السلاح الاميركي ضد من ؟
زودت اميركا المعارضة السورية بالاسلحة الفتاكة وغير الفتاكة بحسب تصريح سوزان رايس مستشارة الامن القومي للرئيس الاميركي اوباما الجمعة 6-6 حيث قالت ” إن الولايات المتحدة اتخذت خطوات مهمة في سوريا بتقديم مساعدات “فتاكة وغير فتاكة” إلى المعارضة السورية غير المتطرّفة. هنا نتسأل اولا لماذا في هذا الوقت زودت اميركا الجماعات المسلحة في سوريا بهذه الاسلحة التي تتفوق تقنياً على الكثير من الاسلحة التي يستخدمها الجيشين السوري والعراقي ، التوقيت جاء بعد الانتخابات السورية وتصاعد الهجمات الارهابية المنظمة النوعية في العراق والتي تحتاج الى السلاح المتطور لادامة القتال والفوضى بالعراق وسوريا ، فاميركا تدعم الجماعات الارهابية بشقيها السلفي والاخواني لكن عن طريق سوريا بحجة دعم المعارضة السورية فتصل حصة العراق من هذه الاسلحة الى زعماء التنظيمات الارهابية المتمركزة بالمناطق الغربية العراقية ، انها ليست ازدواجية في التعامل الاميركي كما تصفها بعض وسائل الاعلام بل هي اجندات مدروسة تخطط لها غرف خلق الازمات الاميركية لابقاء العراق ضعيفاً مفككاً تأكل بجسده الخلافات والصراعات الطائفية والقومية والسلطوية من اجل ادامة بقاء الزمر المتطرفة تقاتل شعوبها وتتقاتل فيما بينها وتجذب زمرها من غير العرب في الغرب او اميركا وتضعف دول وتشيع الفوضى فيها لتسهم في تحقيق معالم جديدة للسياسة الاميركية في المنطقة العربية بما يضمن مصالحها والحفاظ على امن حليفتها اسرائيل .. وثانيا لماذا لن تزود اميركا العراق بالاسلحة والمعدات التقنية المتطورة لاسيما العراق واميركا سبق ان وقعا على استراتيجية بعيدة الامد للتعاون وللدفاع عن امن ومصالح العراق في السابع عشر من شهر تشرين الثاني 2008، ودفع العراقيين لاميركا عشرات المليارات من اجل التسليح والتدريب لكن لن يتحقق على ارض الواقع الا المماطلة والتسوييف في حين واجه ويواجه العراق وحيدا العديد من التحديات والانتهاكات والاعتداءات الكبرى التي يتعرض لها كالتجاوزات الكويتية على اراضينا ومياهنا الاقليمة والتدخلات السافرة التي تصل الى حد اعلان الحرب من قبل السعودية وقطر والبحرين ومساهمة الاردنيين والاتراك في ادامة الصراعات التي وجدت في الساسة الاكراد وبعض العراقيين من رجال دين وسياسين وقبليين انتهازيين الحاضنة المناسبة لتمرير المخططات التي تستهدف تعطيل الحياة وايقاف النهوض بالعراق وبدوافع طائفية بحته تستفاد منها الولايات المتحدة ، بالنهاية ومع استمرار نزيف الدم بالمنطقة ستدار عجلة السلاح الاميركي لتسحق حلفاءها التقليدين بدءاً بالامراء السعوديين وغدا لناظره قريب .