لو قدر ان نقيم المعيار الطبيعي لحجم السرقات وكيفية معادلة جسامتها على مستوى الخسائر او مخلفات هذه او تلك السرقة لوجدنا ابتداء ان معيارها يتضمن الضحايا من البشر , الخسائر المادية , الخسائر المعنوية.
ولو اردنا ان نفتش عن اكبر هذه السرقات فأني ارى ان اكبر سرقة حدثت في التاريخ وعلى اقل تقدير التاريخ المعاصر هي سرقة وطن اسمه العراق وهذا الوطن نستطيع القول وخلال خمسين عاماً مرت قد سرق مرتين وان طبيعة الجريمة هي انها مستمرة وهذه هي الكارثة العظمى التي لا توازيها او تشبهها كارثة مماثلة.
ان نظام صدام سرق الوطن من خلال هدر دماء العراقيين وسوقهم الى محارق الحروب والاعدامات من خلال استحواذه على ميزانية الدولة العراقية وحينها قلنا حسناً لنتحد ونزيل صدام وتحالفت القوى العراقية (صاحبة الغيرة والشهامة) مع الامبريالية الامريكية تحالفت مع ايران والسعودية وتركيا وحصل الذي حصل وقد مني الشعب نفسه بمستقبل زاهر عله يعيد العراق الى حاضنة الانسانية والتقدم والتطور والبناء بناء عراق ديمقراطي تسوده الالفة والمحبة والسلام لكن دين قوى الظلام والتخلف هو عدم ايلاء التطور اي منظور اذ ان الوطنية عندما تغادر فكر الانسان تراه ينظر لازاحة كل مفاهيم الخير ويبدأ بالتخطيط لبقاء وجوده بشتى الطرق الشرعية وغير الشرعية ومن هذه المحصلة نلاحظ كيف بدأ العدوان الامريكي على العراق حيث السرقة الكبرى ابتداء من قتل العراقيين من خلال القصف العشوائي للمناوشات العراقية العسكرية والمدنية حيث دمرت الماكنة العسكرية وهدمت البنى التحتية وفتحت ابواب العراق للنهب والسلب وفوق كل ذلك اباحة الدم العراقي من خلال التفجيرات المفتعلة في مختلف انحاء العراق.
سرق العراق نعم سرق ونهب العراق وممن نعم سرق العراق اكبر سرق بالتاريخ وضاعت موارده الاقتصادية هدمت مصانعه الغيت فيه الزراعة جرفت الاراضي وتحولت الانهار الى برك لجمع النفايات سرقت منه الكهرباء والصناعة تخلف التعليم والتربية ضاع القضاء بين تلك الجهة بين هذه الطائفة وتلك الطائفة , العراق سرق باسم الطائفية والحزبية يوما بعد يوم الدماء الزكية تهدر وتسرق المعوقون يملؤن العراق طفولة بائسة تسول يملئ تقاطعات الطرق , دعارة , مخدرات , تهريب , شركات امريكية وروسية وصينية وتركية وايرانية تلعب بمقدرات الشعب الكل تأمروا على هذا الوطن جرحوه قطعوه اوصال ارض كردية ارض سنية ارض شيعية الايادي الامنية تتقاذف به من تيار الى تيار الوطن يعيش نكبة وتسرق كل موارده الثقافة ضاعت الادب الشعر الموسيقى الفن حتى الدين سرق وشوهوه ومجموعة من الساسة يتقاضون ثروة العراق يبنون ما يطيب لهم وهم لا يفقهون شيء بالسياسة هل يعقل شخص لم يرى الوظيفة يوماً يعين وزير عضو برلمان مدير عام وكيل وزير محافظ معاون مستشار يتقاضى اعلى الرواتب تشكل ثلث ميزانية العراق وموظفون خدموا ثلاثون سنة لا يتقاظون افلاس بالمقارنة مع ما يتقاضاه هؤلاء الساسة متقاعدون لا تكفي رواتبهم اياماً واخرين يلعبون بالسيارات ويتوافدون على الدول ويتنقلون بسياراتهم الفارهة ذوي الشهداء والسياسين الذين قدموا كل شيء ينتظرون المعامل العراقية معطلة الصناعة متوقفة والساسة آه الساسة يتناطحون على هذه الوزارة او ذاك المنصب كلهم يبحثون من اجل الجلوس الابدي على كرسي الحكم.
لقد سرق الوطن من قبل الامريكان من قبل تركيا ايران السعودية روسيا الصين والعار ان يشترك معهم ادعياء التضحيات والنضال.
اقول لله درك يا عراق وصبراً مهما تعاقدو الشركاء في جريمة سرقتك لا محال من كشف هذه الجريمة حيث اقفاص العدل بانتظار من دمر العراق وسلب ثروته وسرقه اكبر سرقة في التاريخ.