23 ديسمبر، 2024 9:06 م

افواه التغيير الفتنة التي اسقطت هيبة الدولة

افواه التغيير الفتنة التي اسقطت هيبة الدولة

تمكن وزير المالية السابق رافع العيساوي من اثارة فتنة كبرى في عدة محافظات عراقية اولها الانبار بعد ان استدرج في 20 كانون الأول 2012 امر حمايته الى بغداد وهو يعلم انه مطلوب قضائيا بتهم تتعلق بجرائم ارهابية فتم اعتقاله مع تسعة من أفراد حمايته وبعد انتهاء 24 ساعة وهي المهلة السريعة التي امهلها العيساوي للحكومة باطلاق سراحهم خرج العشرات في عصيان مدني مثير للجدل بعد ان قطعوا الطريق الدولي وسرعان ماتحول هذا العصيان الى منصات متعددة لاثارة الفتنة الطائفية واشاعة الفوضى بعد ان استغل سياسيين يتمتعون باموال الشعب امثال العيساوي والعلواني ورجال دين وزعماء عشائر انتهازيين مطالب بسيطة وشرعية لاهالي الانبار الذين انجر عدد كبير منهم الى هذا المخطط الاقليمي لتاسيس امارة رسمية للقاعدة تتخذ من الانبار مقراً لها ومنطلقاً لاعمالها في عموم العراق ، تهيأ فرصة عظيمة وقانونية ووطنية للحكومة لودأ فتنة العيساوي في مهدها بعد ان تم نحرخمس جنود امام منصات الاعتصام والتي اتهم بها سعيد اللافي وقصي الزين ومحمد خميس ابو ريشه(قتل) ، لكنها فشلت في معالجة هذا التطور الذي يجيز للحكومة استخدام كل امكانياتها العسكرية والامنية للقضاء على هذه الفتنة التي استعرت كالنار بالهشيم.

اصبحت منصات الاعتصام ملاذاً امناً لزمر الارهاب العالمي وتم رفع اعلام القاعدة ومن ثم داعش واعلام لدول الجوار التي تدعم العمليات الارهابية بالعراق بفضل تقاعس الحكومة وترددها وضعفها الذي سمحلهذه الزمر من تاسيس دولتها بالانبار وبسط نفوذها في عدة محافظات كالموصل وصلاح الدين وديالى وكركوك وزعزعتها للامن في باقي محافظات العراق من خلال تنفيذها للعمليات الارهابية في الزمان والمكان الذي تختاره تلك الزمر فضلا عن عملياتها النوعية في اخراج قادة الارهاب من السجون الرئيسية بالعراق لاسيما بغداد.

كما تهيأت للحكومة فرصة اخرى كبيرة حين بدأت قبل ستة اشهر بحملتها لتطهير الانبار من القاعدة واخواتها حين ساندتها اميركا والدول الاوروبية ومجلس الامن

والامم المتحدة واستبشر العراقيين لاسيما الانبارين خيرا حين اعلنت الحكومة انها ستطهر الانبار نهائيا من داعش خلال اسابيع ، لكنها للان لم تطهير المحافظة من داعش لاسيما معقلها بقضاء الفلوجة ولن تستطيع من ايقاف عملياتها النوعية في احتلال المقرات المهمة والزحف الى المحافظات الاخرى كبغداد والاخطر حين خرجت ارتال مدججة بالاسحلة الخفيفة والثقلية المحملة فوق سيارات حديثة من الموصل الى سامراء عبر المنطقة القديمة لتصل الى مشارف المرقدين الشريفين ولولا تفاني افراد قواتنا العسكرية من التصدي لهذه الزمر واجبارها على التراجع لشتعل العراق اكثر مما هو عليه الان.

هنا نتسأل اين دور الاستخبارات والمخابرات والامن الوطني واجهزة الداخلية ووو.. من تلك الارتال المدججة بالاسحلة المختلفة التي ترفع اعلام القاعدة التي تتنقل من محافظة الى محافظة دون ان يتم رصدها قبل ان تصل الى اهدافها

اليوم يدفع العراقيين خيرة شبابهم قرابين لمعالجة السرطان الذي انتشر بالجسد العراقي بعد ان وجد المناخات المناسبة للانتشار والاستقواء بفعل دول اقليمية وبمساعدة بعض العراقيين الذين ساعدوا تلك الزمر من بسط سيطرتها وتشكيل اماراتها النافذة مقابل معالجات عسكرية وامنية متواضعة وضعيفة لا ترتقي الى حجم وقوة وتسليح تلك الزمر التي تتفوق على قوات الدولة العراقية بالتخطيط والتنفيذ والتكتيك العسكري والاستخباري مما اتاح لها العبث بارواح ومقدرات العراقيين بشكل سافر شكل وثائق ترتقي الى مستوى الابادة الجماعية لشعب اعزل لاحول له ولاقوة.