9 أبريل، 2024 12:14 م
Search
Close this search box.

اقليم كورد ستان دولة يمولها العراق

Facebook
Twitter
LinkedIn

الكيان واثبات الوجود : كردستان كلمة مكونة من كلمتين هما ”’كرد”’ و ”’ستان”’.. فمعنى كلمة كرد معنى دلالي يدل على قومية غير عربية يسمون الاكراد أو الكرد وينقسمون الى قسمين الكرد المسلمين والكرد المسيحيين .وهناك طوائف وفئات عديدة لسنا بصدد الحديث عنها الان .
تشكلت منطقة الحكم الذاتي للكرد بعد اتفاقية 11 اذار بين القيادة الحركة الكردية انذاك برئاسة ملا مصطفى البرزاني وبين الحكومة العراقية الممثلة بحزب البعث انذاك، وقد شملت مناطق الحكم الذاتي محافظات أربيل، السليمانية ودهوك ,إلى ان قيادة حزب البعث انذاك قد ألغت من طرف واحد الاتفاقية في عام 1974 لتنهي قضية الحكم الذاتي للكرد بعد اتفاقية الجزائر بين شاه إيران وصدام حسين. لتشكل بغداد ومن جانب واحد حكومة صورية وفي 5 من آذار عام 1991ثار الاكراد اسوة بعرب الجنوب العراقي ثاروا ضد الحكم الصدامي المستبد واعلنوا اسقاط ثلاثة محافظات هي اربيل , دهوك , والسليمانية . فبادر النظام البعثي فورا الى التفاوض معهم حول منحهم الحكم الذاتي وبقرار من مجلس الامن الدولي ليجري في 19 من مايو العام 1992 وخوفا من امتدادهم الذي يظم ايران من الشرق وتركيا من الشمال وسوريا من الغرب والدولة المنهارة الخارجة من حرس خاسرة من الجنوب . ومرت المناطق الكردية بفترات من عدم الاستقرار والحروب مع الحكومات التي تعاقبت على العراق منذ استقلاله مرورا بحكم عبد الكريم قاسم وانتهاءا بحكم البعث .
اما بعد سقوط النظام الحاكم في بغداد والذي ظل يحتضر طوال ثلاث عشرة سنة بعد حرب الخليج الاولى كان خلالها الكرد يهيؤون انفسهم للاعلان عن الدولة الكردية فبنوا مؤسساتهم ودوائرهم وصنعوا علمهم آملين من امريكا ان تحقق لهم وعودها بمساندتهم في اعلان دولتهم المستقلة . الا ان الوضع العام لجيران العراق حال دون تنفيذ هذه الرغبة لهم فأمريكا بعد ان احتلت العراق لم تكن مستعدة لخوض حرب جانبية مع ايران وتركيا وسوريا دفاعا عن حدود الدولة التي احتلتها واسقطت نظامها وهي لم تعلن استقرار هذه الدولة بعد 0
الا ان الكرد لم يقفوا مكتوفي الايدي حيال هذا المقلب الذي اوقعتهم امريكا به بل باشروا باستكمال مليشياتهم (البيشمركَه) التي اسسوها في الثمانينيات وجهزوها بتجهيزات جيش نظامي ورفعوا علمهم فوق كل مؤسساتهم وانزلوا العلم العراقي منها بل فعلوا اكثر من ذلك حيث تحركة منظمة حزب العمال الشيوعية وبادرت بالتهجم على الدول المجاورة للعراق كانها ترسل رسالة بان الاكراد لن يصمتوا حيال وضعهم . ليخرج مسعود البرزاني الملك الحاكم في الاقليم الذي ورث الحكم من ابيه مصطفى البرازاني تحت غطاء ما يسمى بانتخابات اقليم كردستان الحرة والتي تقاسم السلطة فيها مع عائلة بابان التي يرجع اليها جلال الطالباني رئيس جمهورية العراق الحالي 0 وهنا ينتقل الحديث الى جهة اخرى وهي الجهة السياسية التي لعبت لعبتها في اقتناص الفرص الوفيرة المتاحة امامها مستفيدة من الوضع المتأزم في العراق 0
اللعبة السياسية : العراق وبعد حرب كبرى خرج بلدا اسقط نظامه الذي حكمه لأكثر من 42سنة بلاثة رؤساء من حزب واحد حكم بالحديد والنار والبطش وعاد السياسيون الذين دعمهم اقليم كردستان ابان سلطته الممنوحة والتي غذتها قرارات مجلس الامن الدولي بعدم اقتراب النظام البعثي جواً من اراضيه .عاد السياسيون العراقيون و90%منهم كانوا ممن تفضل عليهم الاكراد في ايوائهم فقد حدثني احد المقربين من الدكتور احمد الجلبي عن كيفية تبني الاكراد حمايته واحتضانه مع رفاقه الذين كانوا يقاتلون النظام في عهد المعارضة وكيف عالجوه ليشفى من اصاباته المتكررة في الحرب وكذلك الحال بالنسبة للكيانات السياسية الاخرى .
ان السياسيين العراقيين وفي ذروة انشغالهم بأمور الدولة الجديدة لم ينسوا ان هناك جزء حيوي من العراق مهدد بالانفصال وهو لاشك سيثير بوجوههم غضب دول مجاورة وسيكون هذا الغضب مميتا فهو سيكتحل بالصواريخ ويتلطخ بالدماء ويتوعد بنهايتهم وخلق معاناة جديدة لهم فاضطروا لان يوافقون على كل طلبات السياسيين الاكراد ومنها اعتبار اللغة الكردية اللغة الرسمية الثانية في البلاد .وعود بمنح كركوك لاقليم كردستان . منح كردستان حصة تفوق استحقاقها الوطني بـ 1,5من ميزانية العراق الكلية . عدم التدخل بشؤون الجيش الكردي . منح احدى الرئاسات الثلاث للكرد . اعطاء صلاحيات للاكراد بتشكيل وزارات ادارية وخدمية وحتى امنية .
كان هذا قبل صدور الدستور العراقي الحالي . وحين صدر الدستور وأقر دستورا رسميا .كان قد وقع الفاس بالراس ولم يعد هناك من قوة يمكن ان تدع الاكراد يتنازلون عن كل او جزء من هذه الاكراميات بل تعدى الامر ذالك واتخذ منحى خطير فاصبحت الدولة الكردية الخفية الاقليم التابع للعراق اصبح دولة غير معلنة تمس بسيادة وكرامة الدولة واسسوا لهم كيانا اصبح يهدد الوحدة الوطنية فحتى سياراتهم تختلف لوحات تسجيلها عن لوحات تسجيل المركبات في العراق و60% من قوانين الدولة لاتسري عليهم وكذلك رواتب موظفي الاقليم . ولم يكتفوا بذلك بل تجاوزا الحدود الى ان وصل بهم الحال برفع علم الاكراد بدل العلم العراقي في ممثلياتهم في الدول التي لهم فيها ممثليات وكذلك رفعه بدل علم العراق في الفعاليات الرياضية والثقافية التي يتم دعوتهم اليها من الخارج 0 اما في الداخل فجعلوا من اتفسهم دولة يصعب الدخول اليها والخروج منها الا وفق ظوابط واجراءات مشددة تشعر العراقي بالاهانة والحيف وتعلن في داخله حالة الغضب وتشعره بالغربة وهو في بلده 0 اما الحكومة العراقية فلاتملك سوى التهديد والاستنكار فقب ايام اعلنت انها لن تتعامل مع الشركات التي تعاقدت مع اقليم كردستان كشركات النفط والغاز وشركات الاستثمار وشركات الطيران التي وجدت ملاذا آمنا هنا لتتحرك بحرية دون قيود الدولة وبجوازات سفر لاعلم لدولة العراق بالداخل والخارج منها سيما وان وزارة الخارجية العراقية ادرجت ظمن تنازلات السايسيين العراقيين للكراد وتم استثاؤها من لعبة الديموقراطية باطنا . ووضعها في صندوق التوافق السايسي ظاهرا
نعم انا اعلن قيام دولة كردستان وانتم يا حكومة وبرلمان العراق تتحملون مسؤولية هذه القضية الخطيرة التي قبلتموها على الكرد وتحفظتم على من اراد التشبه بها من العرب .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب