18 ديسمبر، 2024 7:36 م

اكتشاف غشاء بكارة للرجل، والنسب «الكريم» للقوَّادة! والمشوَّه وسيماً – ٢

اكتشاف غشاء بكارة للرجل، والنسب «الكريم» للقوَّادة! والمشوَّه وسيماً – ٢

ومعجزات أخرى من منجم الفحم.

من المهم قبل أن أشرع في هذا القسم من تفنيد (تجرمة) السيد الماس الذي قد تصبح كنيته الان سيد الفحم ـ أن أشير إلى إنني لا أعرف الرجل من قبل، وقد فوجئت حين وجدت إنه صديقي في فيسبوك. فلا تفاعل بيننا، ولم يحدث أن صادفتُ أياً من منشوراته في الصفحة الرئيسية. وإذ يبدو مقالي في ظاهره تفنيداً لتخرصاته، فإنه في جوهره محاولة لظاهرة عامة صدفَ أن اختار الماس بنفسه، أو دُفِعَ ليكون ضحيتها. ظاهرة أخلاقية مخيفة فعلاً، وجديرة بالتصدي لها رغم الأعباء الممضَّة التي يمكن أن تترتب على التصدي لها، فأنا أعرف تماماً أن من يدخل منجم الفحم بقميص أبيض أو بأي لون كان فلن ينجو من السخام. لكن التفريق بين الذهب والفحم ـ إن حدث ولو مجازاً ـ سيكون مغامرة تستحق مثل هذا العناء.
• تبدأ «التجرمة منذ العنوان»: خطاب النار.
لكن موعظة بوذا مشهورة مثل ناره… والتي تقارن بأهميته مع العظة على الجبل في المسيحية… فمن أين جاء بالخطاب؟ ولو ترجمها خطبة مثلاً لأمكن هضم المسألة نوعا ما. لكنه الجهل المطبق.
• التجرمة: «تحطّمت خيمةُ النّهرِ: أخرُ أناملُ الورقةِ، تنغرز وتغور في داخل الطّين الرّطب» هنا تجتمع الركاكة مع عدم المعرفة المشهود له بهما. خاصة عندما يستخدم الأنامل للورقة! وفي داخل الطين….! الخ
الترجمة: «خيمةُ النَّهْرِ تَدَاعَتْ: وأصابعُ الأوراقِ الأخِيرة، تتشبَّثُ وَتَهوِي إلى الضَّفَةِ البَلِيلةِ.»
• التجرمة: «وأصدقاؤهنّ، المُتخلّفون وريثو مدراءِ المدينة»
المتسكِّعون وليس المتخلفين، أيها المتخلف. فهل من داعٍ أن نسأل من اين ابتكرتَ هذه الكلمة؟
• التجرمة: «قرب مياه (ليمان) جلستُ وبكيتُ»
الترجمة: إلى مِياهِ «الليمان» جَلسْتُ وَبكيتُ.
قد يبدو تغييراً بسيطاً لكن أهميته تكمن في طبيعة الاقتباس. قارن الاقتباس من «سفر المزامير»: 137/ 1: «على أنهارِ بابلَ هناكَ جَلسنا، بكينا أيضاً عندما تذكَّرنا صهيون»
• الترجمة: بطنه الموحلة.
ولأنَّ لؤلؤة يعرف أن البطن مذكَّر، فقد اكتفى صاحبنا بتغيير الصفة للتأنيث لأنه يعتقد إنها يعرف أكثر! أو لكي لا يعرف من يعرف!
• التجرمة: «في دائرةِ غروبٍ شتائي» هل الدائرة هنا كناية عن شكل هندسي؟ أم دائرة عمل؟ ليس هذه ولا تلك فالمفردة الانكليزية هي: Round وتعني جولة.
• التجرمة: «مُتَفَكّراً في أنقاض سفينةِ أخي الملك
وبموتِ أبي الملك من بعده»
هل يعقل هذا الجهل؟ فلا يعرف أنَّ: before معناها قبل؟ وليس بعد؟
• التجرمة: «أسمع صوتَ الأبواق والمحركاتِ الّتي سوف يأتي بـ (سويني)
التي سوف يأتي؟ يبدو أن «سويني» إليوت صار أسرع من الصوت! وهو يمتطيه بمعجزة الجهل. المراكب هي التي ستوصلها وليس صوتها. يا فصيح. وعموماً فإن معضلة عدم التفريق بين المذكر والمؤنث، ملازمة للرجل، حتى كأنني في هذه المسألة بالذات إزاء نص مترجم لغير العربية: الكردية أو التركية أو الفارسية مثلاً!
• التجرمة: «أشرق القمرُ ساطعاً على السيدّة (بورتر) وعلى حفيدتها.»
طبعا الشروق للشمس وليس للقمر…لذا ترجمه توفيق صايغ سطع، ولؤلؤة أطلَّ، وتجنَّبا كلمة الشروق للقمر… لكنها القواميس وقلة المعرفة.
والسيدة بورتر كما تشير كل المصادر امرأة حقيقية كانت قوَّادة تعيش في مصر هي وابنتها وليست حفيدتها وكان جنود الحلفاء يرتادون بيتها للحصول على المتعة. فالكلمة بالانكليزية: Daughter فمن أين أتانا بشجرة أنساب للقوَّادة بورتر؟
• التجرمة: «أُغتِصبت بوحشيّةٍ لا مثيل لها»
لأنه لا يعرف أسطورة تيريو في كتاب أوفيد فقد استبدل الاسم بلا مثيل لها:
الترجمة: «بِتلكَ الفَظَاظةِ اغْتُصِبتْ. تيريو.»
• التجرمة: «في الشِتاء وتحت ضبابِ الظّهيرةِ الأحمر، سيّد ( أيوجونديس ) التّاجرُ الأزميري ذو الشَعر…»
أولا التاجر من سميرْنَا وليس من أزمير. ومن المهم التنويه هنا إلى أن جميع ترجمات هذا البيت، باستثناء ترجمة توفيق صايغ هذه، ترجمت «Smyrna» بالأزميري، وهذا غير دقيق، لأنَّ «Smyrna» كانت مدينة إغريقية قديمة على ساحل بحر إيجة، ولا تزال بقايا آثارها في أزمير التركية حالياً، ظاهرياً قد لا يبدو الأمر ذا أهمية قصوى، لكن مع شاعر مثل إليوت، وفي قصيدة «الأرض الخراب» تحديداً، فإن لهذا الفرق الدقيق أهميته الخاصة.
أما تجرمة: ֿ«ذو الشعر» فتوهم هنا أما ذا شعر رأس كثيف، أو مشعر الجسم، لكن العبارة الحقيقية تعني: غير حليق الذقن.
• التجرمة: رغمَ العمى أنا (تايرسياس) يخفقُ بين حَياتيَن، رجلٌ عجوز بثديي انْثى مُتغَضّنتين.» ماذا بعد رغم العمى…؟ هو يستطيع أن يرى رغم العمى؟ وأنت؟ أين رؤياك؟ لأن الترجمة الدقيقة تقول:«أنا تيريسياس، رغمَ كوني أعْمَى، أختلجُ بينَ حَياتينِ رجُلاً كبيراً، له ثَدْيا أنثى مُجعَّدَانِ، أستطيعُ أنْ أرَى»
• التجرمة: «ساعةَ الغروب الّتي تناضلُ في طريقِ العودةِ إلى الوطن» هذا حنين مبكي للوطن! وعندما يجتمع النضال والوطن في شعر إليوت! فهذا مضحك، ونحن في المضحك المبكي! لأن إليوت يتحدث عن نهاية العمل في الوظائف والعودة للبيت! زاد على ذلك بأن أحال في هامشه على البيت، إلى قصيدة للشاعرة الإغريقية سافو. لكن بما أن صاحبنا أبعد ما يكون عن فهم القصيدة فقد ترجمة كلمة home إلى وطن بينما تعني هنا البيت. أو المنزل.
والترجمة تقول: «في السَّاعةِ البنفسجيَّةِ، ساعةِ المساءِ التي تَجْهَدُ للوصولِ إلى البيتِ.»
• التجرمة: «تنشرُ ملابسَها المَحْذورةِ خارجَ النافذةِ
مضروبةً بأخرِ أشعّةِ الشّمسِ»
ما معنى محذورة هنا وما معنى مضروبة أيضاً؟ وما هذه الصياغة الفجة؟
ترجمة العبارة قبل أكثر من ستين عاماً:
«خَارِجَ النَّافِذةِ نُشِرتْ، عَلَى خَطَرٍ، أثوابُها الدَّاخليَّةُ التي تنشفُ، تَلمسُها أشعَّةُ الشَّمسِ الأخيرةُ»
• «التجرمة: أنا (تايرسياس) رجلٌ عجوز بِضُروع مُتغضّنةٍ، مُدركٌ لهذا المشْهد، ومُتنبئٌ لهذه الرّاحةِ»
ضروع؟ وراحة؟ كم ضرعاً مثلاً لدى الرجل أو المرأة؟ ولماذا ضروع وليس حلمات مثلاً أو حتى أثداء كما وردت سابقاً؟ لأنَّ عبد الواحد لؤلؤة ترجمها بالتثنية «ضرعين متغضنين» على اعتبار أن dug قد تعني ضرعاً حيوانياً أيضاً، فأراد ألماسنا أن يغير قليلاً فذهب إلى جمع من الضروع! وهذا جانب من تشويه ومسخ ترجمة لؤلؤة.
لكن أية راحة؟ آه إنها rest والقاموس يعطي معنى راحة من معاني عدَّة! فالراحة في اختيار الراحة! بينما معناها هنا: البقية، أو ما سيلي أو يتبع. ولو فهم معنى الجملة لما ركن للراحة!
والترجمة الصحيحة: «أنا تيريسياسُ الشيخُ ذُو الْحَلَماتِ الْمُجعَّدَةِ، رَأيتُ الْمَشهدَ وَتَكهَّنْتُ بِمَا سَيْتَبعُ.»
• التجرمة: «الشّابُ المُتّقِدُ، الصغيرُ سمسارُ المنازلِ السّافر بتحديقته الوقحة»
ترجمة الجملة برمتها مغلوطة… لكن لنبين هنا شيئا مفيداً سبقنا إليه عبد الواحد لؤلؤة. فهذه الصفة للشاب، حيرت الكثير من المترجمين الكبار، فلا يمكن أن نطلب من ألماسنا أكثر من الفحم! إذ شكَّلتْ معضلة للمترجمين إلى الدرجة التي أصبحت فيها مجالاً لتندُّر لؤلؤة الذي سخر من ترجمة أدونيس ويوسف الخال لأنهما ترجماها بـ: الشاب الأشقر، وهي ترجمة مناقضة للمعنى المراد تماماً، وكذا الحال مع لويس عوض الذي شبَّهه بأنه شاب كالياقوت! بينما ترجمها يوسف سامي اليوسف: الأحوى… الخ… وهذه كلُّها صفات جمالية تضع المعنى العام للمقطع في سياق مختلف تماماً عمَّا قصده إليوت. وكل هذا بسبب القاموس الذي يكتفي بترجمة كلمة: Carbuncular: بـ «الجمري» بينما المقصود بها المصاب بداء الجمرة الخبيثة الجلدي الذي يخلِّفُ قُروحاً وندباً في الوجه والجسد. إذن فالترجمة الأدق هي المقرَّح.
ولعل الدكتور لؤلؤة هو الوحيد الذي نجا من هذا الفخ وتندر على تلك الترجمات، فترجمها بمعنى قريب، وإن لم يكن دقيقاً تماماً، بـ المدمَّل: ولو قرأ الماس كتاب لؤلؤة حقاً لاكتشف الفرق بين الفحم واللؤلؤ.
وتجرمته التي تصف الشاب بالصغير، نوع من درء الشبهة عن الذات! لأنَّ المقصود هنا الوضيع!
والترجمة تقول: «الشابُ المقرَّحُ، يصلُ، وَهْوَ كاتِبٌ عِندَ وكيلِ شَركةٍ صغيرةٍ ذُو تَطليعةٍ واحدةٍ جريئةٍ، أحدُ الوُضَعاءِ الذينَ تجلسُ عليهِم الثَّقَةُ، كقبَّعةِ حريرٍ عَلى مليونيرٍ مِنْ برادفورد.»
• «التجرمة: تمنّعُها يملأ فراغه، ولا مُبالاتها ترحّب به»
وبعيداً عن التخبط في إسناد الأفعال في الجملة: فإن الترجمة الصحيحة هي: «غُرُورهُ لا يتطلَّبُ أيَّ استجابةٍ، ويرحِّبُ باللامُبالاةِ»
• التجرمة: «أنا مَنْ جلستُ أسفلَ الجدار في مدينة طيبة»
كيف رأيت تريسياس وهو يجلس (أسفل) الجدار؟ وأسفل الجدار هل كان يحفر منجم فحم؟ أم في المدينة نفسها؟ وهل لطيبة جدار أم سور؟ إنه ليس جدار بيت أو حائط فيسبوك بل هو سور مدينة تاريخية.
الترجمة: «أنا الذي جلستُ قُربَ طيبةَ تحتَ السَّورِ»
• التجرمة: «تَخَبَّطَ في طريقه صاعداً السَلالِم المُطْفأة …»
تخبط؟ وصاعدا من اين جئت بهاتين الكلمتين اللتين لا وجود لهما في النص؟ وأنى لك هذا الصعود؟ فالشاب المقرح كان ينزل من حجرة الفتاة إلى الشارع بعد المضاجعة! ولعلمك فإنه سوف يتبوَّل هناك في المقطع الذي حذفه باوند.
ثم السلالم المطفأة؟ هل هي مصابيح؟ لو قلت المعتمة لقلنا وجهة نظر مجازية! لكن من أطفأها؟ النادرة الأخرى هنا إنه ظن أن حرف ألـ s في كلمة : stairs هي للجمع! بينما هي أصلية في الكلمة. فترجمها سلالم بالجمع.
الترجمة الدقيقة: «ويلتمسُ طريقَهُ، وَأجِدَاً الدرجَ غيْرَ مُضاءٍ.»
• التجرمة: اسمعُ أَنَّاتِ الكَمَانِ الصافية، الترجمة مغلوطة أساساً ومع هذا لا وجود لكلمة كمان بل هي: mandolin والماندولين غير الكمان.
• التجرمة: «مؤخرة المركب تشبه صَدَفَةً تنزلقُ ذهبيّةً حمراء»
أين انزلقت الصَدَفة في الماء مثلا؟ وهل هي من ذهب أم بلون الذهب؟ وكيف ترى يكون اللون الذهبي الأحمر الذي اخترعته لنا؟
العبارة واضحة:
The stern was formed
A gilded shell
Red and gold
الترجمة: «المؤخَّرةُ ارتسمتْ صَدَفةً مُذهَّبةً، حمراءَ وذهبيَّةً»
وعطف حمراء وذهبية، هنا دلالة مقصودة على اللونين اللذين يتشكل منهما علم إسبانيا.
• التجرمة: «عرباتُ فحمٍ، شجرٌ أغْبَر.»
بل هو زمن أغبر! وإن غفرنا له هذا التعبير، سنجد أن السيد ألماس مولع بالفحم والبحث عنه. حتى بلا مبرر واضح لأن نص العبارة بالإنكليزية:
Trams and dusty trees
الترجمة: «حافلاتٌ وأشجارٌ مُغبرَّةٌ»
• التجرمة: «رفعتُ قدميّ مستلقىً على ظهري على أرضيّةِ قاربٍ ضيّق»
هنا نادرة مسلية لذا سنتجاوز الخطأ النحوي في «مستلقي» وعدم دقة أرضية هنا، لنكون مباشرة أمام هذه النادرة المسلية. فالمتكلم هنا مؤنث وهي إحدى بنات التايمز الثلاث، تروي تجربتها الجنسية الأولى وفقدانها لغشاء البكارة، فمن هو «المستلقي»؟ وأي غشاء بكارة سيُفضُّ للرجل المستلقي على ظهره رافعاً رجليه؟
الترجمة هي: «مُنبطحةً على سَطْحِ زَروقٍ ضيَّقٍ»
• التجرمة: «على رمالِ ( ماركيت) .بمقدوري أن ألصقَ اللاشّيءَ مع اللاشيء»
بأية مادة ستلصق اللاشيء باللاشيء؟ بمعجزاتك التي عرفناها أم بمعجزات إليوت؟
الترجمة الدقيقة للعبارة في أقدم ترجمة عربية للقصيدة هي:
«عَلَى رِمَال «مارغيت» لا أستطيعُ أنْ أربطَ شَيْئاً بِشَيءٍ»
• «التجرمة: أهلي، أهلي المقهورين وهم يرتقبون لا شيء»
عدا عن الركاكة الفجة فإن الفتاة تتحدث عن أهلها بعد تجربتها والترجمة الدقيقة للعبارة: «أهْلِي قومٌ بسطاء لا يتوقَّعُونَ شَيْئَاً.»
• التجرمة: «يالله يا من تنتشلني، آه .. يالله انتشلني من هنا. أحترق … !»
عدا عن الحشو الزائد في العبارة والتخبط في التركيب فإن إليوت يستخدم هنا كلمة Lord وليس: God
والعبارة مقتبسة أصلاً من اعترافات القديس أوغسطين وهنا ثمة فرق كبير طبقاً لثقافة كل من إليوت وأوغسطين كليهما بين الله والرب:
الترجمة الدقيقة من توفيق صايغ:
«أيُّها الربُّ أنتَ تَنْتَزعُني
أيُّها الربُّ أنْتَ تَنْتَزِع»

يتبــع