20 مايو، 2024 4:57 م
Search
Close this search box.

اقبض من دبش .. برلمان العراق القادم كذالك.

Facebook
Twitter
LinkedIn

هذا المثل العراقي القديم لا زال يتداوله العراقيين خاصة عندما يقع احدهما في ورطة بنصب واحتيال من قبل احدهم مشهور بالنصب والاحتيال ويشكو امره الى اخر يقول له الاخر( لا اشسويت ما لكيت غير هذا لعد اقبض من دبش ) من هو دبش وما اساس هذا المثل الذي يضرب به المثل وذاع صيته حتى وصل الى دول الخليج كالكويت وعمان والبحرين مثل ما علمت …
دبش هو موظف عراقي يهودي الاصل المدير الاول لدائرة الموانئ العراقية في الخمسينات والستينات واخرون قالوا انه اختصاص وخبرة في هذا المجال قل نظيره وقدم الكثير للموانئ العراقي من تطوير وبناء في تلك الفترة ..واسمه الحقيقي (عزرا ساشون دبش ) في الفترة الاخيرة من وجوده في العراق شرع دبش ببناء مرسى ضخم لأستقبال البواخر والسفن القادمة الى البصرة استأجر مستر عزرا ساشون (دبش)العمال والصناع والكسبة واستقطبهم لعمل في هذا المشروع وكان من عادة دبش ان يعطي اجر العمال كل نهاية اسبوع والموظفين في نهاية كل شهر وهكذا استمر الحال والمشروع قائم
والعمال والكسبة والموظفين فرحين وشاكري لمستر ساشون الى ان حدثت في العراق مشاكل التعامل مع المواطنين الذين يدينون بالديانة اليهودية وصار التهديد والوعيد لتلك الطائفة في العلن وبداء هؤلاء بالهجرة الى فلسطين وترك اموالهم ودورهم وممتلكاتهم والخروج بالغالي والنفيس فقط وهي الروح (العزيزة) كما يسميها العراقيين وطبعا مستر عزرا ساشون دبش ليس استثناء نال ما نال من تلك التهديدات والوعيدات وفي ليلة ظلماء قرر دبش الافلات والخروج بعزيزته وترك احلامه وتطلعاته ومبادراته التطويرية لأبناء العراق وغادر البصرة في اول سفينة ذاهبة الى فلسطين
هذا الحدث كما يرويه البعض كان في العام 1962 اختفى دبش من الصورة نهائيا وظهر في صورة اخرى في موانئ حيفا ويافا كمواطن يهودي اسرائيلي معززا مكرما ..
صحا الناس وعزرا ساشون دبش غير موجود في موقع العمل توقف العمل نهائيا في مشاريع دبش وتوقف الناس ايضا عن العمل وجاء نهاية الاسبوع ونهاية الشهر ولا دبش ولا رواتب ولا اجرة ومن عادة العراقيين آنذاك والى اليوم يقترضون لقمة عيشهم من خضر ولحوم وطحين وملابس على رواتبهم وبما ان الناس كانوا قد اشتروا بأجرتهم هذه الاشياء وبعد مرور وقت طويل على عدم التسديد طالب الدائنين باموالهم لكن الجواب كان عندما ياتي دبش نستلم اجرتنا وسار الامر بين اهالي البصرة وبسرعة النار في الهشيم لكثرة العاملين في الموانئ وبمشاريع دبش لذالك عندما يداعي احدهم بدينه
يسمع الجواب سريعا وبلا تردد (اقبض من دبش) اقبض من دبش وهكذا اصارهذا المثل اسرع واطول عمرا من كل الامثال وانتقل ربما الى اوربا لأن ابناء دبش وأحفاده اليوم قد يكون بعضهم سكن في بعض الدول الاوربية وهم فخورين بجدهم وعزيز عليهم ان يفرطوا بسمعة الرجل العراقي الاصل..
لم آتي بهذا المثل اعتباطا واسهب واطيل بالكتابة عنه لكن لي في الكلام رباط كما يقول اهلنا في العراق (رباط السالفة) بعد ساعتين من الحديث الممل عن موضوع يجعل الناس قد انفضوا من ذالك المجلس ومن سالفة الرجل ولعل البعض منهم نام يقول الحاكي للسالفة (رباط السالفة) عندها يستفيق النائمين ليعرف المغزى ,,
الحقيقة المغزى من رباط السالفة العائدة لي هي بعد ان رأيت بأم عيني الدعاية الانتخابية في شوارع العراق وظهور كل هذا الكم الهائل من الصور والفكسات على الابنية والاعمدة الكهربائية والوجوه هي هي نفسها لا تغيير بل الغريب ان البعض من تلك الوجوه في صور اليوم اجمل من الامس (امتفحة ) وصابغة الشعر اسود وكاردة الشوارب هي هي نفس النمونات ولا تغيير قلت في نفس لا هاي هي راح هواي نقبض من دبش والعراق ايصير ابراسة خير ,,
ولو لدينا الكثير من الامثلة ممكن ان تسخر لهذا الموضوع مثل قيم الركاع من ديرة عفج ..ومن هل المال حمل جمال ..وخوش مركة وخوش ديج ووو..ولكن اكتفي بمثل (اقبض من دبش ) ورحم الله دبش ورحم العراقيين من البرلمان القادم .
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب