دولة رئيس الوزراء نوري المالكي جاء لهذا المنصب بموجب أرادتين , الاولى بالتوافق السياسي حيث اختارته الاحزاب والكتل كبديل للدكتور ابراهيم الجعفري , والارادة الثانية جاء وفق الانتخابات البرلمانية وبتأييد من البيت الشيعي والتحالف الكوردي , انه رئيس شريعي للحكومة ولم يأتي بأنقلاب
أذاً بمن كفر ؟
لنراجع اهم محطات الخلاف
اانقلاب الكورد على المالكي يعود لسببين , الاول ان الكورد يريدون استثمار نفطهم لصالحهم ويطالبون الحكومة المركزية بحصتهم من الميزانية العامة وبنسبة تفوق حصتهم تصل الى الضعف تقريبا , والسبب الاخر هو موضوع كركوك اذ ان الكورد يريدون ضم كركوك الى الاقليم . السيد نوري المالكي رفض هذين الطلبين جملة وتفصيلا فلا يريد اعطائهم اكثر من استحقاقهم القانوني ونفط العراق للعراقيين جميعا وكركوك ليست كردية .
ماهي ابرز مطاليب المحافظات الغربية؟
عدم التهميش والغاء اجتثاث البعث والمساءلة والعدالة
التهميش واقع وحقيقي ان الطائفة السنية وبطلب من مراجعها وعلى راسها حارث الضاري افتى بعدم التعامل مع الحكومة وعدم الانخراط بالعمل الحكومي لانها صنيعة المحتل !! وليس هذا فقط بل احتظنت الارهاب والقاعدة , هذا منذ تأسيس الحكومة الاولى بقيادة السيد اياد علاوي , مع العلم ان قادة الاحزاب الاسلامية في المحافظات الغربية ادعوا تمثيلهم للطائفة السنية , وعلى ضوء هذا تسلمت مناصب حكومية وحصلت على امتيازات كبيرة . تدعي الطائفة الان ان هؤلاء القادة لايمثلوهم ؟ هل يخضع السيد المالكي لرغبات ونزوات المحافطات الغربية متقلبين مابين رغبتهم بالمشاركة وعدم المشاركة ؟
المطلب الثاني هو الغاء مادة اربعة ارهاب والمخبر السري والاعدامات وهذا حق ولا غبار عليه ولكن الايوجد ضمن المحكومين من هو فعلا مستحق الحبس او الاعدام , لذلك كان من المفروض ذكر اسماء من يعتقدون انهم ابرياء وتقديمها للحكومة ولكنهم يريدونها مطلقة والحكومة تريد التفاصيل , مع العلم ان هذه المادة موجودة في الدستور, ووحده مجلس النواب قادر على الغائها او تعديلها لكنهم يحملون السيد المالكي مسؤولية هذه المادة
المطلب الثالث اجتثاث البعث : نحن نعتقد ان اجتثاث البعث اكذوبة من اكاذيب بول بريمر لأن بعثين كبار موجودون في الحكومة من ايامه ومستمرين لغاية الان ويعملون في مكتب المالكي , ورغم ذلك يقولون ان المالكي يجتث البعثين وهذه مغالطة , وعلى العموم ان البعثين مجتثين رغما عنهم , فهم في العقد الخامس او السادس من العمر فماذا يستطيعون ان يفعلوا سوى التقاعد !!! وكل الاحزاب والكتل متفقة على اجتثاث البعث ولكن بنسب متفاوته والسيد المالكي الوحيد الذي في مكتبه بعثين , فالماذا المحافظات الغربية تريد القصاص من السيد المالكي ومعاقبته بالموت !!! ان الطائفة السنية تدعي الاغلبية في العراق اذا كان هذا صحيح فلماذا لايلجأون الى صناديق الاقتراع ويختارون طريق الانتخابات الطريق الوحيد للتغيير وبذلك يدعمون ويرسخون طريق الديمقراطية بدلا من تشكيل جيوش جديدة لمقارعة جيش المالكي !!! الذي يقولون عنه صفوي وهم يتناسون ان الجيش العراقي منذ ايام النظام السابق 80% منه هم من الطائفة الشيعية وبواسطتهم صدام حارب ايران وبواسطتهم صدام دخل الكويت وكانت 70% من القيادات العليا للجيش والمؤسسات الامنية هم من الطائفة السنية , يؤسفنا هنا ان نذكر هذه المسميات الطائفية ولكننا نجد انفسنا مجبورين على ذكرها للتذكير ليس الا كل الخلافات التي حدثت مابين الاحزاب والسيد المالكي هو صراع على السلطة وليست خلافات الغاية منها تقديم الافضل للشعب , وحتى المعارضين المتشددين حين يختلفون معه يعودون سريعا اليه وتكون علاقتهم اقوى و صالح المطلك مثالا , الان لو ان السيد المالكي وافق على اتفاقية اربيل سينتهي الخلاف مابين العراقية ودولة القانون واتفاق اربيل ليس فيه مطاليب تخص الجماهير الفقيرة بل كلها تتعلق بتقسيم السلطة بين الاحزاب المتصارعة عليها ولو يوافق المالكي على مطاليب الكورد ستعود المياه الى مجاريها , كل واحد فيهم يبكي على ليلاه
نحن ضد سياسية دولة الرئيس نوري المالكي وضد اسلوب ادارته للملف الحكومي اذ ان ادارته مرتبكة ومتردده , لكننا ننتقده نقد بناء يخدم العراق وشعبه ولاندعوا الى التكفير والقتل ومن ينادي بهكذا اسلوب , اكيد في تفكيره قصور , ولديه قصر نظر سياسي كبير ونشك في وطنيته , نحن نعتقد ان السيد نوري المالكي قد اعطي له خبزة وباقة خضار وقالوا له خبزة لاتثلم وباقة لاتحل واكل لما تشبع , يعني انه ملزم بالمحاصصة الطائفية وعليه ان يغطي على الفساد , وعليه ايضا ان يبني دولة ديمقراطية قوية؟؟؟
ان طريق التغيير يأتي عبر الانتخابات ومن خلال صناديق الاقتراع وليس بالتهديد والوعيد وليس بقطع الطرق وتقسيم البلاد ولا بخلق الرعب بين ابناء الشعب الواحد من خلال تشكيل مليشيات وجيش البطاط وجيش العزة ان الجيش العراقي هو الجيش الوحيد الذي نعترف به كقوة لحماية الوطن وابنائه, وهو يمثل كرامة العراقيين وقوتهم . لنتخلى عن لغة الدمار والموت التي بها تفتح
صناديق الموت , لنفتح صناديق الاقتراع عبر الانتخابات الحرة التي كفلها الدستور