ما قامت به المجاميع الهمجية الإيرانية من أعمال تخريبية في معبر زرباطية الحدودي واقتحامهم الحدود العراقية ودخولهم لأرض الرافدين بحجة أداء مراسيم الزيارة الأربعينية لم يأت جزافاً وليس ردت فعل عفوية وإنما جاء وفق تنسيق استخباراتي بين بعض السياسيين العراقيين والقيادات الإيرانية – لعل وليس أكيد إن العبادي لا يعلم بها – وهذه الحادثة وقعت بعد زيارة المجرم المالكي لإيران, والغرض من هذا الاجتياح هو :
عدم استيفاء مبالغ تأشيرة الدخول للعراق والتي بلغت 40 دولار لكل فرد وبحسب الإحصائية الأخيرة التي تقول إن مليوني ونصف المليون من دخلوا عبر زرباطية … فتصورا كم سيكون المبلغ الإجمالي الذي سيخرج من إيران ويدخل للخزينة العراقية ؟! إذ يصل إلى حوالي 100000000 = مائة مليون دولار وهذا المبلغ الضخم جدا لا تملكه إيران, كونها ترزح الآن تحت وطأت الحصار الدولي, لذا قرروا اقتحام المعبر ودخول الإيرانيين دون أن يدفعوا سنتاً واحداً, وأعطوا لهذا الإقتحام صورة العفوية, وكل ذلك من أجل تفادي خروج هكذا مبلغ, كان بالإمكان إن يدعم خزينة الدولة العراقية خصوصاً والعراق يمر بحالة من التقشف.
الأمر الآخر والذي له ارتباط وثيق بالأمر الأول, وهو إدخال كميات كبيرة من المخدرات من أجل إستحصال أموال طائلة وترويج لتجارة المخدرات الصادرة من إيران في العراق والسعودية والكويت والأردن على شكل خاص والمنفذ والمعبر يكون العراق, وما يؤكد ذلك هو إلقاء القبض على مجموعة من الإيرانيين في محافظة ذي قار ممن عبروا منفذ زرباطية وبحوزتهم عشرات الكيلوغرامات من المخدرات والحشيش والحبوب المخدرة, وهذا ما أعلنت عنه قيادة شرطة ذي قار وبعد ساعات من إعلانها لذلك الخبر تم حذف الخبر من موقعها دون ذكر الأسباب!!, وهذا الأمر يدخل أيضاً في محاولة دعم الاقتصاد الإيراني من خلال تجارة المخدرات, وتصوروا كم حجم الكميات التي دخلت إلى العراق من المخدرات والحشيش ؟؟!!.
الأمر الثالث دخول مجاميع كثيرة وكبيرة من الأفغان والإيرانيين ممن سيبقون ” يقيمون ” في العراق بطريقة غير شرعية وسيتم التغاضي عنهم, ووجود هؤلاء هو لدعم التواجد الإيراني المليشياوي في العراق وتنفيذ مخططات وعمليات تخدم التواجد الإيراني وكذلك لدعم السياسيين العاملين تحت العباءة الإيرانية ومن بينهم السفاح المالكي, وكأن يكون هو ضرب المظاهرات والمتظاهرين واستهدافهم من قبل هؤلاء الدخلاء.
وقد أعلنت بعض القيادات الأمنية العراقية إن كل الأفغانيين الذين دخلوا لن يغادروا العراق وفي نيتهم الإقامة في النجف بالتحديد, وقد تفرقوا بين الناس ومن الصعب العثور عليهم, وحتى إيران أعلنت أنها لا تسمح بدخول الأفغان إلى أراضيها في حال قامت السلطات العراقية بإرجاعهم إلى بلادهم عن طريق إيران التي دخلوا من خلالها !!! وهذا الأمر يثير الشك ويجعلنا نتوقع أن هناك اتفاق بين المرجعيات الفارسية والأعجمية وبين إيران وكأن يكون هو دعم هذه المرجعيات بتواجد أعجمي كبير خصوصاً بعدما خرج الشارع العراقي رافضاً للسلطة الدينية ورفع شعار ” بإسم الدين باكونه الحرامية ” الذي فيه إعلاناً صريحاً عن إنفكاك الشارع العراقي عن سطوة وسلطة تلك المؤسسة الدينية الكهنوتية التي جلبت الويل والدمار للعراق وشعبه, لذلك تم دعم هذه المرجعيات بهذه الإعداد الأفغانية والإيرانية والتي ستكون على شكل حمايات شخصية وعلى شكل مقلدين وتنخرط بين الناس من أجل تغيير مسرى التظاهرات من جهة ومن جهة أخرى إعادة تكوين قاعدة جماهيرية لتلك المرجعيات, فلم يكن حب الحسين ” عليه السلام ” أو زيارته هو المبرر لإقتحام الحدود العراقية بهكذا شكل بربري وهمجي ينافي القيم والمبادئ الحسينية التي يجب أن يتحلى بها من يدعي محبة الحسين ” عليه السلام ” وإنما الهدف والغاية هي خدمة المشروع الفارسي في العراق وجعل الشعائر الحسينية ستراً وغطاءاً له.
وهذه الأمور إن دلت على شيء فإنها تدل على مدى حجم التغلغل الإيراني في العراق, وكيف تعمل على بسط نفوذها وسيطرتها على هذا البلد وشعبه وتسخيره لخدمتها وخدمة مشروعها الإمبراطوري التوسعي, والذي عبرت عنه سابقاً بأن بغداد هي عاصمة الإمبراطورية الفارسية, فالعراق يعيش أسوأ حالته ومن سيء إلى أسوأ في ظل هذا الاحتلال الفارسي البغيض, الذي تفنن في ابتكار الأساليب الملتوية والحيل في هيمنته على العراق وشعبه, ولا يمكن أن يكتب لهذا البلد النجاة وتغيير حاله نحو الأفضل إلا بالخلاص من القبضة الإيرانية, وهذا يستلزم بالمقام الأول كسر قيود التبعية للمرجعيات الفارسية الإيرانية, وتغيير كل الساسة المفسدين المرتبطين بإيران, وهذا يتطلب من الشعب المطالبة بحل الحكومة والبرلمان من جهة ومن جهة أخرى المطالبة بخروج إيران من اللعبة في العراق, كما أكد على ذلك المرجع العراقي الصرخي في حوار صحفي مع صحيفة ” بوابة العاصمة ” والذي أشار فيه إلى …
{{ … أن إيران منذ عشرات السنين تماطل وتستخف وتضحك على المجتمع الدولي، و أن أميركا والمجتمع الدولي في تقلبات مستمرة حتى أنهم صاروا مستعدين أو متفقين على أن يعيدوا لإيران دور الشرطي في المنطقة فإذا لم تخرج إيران من اللعبة فلا حل لمعضلة العراق والأمور ستسير من سيء إلى أسوأ …(…)… من هنا طالبنا بإخراج إيران من اللعبة كي ننفي وننهي كل المبررات التي جعلت الشباب الإخوان والأبناء يضطرون لحمل السلاح فلابد من أن نزيل أسباب اضطرارهم ولابد من أن نوجه لهم الكلام والنداءات والنصح كي يعودوا إلى رشدهم والى أهليهم كي تنكشف الأمور وتتميّز كل طائفة مقاتلة عن الأخرى وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا بخروج إيران من اللعبة, وخروج إيران من اللعبة يعني خروج كل عملائها ومليشياته …}}.