من ينبري من القوم ليجهز على جريح بطعنة نجلاء تُريحهُ وتريح من معه إذ لاحيٌّ فيرُجى ولا ميتٌّ فيُبكى هذا هو وطني .. حيث تتصاعد وتيرة التفجيرات يوما بعد يوم وتكونت أثرها بحيرات كبيرة من دماء الأبرياء يتمتع بالنظر إليها عشاق الدم وأمطرت الدنيا حزنا وكآبة بفعل تبخر صراخات الأرامل والثكالى وصعودها إلى السماء,, لهف نفسي من يقتل الوطن ويخلصنا مما نحن فيه منذ صاح الناس الوطن الوطن لم نعد نسمع غير صدى الموت ولم نعد نفهم غير لغة القتل حيث الجثث غرقى بدمائها في كل يوم كأنها على موعد مع عزرائيل الذي هو الآخر ربما سأم من العراق ولم يعد يقبض الأرواح كما سمعنا حيث يبدأ بالأرجل لأنه لم يعد بوسعه ان يفعل شيئا حيث يطير الرأس قبل القدم ولم يكن بوسعه أن يبدأ من القدم وقد أراحت المفخخات الملك عزرائيل من استخدام الطريقة الكلاسيكية التي اعتاد عليها !! ليتها القاضية وليتها قنبلة هيروشيما تريح الجميع لأنه لا شيء يقتل الناس مثل الترقب والقلق والحيرة والتشاؤم ,,الوطن الذي عرفناه منذ كنا صغارا ونكتب في المدارس إنشاء عن الوطن حيث الوطن هو الأرض التي عاش عليها الأجداد ويجب أن ندافع عن خيراتها ونعيش فيها بسلام متحابين متآخين نحترم حقوقنا وحقوق الآخرين ,,ترى كيف سيعرّف أبنائنا الوطن الآن وماذا عساهم أن يكتبوا عنه وبأي لغة سيتحدثون حوله هل سيقولون انه الأرض التي كان ينعم بها آبائنا ومنذ جئنا أصبح الوطن هو الأرض التي تنزف دماً بلا توقف ولا بلسم لجراحها,, هل سيقولون الوطن هو المكان الذي يفجع ساكنيه في كل يوم بلا رحمة حيث الموت والقتل والدمار ,, متى تذهب هذه الغمامة السوداء التي ما انفكت تمطر مطرا احمر قانٍ يسقط على رؤوس الناس وينصب لهم المآتم والعزاء متى تنجلي هذه الغمة عن هذه الأمة الوسط التي كانت خير امة للناس!! ولست أرى شرا منها الآن لقد استباح التكفير دماء الأبرياء من اجل الجنة الخضراء وهذا ما قاله احد الكتاب الأمريكان إن وراء ما يجري في العراق من انهار الدماء هو الجنة الخضراء والمنطقة الخضراء نعم انه الفكر السياسي المنحرف والإرهاب المقنن ونحن نضيف إلى الجنة والمنطقة الخضراء تعاون الاستكبار العالمي مع الدول راعية الإرهاب وتفكيك دول أخرى بربيع عربي اخضر سرعان ما عاد خريفا وصيفا حارا قاتلا وشتاءا ذو برد ورياح وعواصف ثلجية رميت دفعة واحدة على رؤوس شعوب المنطقة بلا رحمة وبلا ضمير,,يا وطني علمونا ونحن صغار إنّ الأرض هي أُمُّنا الثانية فماذا سيقولون لأجيال اليوم عنك وكيف لهذه الأم أن تنُجب أبناء يتصارعون ويتقاتلون كيف لنا أن نربي أجيالا على حب الوطن وهم يرون وطنا لا يحترم وجود أبناءه ولا يقيم لهم وزنا ولا يسمع لهم صوتا,, عندما نشعر إننا في وطن يحترم وجودنا حينها نحتوي الوطن ونكون جزء لا يتجزأ منه نتألم لألمه ونفرح لفرحه تلك هي الطريقة التي يمكن من خلالها أن نتفاعل مع الوطن,, ماذا يريد الإنسان من الوطن غير العيش بحرية وكرامة ,,أيها السياسيون نداء لكم ممزوج بحسرة وعبرة ودماء وصراخ إن لم تقدروا أن تخلقوا لنا أمنا وأمانا وعيشا كريما فاقتلونا فانه لا شيء يقتلنا أكثر من أن نرى أحبتنا يسبحون بدمائهم ولا نستطيع إسعافهم ,,حيث يعزّ علينا أن يستصرخونا فلا نجيبهم او نجيبهم فلا ننفعهم.
[email protected]