16 أبريل، 2024 10:21 م
Search
Close this search box.

اقرؤوا تاريخكم قبل أن تُكفِّروا غيركم!!!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

عندما تطالع التاريخ الإسلامي وتقرأه بعين الموضوعية وتحلله بعقلية الباحث عن الحقيقة تجد نفسك أمام سفر ضخم من العجائب والغرائب التي تصلح أن تكون قصصا لأفلام الخيال والميتافيزيقا لأنها مما لم تره عين ولم تسمع به أذن ولم يخطر على قلب أحد…
في التاريخ الإسلامي تقرأ عن خليقة المسلمين يزيد يشرب الخمر ويلاعب القرود ويحرق الكعبة بالمنجنيق ويستبيح مدينة النبي ثلاثة أيام حيث القتل والاعتداء على الأعراض والسلب والنهب والحرق والتخريب…
وتقرأ أيضا عن الخليفة الثاني عشر حسب تصنيف ابن تيمية الوليد بن يزيد الأموي يواقع جارية له وهو سكران وقد جاءه المؤذنون يؤذنونه بالصلاة فحلف ألا يصلي بالناس إلا هي فلبست ثيابه وتنكرت وصلت بالمسلمين وهي جنب سكرى!
الوليد الذي أنكر النبوة أسوة له بسلفه يزيد:
تلعّب بـــالخلافة هاشمـــــي بـلا وحــي أتــاه ولا كــــــتاب
فقل لله يمنعنــــي طعامـــــي وقــل لله يمنعنـــي شرابـــــي
وتقرأ أيضا قصص الهوى والغرام وليالي حمراء تعج بالجاريات والراقصات والمغنيات يتراقصن بين يدي الخلفية وتجد الولدان واللواط والزنا بالمحارم قائم على قدم وساق….تقرأ عن خليفة مخمور يلاعب راقصته”مولدة عرفة” وجيش الأعداء على باب داره وهو لم يحرك ساكنا إلا بعد أن أصيبت جاريته بسهم!!! ، وتقرأ عن الخليفة جلال الدين يبكي على غلامه وعشيقه الخصي ويأمر العساكر والناس بالخروج لتلقى تابوت الخادم، وقد أنكر عليهم لأنهم لم يظهروا من الحزن والبكاء أكثر مما فعلوا، كما انه كان يقتل من يقول عن عشيقه مات !!!!.
وتقرأ عن الصراعات والنزعات على الملك بين الخلفاء وآبائهم وذوييهم وحاشيتهم… وتقرا عن القتل والغدر والمكر والخيانة والعمالة…. وتقرأ…. وتقرأ ….وتقرأ……!!!!،ومع كل هذا فهم خلفاء وأئمة وأولي الأمر مقدسون عند ابن تيمية ومن سار في ركبه…. !!!!،ومن لا يؤمن بذلك يُكفَّر ويُباح دمه وماله وعرضه ومقدساته…..!!!!!،
عندما يختزل تاريخ الأمة في مثل هكذا خلفاء وقادة وسلاطين، وعندما يتم التزويق لهم وإضفاء المشروعية على سلوكياتهم ،وعندما توجه الشعوب نحوها وبنفس الوقت إبعادهم عن القيادات الإصلاحية المخلصة فبالتأكيد سيتمخض عن ذلك صناعة مجتمعات ترى المنكر معروفا والمعرف منكرا وبالتالي الرضوخ والخنوع للظلم والفساد وممارسة الجريمة والرذيلة والتبرير لها كما هو الحاصل،
ولهذا وغيره دعا أحد المحققين إلى إعادة قراءة التاريخ: إذن نحتاج إلى مراجعة للنفس وتهذيب الفكر وإعادة قراءة التاريخ بإنصاف وحكمة حتّى نتعظ مما حصل وتقترب الأفكار والنفوس وتتحد تحت عنوان جامع يرجع إلى ثوابت الإسلام ومبادئ الإنسان والأخلاق )) ..
فيا دعاة التكفير اقرؤوا تاريخكم قبل أن تُكفِّروا غيركم!!!!.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب