23 ديسمبر، 2024 12:55 ص

اقتلوه او اطرحوه ارضاً

اقتلوه او اطرحوه ارضاً

القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة، ليس بعيداً عن الاستهداف كل من كان يسلك طريق الحق، فاعداء الحق والحقيقة لا تروق لهم ان تظهر الحقائق لعامة الناس وينكشف زيف المبطلون، فتجارتهم قائمة على الاكاذيب، فبهذا ستبدا سؤاتهم ودعواهم الباطلة امام عامة المجتمع الذي هم فيه.

المتاجرون والمقامرون في مقدرات الناس يسعون دائماً إلى طمس الحقائق بشتى السُبل، من اجل الحِفاظ على مكاسبهم، ولا يكون ذلك إلا عن طرق خاصة بهم قد عبدوها لانفسهم لكي تستمر تجارتهم وان وصل الامر بذلك إلى قتل كل من يقف امامهم.
حُرب علي إبن أبي طالب (ع)، من قبل معاوية إبن ابي سفيان وكانت هذه الحرب من جهة عسكرية ومن جهة اخرى اعلامية، وبما إن معاوية يمتلك المال والسلطان، استطاع ان يشتري ذمم واقلام فسخرها لصالحة وبالضد من الإمام علي “ع”، فكانت الحرب قائمة على الكذب والافتراء وتزييف الحقائق عن الناس بحيث وصل الامر حين وصول خبر أستشهاد علي “ع” في محراب مسجد الكوفة، قال اهل الشام: علي كان يصلي!.
إذاً استطاع معاوية تضليل فئة من الناس بان يعتقدوا إن علي قُتل وهو لم يؤدي فريضة الصلاه بحياته، نعم استطاع لانه ماكر ومخادع في توضيف بعض ممن يُحسب على شريحة الصحابة بان يروو روايات هدفها النيل من علي “عليه السلام” لتوهيم الشارع، كيف لا وهو القائل “عليه السلام”: معاوية ليس ادهى مني ولكن يغدر ويمكر.
من قبله تعرض خاتم الانبياء والمرسلين محمد “ص” من قِبل مشركي قريش، حيث كان يصفونه بالصادق الامين قبل البعثة و بعد البعثة انقلبت واصبحت الكذاب والساحر، لان دعوة الرسول “صلى الله عليه وآله” تعارض معتقداتهم وتبطل مشاريعهم القائمة على المحرمات لهذا حاربوها.

تعرض الامتداد الطبيعي للإمامة المتمثل بالمرجعية الدينية ليس غريباً او جديداً فمنذ بواكير تأسيس صرح المرجعية ، تعرضت الى حملات من التسقيط والاعتداء لم يسبق له نظير، تارةً من وعاظ السلاطين ومن السلاطين انفسهم، وتارةً اخرى ممن يحسب على صرح المرجعية وهو مايطلق عليه اليوم بمصطلح “المتمرجعين”.
عند تصفحنا لصفحات التأريخ القريب حيث نستعرض بعض المرجعيات الدينية التي تم محاربتها واستهدافها من قِبل الفريقين السلطة ووعاظها ومن اتباع المتمرجعين، حيث تم استهداف شخص المرجع السيد ابو الحسن الموسوي الاصفهاني “رض” الى حملات تسقيط كانت وطئتها شديدة بسبب فتواه التي اصدرها بخصوص مسألة التطبير فكانت النتيجة ادت إلى مقتل ولده على يد احد اصحاب المواكب!
المرجع الاخر الذي استهدف السيد محسن الحكيم (رض)، بتوجيه تهمة التخابر مع دول اجنبية التي نسبت إلى ولده الشهيد مهدي الحكيم (قده) كان الهدف منها النيل من المرجع الحكيم والحوزة، ولم ينتهي مسلسل الاستهداف إلى يومنا هذا، تعرض المرجع السيد السيستاني (دام ظله) من قِبل اطراف داخلية وخارجية بعد احداث 2003 إلى حملات ممنهجة قد اعدت سالفاً لنيل منه ومن صرح المرجعية والحوزة العلمية فكانت عديدة منها؛ قبول المرجع بالمحتل الامريكي وعدم قتالة، سكوته عن الفاسدين بل دعمه لهم في الوصول لسلطة وغيرها من الافتراءات التي حشدت ضد المرجعية ووكلائها، الهدف من هذا كُله النيل منها لتضليل الراي العام، ليفقد المواطن الثقة المرجعية، لعلمهم المسبق إن اغلب الشارع العراقي مرتبط ارتباط وثيق بالمرجعية وتوجيهاتها وارشاداتها.

اقتلوه او اطرحوه ارضاً لتخلوا لكم الساحة، هذا ما اراده المفلسون، من حادثة الهجوم التي ارتكبت على خطيب جمعة كربلاء المقدسة ووكيل المرجعية العليا عبدالمهدي الكربلائي، حين حاول احد المنسدين بين صفوف المصلين بالهجوم مستهدفاً بذلك شخص الكربلائي اثناء الخطبة الدينية، لاعتقاده وما تم تلقينه من اباطيل بعقيدة ليس لها حظ من الصحة بمقدار نسبة الصفر بان المرجعية الدينية وعلى لسان وكيلها انها راضية تماماً على الوضع بالعراق وعلى الطبقة السياسية، فعمد على اغتيال الكربلائي ارضاءاً لاسياده الذين استاجروه، كما فعلها سيدهم معاوية في قتل خصومه ويقول قولته الشهيرة “ان لله جنود من عسل”، وبهذا الاسلوب خلت الساحة لمعاوية وتمكن من تذليل العقبات بوجه ولده يزيد “لع” وهذا ما يريده اليوم تُجار المناصب بالمرجعية وشعب العراق.