البقرة الحلوب او الدجاجة التي تبيض ذهبا او منجم الذهب او ..او ..سمها ماشئت انها البصرة ولا يعترض احد على تسميتها تلك المدينة التي تغفو على الخليج العربي ويلتقي فيها نهرا العراق وتفوح منها رائحة الغازات الكيمياوية المنبعثة من تلك الارض المعطاء ثالث اكبر مدينة في العراق لكن اغناها بل وتصنف من اغنى مدن العالم ولها من القدم في التاريخ تاريخ قل نظيره من مدن اخرى ,,لكن اذا مررت على بيوتات تلك المدينة الغنية تجد نفسك وكأنك تعيش في بداية القرن المنصرم وجوه ابناءها شاحبة بطونهم مخمصة سمراء البشرة ربما من شمسها الحارقة او لعل شحة المياه
تجعل الاستحمام امنية في تلك المدينة التي من الممكن ان تشتري الدنيا وماءها وتجعل ربع عمالة اسيا خدم عند اهلها ..استباحها الطغاة وتمردوا على اهلها واصبحت ملعب للحروب ومختبر لتطوير الاسلحة على رؤوس اهلها ,,قتل نخيلها وجفت انهرها الداخلية ومن بقى فيها من تلك الانهر اصبحت مكب للنفايات ,,مدينة ولود شعراء وعلماء وباحثين وأساتذة يشهد لهم العدو قبل الصديق وقادة طوعوا بأيديهم عناد التاريخ ..
تلك هي البصرة الذي سميت في فترة ما ثغر العراق الباسم ولا اعرف من اتى بتلك التسمية فلم اجد البصرة يوما باسمة بل دائما اراها وكأنها فتاة اغتصبت وسرقت حليها عنوة ورجموها لأنها تجاوزت على شريعة الارض ,,مرت ولازالت تمر هذه المدينة الفقيرة الغنية بمآسي لم تمر بها مدينة اخرى في العراق وكأن ساكنيها باتوا ينتظرون المجهول ليرسمه غيرهم وليومنا هذا والبصرة لم يتغير حالها بل اذا كان فيها من تغيير من سيئ الى اسوأ ,,اكثر من 85% من الخزينة المركزية هي واردات من نفط البصرة ازدهرت مدن واصبحت تضاهي مدن العالم المودرن كأربيل والسليمانية والكويت
والامارات والرياض ودبي وعمان والدوحة تلك المدن التي كانت في يوم مضى تنظر الى البصرة بأنها السيدة الجميلة المحسودة التي تتميز بالخير لكن اليوم تركتها تلك المدن واصبحت هذه المدينة مهملة من كل شيء ما عدا الاهتمام بها من قبل شركات الاستعمارية من اجل نفطها وذهبها الاسود . هكذا هي مدينة البصرة التي كانت تنتظر بعد العام 2003 من يخرجها من واقعها وبحكم دستوري وافق وصوت وافتى عليه اهلها ليصبح العراق دولة فدرالية يحكم مدنها اهلها بعيد عن الدكتاتوريات وبعيدا عن الشوفينيات لكن وللعام الحادي عشر بعد السقوط والبصرة هي هي وكأن شيئا لم يكن …
تسارعت الاحداث هذه الايام في هذه المدينة واصبح اهلها يعيشون في حال الهلع والخوف بعد ان تيقنوا انهم اناس يعيشون خارج مفهوم الوطن الواحد وخارج الدستور فأنبرى مثقفيها بالمناداة بتكوين اقليم يسمى اقليم البصرة وحسب ما منصوص عليه في الدستور العراقي وبدون منة من احد ليتعاملوا مع العراق مثلهم مثل تجربة اقليم الشمال اللذي هو الاخر يصدر النفط ولكن يحتفظ بعائداته لبناء الانسان الكردي وبناء المدن تعالت الاصوات اليوم بهذا المطلب ولو ان هذا المطلب كان قدر طرح سابقا لكن واجهته الاحزاب والساسة المتنفذين بقوة ووأدته قبل الولادة وقررت
الحكومة كمشروع لرفع المستوى المعاشي وبناء المدينة التحتية والفوقية بتخصيص مبلغ من تصدير النفط بأسم البترو دولار لكن هذا التخصيص هو الاخر اصبح في مهب العاصفة وصار كلاما فارغا من المحتوى لذر الرماد في عيون حالمي اهل البصرة الوطنيين .. بعد الاتفاق النفطي الاخير بين الاقليم وبغداد ارتفعت اكثر تلك الاصوات الشعبية وبدأ التحرك بقوة هذه المرة من قبل الصوت الشعبي الهادر بتكوين اقليم البصرة بعد ان رأى الشعب ان قانون المحافظات الغير منتظمة بأقليم هو اكبر كذبة واجهتها المدن وأن الحكومات المحلية ليس في يدها شيء كما نصه قانون 21 للعام 2008
ولا حتى بعد تعديل القانون للمرة الثانية ليعطي تلك الصلاحيات للحكومات المحلية المنتخبة في المدن الغيرمنتظمة بأقليم فلا وزير من البصرة ولا اموال تدفع لتلك المدينة بترو دولاري ولا حتى اموال للموازنة اللعام 2014 او موازنة 2015 الموازنة الضبابية او سيئة الصيت لأن النفط قد انخفضت اسعاره وبالتالي فأن البصرة ستزداد سوءا في الخدمات وسيخرج اهلها متظاهرين للبحث عن عمل او لعدم دفع رواتبهم والامثلة كثيرة على ذالك فمعامل البتروكيمياويات وعمال البلدية والمتقاعدين وضحايا الحروب من ارامل ومطلقات ,,اذن اثبت قانون المحافظات الغير منتظمة بأقليم
فشله او افشلته الحكومات المتعاقبة لذا صار من حق اهالي البصرة المناداة بأقليم البصرة ليتصرفوا بخيراتهم هم وليس غيرهم ,,
لكن وللأسف وللمرة الثانية او الثالثة تعارض الحكومة المحلية او قادة الاحزاب في البصرة على هذا المطلب او التوجه الشعبي نحو الاقليم بحجج واهية وغير منطقية ومنها ان الوقت غير مناسبا او ان العراق يمر بمنعطف خطير او ان الوطن يعيش حالة حرب واحيانا تنادي تلك الاصوات المعارضة بإضافة صلاحيات للحكومة المحلية كفيل بإعادة الامور والحقوق لكن كل ذالك لا يعني شيئا قياسا بالمعاناة الاليمة لأهل البصرة ..اعتقد ان المعارضة الشديدة من قبل الاحزاب والقيادات لتلك الاحزاب مرده الى مؤامرات تحاك او خيانات او تلقى تلك القيادات برشى من هنا وهناك لإجهاض
هذا التوجه كل ذالك نابع كما اعتقد من خوف تلك الشخصيات على مصالحهم او خوفا من توقف الضخ المالي لهم وتحجيم وتقزيم تلك الاحزاب لو أخذنا بنظر الاعتبار ان اغلب قادة تلك الاحزاب ليس من مدينة البصرة وبالتالي لا يهمهم ويعنيهم ما يجري في المدينة ..او لعل بعض الجهات الخارجية او حتى الداخلية تحبذ بقاء وضع البصرة كما هو من اجل المكاسب وهم يدفعون من اجل بقاء ذالك الواقع .