ما لمْ يُنشر وما لم يجرِ التطرّق او حتى الإشارة له في حادثة السفارة , فقد يوازي او يفوق دراما الحدث في جوانبها الأمنيّة والسياسية واعتباراتٍ اخرى . وستتولّى الصحافة الأمريكية والغربية بتفكيك وتشريح بعض مداخلات وملابسات ما جرى وبما يفوق بأضعاف ما تتطرّق له الصحافة العراقية ” للأسف ! ” .
قبل الولوج في تجاويف العملية وتسليط بعض الأضواء الممكنة على زواياها , فلابدّ من الإشارة الى أنّ كلا الطرفين الأمريكي والحشد المهاجم قد استفاد من نقاط الضعف وربما القوة ! التي وقعت نهار الثلاثاء الماضي , كما لابدّ أنّ الجانب الأمريكي هو المستفيد الأول من الزاوية الوقائية وأخذ الدروس والعبر والشروع للحؤول دون تكرارها , فمن المتوقع أن يبادر الأمريكان على وجه السرعة بأجراء تعديلات تقنية في البناء والتصاميم حول المحيط الخارجي والداخلي لسفارتهم , بالأضافة الى تغيير منظومة كاميرات المراقبة التي قامت قوات الحشد بتهشيم بعضها , حيث ينظر الأمريكان وسواهم أنّ ما حدثَ قد يحدثْ ثانيةً .
من خلال متابعتنا المكثفة للتغطيات الإعلامية لشبكاتٍ ووكالاتٍ وقنواتٍ فضائية , والى العديد من التقارير الصحفية , وبعضها من شبكاتٍ امريكية وبريطانية ” بنسبةٍ اقل ” , فلَمْ يُشار الى دور الوية رئاسة الجمهورية < قوات بيشمركة > المكلفة بحماية المنطقة الخضراء وما تضمّه من سفاراتٍ ومقرات ضد اية محاولة انقلابية على الأقل وهي ” الوية الرئاسة ” تشهد بأمّ عينها وبالكاميرات وبالمعلومات الواردة عن دنوّ ووصول الآلاف المؤلفة من فصائل الحشد ” وهي ترتدي الزيّ العسكري ” الى بوابات المنطقة الخضراء , فهل تمّ ابلاغهم أنّ هدف الهجوم يقتصر على على السفارة الأمريكية فقط .! وهل اصدر الرئيس برهم صالح اوامره لقادة تلك الألوية بغضّ النظر وعدم التحرك لإتاحة مرور وإدخال قوات الحشد لأجتياح المنطقة الخضراء .؟ , ما نطرحه هنا مجرّد تساؤلٍ مشروعٍ يفرض نفسه وهو ما يراود رؤى الرأي العام في العراق وفي المجتمع الأمريكي وفي كلّ دولة .. والى ذلك ايضاً فأنَّ محادثاتٍ ومكالماتٍ هاتفيةٍ مكثفة قد جرت بين رئيس الجمهورية ورئيس وزراء تصريف الأعمال من جهة وبين الجانب الأمريكي بدءاً من الرئيس ترامب ووزير خارجيته وربما مسؤولين اميركان آخرين , لكننا هنا نبيح لأنفسنا وبتحدٍّ أنْ يجري كشف ونشر تسجيلات تلك المكالمات إلاّ بعد مرورِ اوقاتٍ طوال لا تسبق حتى انتخابات الرئاسة الأمريكية بعدَ نحوِ عام .
توّاً : طَفَرَ او قفزَ وشَقَّ طريقهُ تساؤلٌ خاص ممّا لم يتطرّق له الإعلام , فمَن هو الطرف العراقي المسؤول عن إطفاء الكهرباء عن محيط السفارة الأمريكية , وهو ما اضطرّ الأمريكان الى القاء قذائف التنوير المركّزة الإضاءة , فهل الطرف هذا من داخل المنطقة الخضراء او من خارجها والى ايّ جهةٍ ينتمي ؟ ثمّ الا تفترض خصوصية هذه المنطقة الرئاسية وجود تيارٍ كهربائيٍ مستقلّ وغير حزبي ليؤمّن ادامة الكهرباء لرئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء والسفارات وبعثة الأمم المتحدة وسواهم .! , لماذا إخفاء الأسم الثلاثي واللقب لذلك الطرف عن الرأي العام العراقي على الأقلّ .!
ما جرى نشره بأنّ الإنسحاب المفاجئ لفصائل الحشد المقتحمة قد كان جرّاء تهديد عبد المهدي بترك منصبه والإستقالة مرّة اخرى ونهائية , فأنه خبرٌ غير قابلٍ للهضم إنْ لم نقل أنه مسبب لعسر الهضم , فأنّ ” وراء الأكمّة ما وراءها ” ! , ولو صحّ تهديد ووعيد عبد المهدي لغادرت قوات الحشد محيط السفارة في حينها ولم تؤجل ذلك لِ 24 ساعة ! وقد جلب المقتحمون كلّ مستلزمات المبيت ” من فُرشٍ واغطية وخيم – حسب الفيديوهات المنشورة ” وكانت مهيّأة لأيامٍ وليالٍ على الأقل .!
آنساتي , سيداتي , وسادتي : –
عذراً ومئةَ الف عذر وعذرٍ , فمساحة النشر محدودة , وتوقيت النشر في الموقع بقيت له دقائق , ولم نكتب إلاّ جزيئاً مما مطلوب .!