت الادارة الامريكيه من خلال احتلالها للعراق وتدميره ارسال رساله الى كافة دول العالم بأنها القطب الأوحد في قيادة العالم وعلى الاخرين ان يفهموا وكذلك تعميم مشروعها التدميري في المنطقه ككل على اعتبار ان العراق سيكون نقطة الانطلاق ولكنها لم تستطع السيطره على قواعد اللعبه فافلتت الامور من يدها . خصوصا بعد الدور الذي لعبته الحكومه الايرانيه وحليفتها السوريه في التشويش على القوات الامريكيه وإنهاكها من خلال نشر الطائفيه والتقاتل ما بين العراقيين ودعم مجموعات القاعده والمنظمات الارهابيه من اجل ابعاد طلائع التغيير عن دولها . وبعد انسحاب القوات الامريكيه استطاعت ايران ان تملا الفراغ وتتحكم بكافة قواعد اللعبه السياسيه في العراق من خلال المليشيات والأحزاب والأشخاص التابعين لها والذين كانوا راس الحربه للمشروع الايراني في العراق والذين نجحوا نجاحا منقطع للنظير في تنفيذ هذا المشروع من خلال بث سموم الطائفيه التي نخرت جسد المجتمع العراقي والتحريض على العنف وتثبيت دعائم النفوذ الايراني في العراق بحيث وصل العراق الى هذا الحد من الانهيار والتشظي والتدهور .
 الان بعد خراب البصره وتشكيل حكومات طائفية ونظام محاصصه بغيض توطدت أركانه وأدى الى انقسامات مجتمعيه خطيره وفساد مالي واداري لم يشهد له التاريخ مثيلا وذهاب العراق في سكة المجهول بعد ان افرغوا ميزانية البلد وهو في طريقه الى الانهيار .خرجوا علينا بفريه جديده اسمها حكومة التكنوقراط لاصلاح العمليه السياسيه .وكانه لاتوجد محاصصه ولا فساد ولا عنف ولا تغييب للقانون الان مشكلتنا هؤلاء الوزراء الموجودون .بالرغم من مساؤهم وقلة خبرتهم وفسادهم فانهم لا يمثلون الا ترسا واحدا في ميكانيزم النظام القائم .فالنظام هش بغياب القانون والشفافيه والمحاسبة وتعدد الولاءات .والدوله منهكه والميزانية خاويه والمجتمع منقسم .اذن كيف يتم الإصلاح بتبديل وزير مكان اخر يذهب اسود يأتي ابيض .النظام العام فاشل هيكلية الوزارات فاسده وفاشلة ورثه .بني الهيكل الاداري على مبدأ المحاصصه الحزبيه والطائفيه والمحسوبيه .هل تغيير وزير يحل المشكله وماذا عن الوكلاء والمدراء العامين ورؤساء الأقسام وحتى ابسط الحلقات الوظيفية اذا كان الاعم الأغلب فاسدين ومرتشين وجهله .
الوضع يحتاج الى انقلاب عام يبدأ بتغيير رئيس الوزراء الذي يعتقد ان الضحك على الذقون سياسه .فهو قد ولد من رحم المحاصصه ولم يقم باي حركه إصلاحيه ولو على سبيل الاستعراض .هل يستطيع ان يخرج من قوقعته ويبدل جلده ويغير  بوصلته من حزب ألدعوه الى العراق ككل ؟هل لديه الاراده والجرأة والشجاعه ان يقف في وجه الفاسدين خصوصا ان أكثرهم من أعضاء حزبه وحوارييه ؟ هل يستطيع ان يضع حدا لتدخل دول الجوار الذي دمر العراق ؟ هل يستطيع ان يفهم ان المصالحه الوطنيه ليست تقبيل اللحى بل هي تقوية القانون وفرضه على الجميع وتكافؤ الفرص امام الجميع ! هل يفهم بان إقامة دولة المواطنه هي الحل لمشاكل العراق وليست دولة الطوائف والمكونات؟ !! اشك في ذلك لان الذي منح فرص للإصلاح وتم دعمه محليا ودوليا ولم يقم بأية بادره تنم عن إصلاح سوى الوعود وكلمات يراد منها الهاء الناس .وبقاءه صامتا كصمت اهل القبور والبلد يتجه نحو الانهيار والكارثة دون ان يحرك ساكنا الاولى ان يصلح نفسه قبل ات يصلح الاخرين ..!!