7 أبريل، 2024 8:21 ص
Search
Close this search box.

اكتشاف متأخر لل( سيادة) !!

Facebook
Twitter
LinkedIn

رب ضارة نافعة، هكذا ارى زيارة وزير خارجية تركيا احمد داوود اوغلو الى كركوك يوم الخميس الماضي، اذ اكتشفت الحكومة مصطلحا اسمه ( السيادة) و اكتشفت ان لديها وزارة اسمها ( الخارجية). هذه الوزارة التي لم يستدعي مجلس النواب وزيرها في الوقت الذي نشرت فيه صحف سويدية ان ديبوماسيا كرديا في السفارة العراقية في السويد منح الاف الجوازات المزورة لأكراد و بينهم اكراد غير عراقيين و سجل ان مسقط رؤوسهم او ارجلهم، لا يهم، هو كركوك في الانتخابات العامة في 2005، و الجناية او الجريمة نفسها ارتكبت في النمسا و في كل دولة كان السفير العراقي فيها كرديا. و كتبت الصحف العراقية و طالبت الحكومة باستجواب الوزير الكردي، لكن الحجر تكلم و الحكومة استمرت صامتة.. و العملية تكررت، و مجلس النواب نافس ابو الهول بصمته. و استمر هذا المجلس صامتا في زمن رئيسه الوطني جدا و صاحب نظرية خصخصة الصناعة العراقية حين كان وزير صناعة الحكومة الانتقالية ( علاوي) و مجلسه صاحب نظرية خصخصة الكهرباء الآن، و هو المواجه للمطامح الكردية سابقا و صديق لهذه المطامح حاليا، اذ لم يجرأ المجلس بنوابه ال 325 و الذين لا يعرف منهم العراقيون سوى اسماء لا يزيد عددهم على عدد اصابع القدمين اولا ثم اليدين، ان يستجوب حكومة الاقليم و هي تستقبل سفراء ووزراء من مختلف دول العالم و تفتح ممثليات لها داخل السفارات العراقية و تعين سفراء لها ايضا و توقع اتفاقيات و معاهدات، تماما و كأنها دولة اخرى قامت بتعيين خال رئيسها وزيرا لخارجية العراق. فجاة اكتشفت الحكومة مصطلح ( السيادة) الذي لم تكن تعرفها و المسؤولين الأمريكان يصلون العراق في زيارات ( مفاحئة) و احيانا كان ضيف الفجأة يتمركز في قاعدة ليبرتي قرب المطار و يذهب اليه المسؤولون ( السياديون) في العراق.. ان كان الاقليم جزء من العراق، اذن كيف يحق له فتح قنصليات و استقبال ضيوف اجانب و مسؤولين اجانب؟ اين سيادة العراق؟ هذه امريكا و سويسرا دولتان اتحاديتان، هل هناك سفير او ممثل لكل ولاية امريكية في السفارة الامريكية في بغداد او في اية عاصمة اخرى، و السؤال نفسه ينطبق على السفارة السويسرية.. فجأة تماما كزيارة داوود اوغلو الى كركوك، اكتشفت الحكومة ( السيادة)، ووجد النواب، طبعا ليس كلهم، ان هذه الزيارة انتهاك للقوانين الدولية و لكرامة العراق و للاعراف الديبلوماسية.. و هل هي صدفة ان يتم تسريب خبر منح نائب رئيس الجمهورية الهارب اقامة في تركيا بعد ان انتهت صلاحية تأشيرته مع الاعلان عن الزيارة؟ و يجتمع اياد علاوي، النائب الذي لا يحضر الجلسات، بسبب تخويل رؤساء الكتل على عدم الحضور! مع داوود اوغلو للتباحث في نتيجة زيارته الى كركوك، بينما نائبة من قائمته تطالب بشرح ما حدث، و يقع الفاس بالراس و يوجه احد صقور قائمته و رئيس مجلس النواب باستدعاء وزير الخارجية و طبعا سيكون بين نارين، نار تركيا- عراب سياسته و توجهاته و نار حليف الفجأة البرزاني و خاله الوزير.. و تطالب النائبة حنان الفتلاوي الحكومة باتخاذ موقف حاسم لهذه الزيارة، و هي ايضا مثل الحكومة، اكتشفت للتو مصطلح ( السيادة)، بينما الاقليم يخرق هذه ال ( سيادة) المكتشفة يوميا..وجملة اعتراضية-  مع الاسف تم ايقاف برنامج بعد منتصف الليل من قبل نواب المفروض انهم حماة حرية الرأي، طبعا كشف فضائح النواب ( ذكورا و اناث) و كشف ممتلكاتهم و اموالهم يعتبر استفزازا لحرية الرأي و التعبير حسب سلطات ممثلي شعب ، قطعا ليس الشعب العراقي- و الا كان البرنامج قد شرح لنا سبب هذا الاكتشاف الذي اسمه ( سيادة).. ربما استفزاز  داوود اوغلو بزيارته الى كركوك ، لأنه جاءها من اربيل  و كأن تركيا تعاملت مع كركوك بأنها جزء من الاقليم، و هذا اخطر ما في هذه الزيارة المفاجئة. ان هذا الاكتشاف المتأخر، افضل من عدم الاكتشاف، و نأمل ان يبدأ الحساب ضد اية دولة ( استفزت) هذه السيادة، و هي كثيرة طبعا، لا تبدأ بايران و امريكا و لا تنتهي بتركيا، و لهؤلاء المكتشفين نقول ان اكبر استفزاز للسيادة العراقية هو الاقليم بعلاقاته السياسية و الاقتصادية و غيرها..و التدخل الايراني العلني و السري في كل صغيرة و كبيرة في العراق و رب ضارة نافعة،  كما قلت..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب