منذ الغزو الأميركي للعراق وحتى موعد الانسحاب العسكري المرتقب نهاية العام الجاري والحديث ما زال يدور في اروقة المشهد السياسي العراقي عن حسابات الفوز والخسارة وفقا لأجندات الأحزاب منها من شارك في توافقات لندن التي رسمت خلالها الاحزاب المعارضة للنظام السابق ما قبل الغزو معالم العراق الجديد ومنها من شارك في العملية السياسية فيما بعد تحت عنوان اللحاق بقطار المغانم في سلطة تؤسس لنموذج العراق الجديد .
وفي كل الاحوال لا يقرأ التهديد السني بخيار الاقاليم من بوابة واحدة تتمثل في ” التهميش والاستبعاد” والتعامل مع اهل المحافظة التي ينظر لها من قبل رئيس الحكومة نوري المالكي بانها تريد ان تكون ملاذا امنا للبعثيين فيما واقع الحال ان هذه المحافظة وربما غيرها من المحافظات السنية لاسيما الانبار والموصل، قد واجهت تنظيم القاعدة وحاربته اكثر مما حاربت المدن الشيعية في الوسط والجنوب النفوذ الايراني الذي ترحب به احزاب السلطة ، ويطرح السؤال : كيف يمكن الاحتكام الى حيادية سلطة، لا تفرق ما بين نفوذ ايراني صارخ على صناعة قرارها مقابل تحويل الراي العام لمواجهة بعبع صنعته بنفسها عبر اليات اجتثاث البعث مع اهل البلد نفسهم ، مما يترجم كلام رئيس مجلس النواب بان سنة العراق مواطنون من الدرجة الثانية ، وكأن لسان حالها يؤكد بان النفوذ الايراني “يقبل” فيما “يرفض اي وجود للسنة العراقيين في السلطة” تحت عنوان ان الديمقراطية تعني حكم الاكثرية ، وما دام هناك اتفاقات كردية شيعية بمباركة ايرانية، فان الثلث الباقي من العراقيين عليهم قبول التهميش .. احد المتحدثين بهذا المنهج اشار الى ان الشيعة والاكراد وافقوا على حكم السنة ثمانين عاما منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة،فما يضر السنة القبول بحكم الشيعية ذات المدة !!
والواضح ان جميع الأطراف تسعى اليوم لفرض قناعاتها على المشهد العراقي ليس بحاسبات”الوحدة العراقية “بل فرض اليات توزيع مغانم السلطة وفقا لقناعات تبتعد وتقترب من هموم الشعب العراقي الخاسر الوحيد في هذا ازبي خلال عبور البلد مرحلة الانسحاب الاميركي .