18 ديسمبر، 2024 8:22 م

اقتلوا الحرس القديم

اقتلوا الحرس القديم

يظن الحرس القديم انهم العمود الفقري للعملية السياسية يقابل هذا الظن ظن مشابه للجيل الشبابي الجديد الذي يتخيل انه قادر لوحده في إنضاج العملية السياسية وكلاهما على خطأ. 
وهناك من يعتقد ان الحرس القديم والجيل الجديد ضرتان لايجتمعان الاول ينظر الى الثاني بعين الصغر والثاني ينظر إلى الاول بعين التكبر والانغلاق ويحمله مسؤولية الأخطاء الفاحشة في العملية السياسية منذ اول يوم تأسيسها بعد نيسان 2003. 
مع اقتراب الانتخابات تتنامى دعوات منح القيادة الى الشباب وهذا امر جيد كان اخرها تصريح نائب رئيس الجمهورية أياد علاوي أمس السبت بضرورة تخفيض سن الترشيح وابعاد الشيخوخة عن السياسة وهذا امر جيد لكن الدعوات الى مايسمى ب” الإزاحة الجيلية” دعوات اجتثاثية خطرة تربك الخارطة السياسية في المستقبل وليس من المعقول ان نتحدث عن مساؤى بريمر ونأتي نحن الشباب نطبق نفس نهجه وأسلوبه والدعوة الى اجتثاث كل الحرس القديم. في كل دول العالم الديمقراطية يمنح الشباب فرصة القيادة والإدارة لكن لم لاتبرز دعوات اجتثاث الجيل السابق للاسباب عمرية بل المنطق يقول ان فكرة بناء الدول هو تفعيل الفكر الشبابي المتجدد الذي ليس له مواقف ثابته حادة ومرن في المباحثات والمفاوضات ويتبنى فكرة بناء الدولة لا السعي وراء السلطة. 
والواقع يؤكد ان الجيل الشبابي الذي يفكر بالحصول على الكرسي لايختلف ذنبا عن الحرس القديم الذي كرس مفهوم السلطة لا الدولة نحن نحتاج هذه الايام مجموعة من الناس شباب وشيبه يحملون افكارا جديدة في السياسة والتحديات الكبرى التي تواجه البلاد.
وهناك من هو محسوب على الجيل الشبابي وهو اكثر العقول شيخوخة وقد تربى منطقه السياسي على المواقف النارية الحادة التي لاتفتح نوافذ المفاوضات والمرونة التواصل والنضوج الرؤوية. 
لابد ان يشجع المواطنون الفعالون التغيرات في القيادة السياسية لكن ليس بطريقة الإزاحة والاجتثاث والاقصاء والأبعاد فالساحة السياسية يحكمها او هكذا يفترض صندوق الانتخابات ولابد للمواطنين الفعالين ان يتبنوا فكرة الدولة والمواطنة ويواجهوا بقوة الأفكار الضارة منها التحالفات المذهبية والقومية. الحرس القديم الذي لم يتخلى عن عقد المعارضة لأيستيطع بناء دولة المواطنة قد يتمكن من بناء معسكرات سياسية وتفاهمات نفعية لكن الشروع ببناء الدولة تحتاج الى ان يتخلى المعارضون عن افكارهم في المعارضة، فسجاد المعارضة يختلف تماما عن سجاد الدولة. لافائدة من الإزاحة الجيلية في الجسد السياسي بل قيمة العمل الممازجة بين جيل ذاهب وجيل قادم يستفيد الجيل الجديد من اخطاء الجيل القديم ويستغل الجيل الذاهب تفاعل وعنفوان الجيل الجديد فليس كل شاب جيد وليس كل شايب سيّء … خير الامور أوسطها.