23 ديسمبر، 2024 12:03 م

اقطاب العملية السياسية في العراق، وداعش … اين يلتقيان ؟!!…

اقطاب العملية السياسية في العراق، وداعش … اين يلتقيان ؟!!…

كلاهما تفوح منهما رائحة الاجرام وفقدان الضمير، هذا ما لا يختلف عليه اثنان.
اما وجه الشبه الاكبر بينهما، فهو تطابقهما من حيث المنشأ والسلوك.
من حيث المنشأ.
فكلاهما مكتوب على جبينه ( صنع في امريكا ). 
وذلك بدليل  تصريحات وتلميحات كبار المسؤولين الامريكيين. 
اما بخصوص داعش، فحسبنا في ذلك مثلا، كتاب ( خيارات صعبة ) لهيلاري كلينتون، فضلا عن اعترافات بعض الجنود الامريكيين الذين عادوا من العراق.
غاية ما في الامر. 
ان داعش تمثل الجناح العسكري للقرار الامريكي. 
وذلك باعتبارها خريجة معسكرات تدريب البنتاغون التي زرعتها وكالة الاستخبارات الامريكية ال ( CIA ) في المنطقة.
في حين ان ساسة عراق اليوم وقادة الكتل، يكادون يمثلون الجناح السياسي لواشنطن. 
وذلك باعتبارهم الورثة الشرعيين لاحمد الجلبي، خريج صالات حياكة المؤامرات في  القصر الابيض.
واما من حيث السلوك. 
فالمعروف عن داعش انها تقطع الاعناق. 
وبالمقابل، فلصوص الخضراء لا يترددون ابدا عن قطع الارزاق.
وقد قيل : ( قطع الاعناق ولا قطع الارزاق ).
وهذا ان دل على شئ، فانما يدل على ان هؤلاء اللصوص احقر، بل واخطر حتى من داعش بوجهها القبيح.
فهم يقومون بسرقاتهم المليونية، وجرائمهم البشعة بحق الشعب العراقي في وضح النهار، وباسم الدستور والقانون.
لتتم بين الفينة والاخرى، تبرئة مجرم يلاحقه القضاء بملفات فساد كبرى هنا، واطلاق سراح متهم بالتفجيرات والقتل الجماعي هناك. 
كما هي الحال اخيرا مع ما تناقلته معظم الصحف المحلية بخصوص المتهم محمد الدايني، المحكوم بالاعدام. 
حيث اعلن مجلس القضاء العراقي اطلاق سراحه بعفو رئاسي خاص، وذلك يوم الاربعاء المصادف ٢٣-٣-٢٠١٦.
وهذا ما لا يتسنى لداعش بكل تاكيد.
بل على العكس، فالمجتمع الدولي بات يضيق الخناق عليها يوما بعد اخر. 
بانتظار ذلك اليوم الذي يصبح فيه الحديث عن داعش والارهاب جزءا من الماضي، باذنه تعالى.
ولكن، هل يا ترى سياتي ذلك اليوم الذي تصبح فيه بؤرة فساد حيتان العملية السياسية العراقية،  قرية المنطقة الخضراء اثرا بعد عين ؟!!…
قال تعالى : 
( وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها ) [ الأنعام : 123 ].
وقال تعالى :
( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا )  [ الاسراء 16 ].