22 ديسمبر، 2024 11:15 م

افكار لازالت تحتل العقول

افكار لازالت تحتل العقول

من الأفكار التي لازلت قائمه ويتفاخر بها البعض وينسبونها إلى بعض الأشخاص لرفع منزلتهم بعد سلبها من مقام الشخص الذي جاء بأمر الله لكي يبلغ رسالات ربه، فقد كانت عقولنا النقية التي كانت تتقبل أي افكار  مهما كانت درجة خطورتها لأننا لم نكن نعي بسبب  فطرة الطفولة والإنسانية التي يحملها أي طفل وهو ينظر إلى الأشياء بمنظار   بريء وشفاف ولكن حين يكبر تتكشف له الحقائق وتبدأ بالتساقط أمامه كما تتساقط أوراق الشجر عندما يبداً فصل الخريف.

ومن أوراق الحقيقة التي سقطت في فصل خريف عمرنا ان القرآن لم يجمعه رسول الإنسانية محمدا صل الله عليه واله وسلم ،لقد استشهد وذهب بجوار ربه ولم يجمع القرآن الكريم والذي ظل محفوظا في صدور الصحابة كما قيل لنا إلا ان تم جمعه وتدوينه  بعد استشهاد نبي الأمة عليه صلوات الله وسلامه واله والحمد لله .

ونقول هل ان الله عاجزا جل وعلا ان يحفظ القران في صدر رسوله الأكرم محمدا صل الله عليه واله وسلم  حتى يكون محفوظا في صدور الصحابة وهذا قول يرفضه العقل والمنطق وهو ان الله قال في محكم كتابه العزيز (إِنَّا نَحْنُ نـزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) يعني انه محفوظا ومن مصاديق الحفظ انه محفوظ في صدر النبي الأعظم محمد صلوات الله وسلامه عليه واله.

ومن الجهة الأخرى ان القول  بعدم تدوين القران وكتابته في زمن حياته الشريفه هذا طعن ومثلبة لاعدائه والحاقدين عليه صلوات الله عليه واله فماذا كان يعمل إذا لم يكتب أو يدون القرآن الكريم وهو كان دستور الدولة الاسلامية الذي نزله الله على صدر النبي الأكرم صل الله عليه واله وسلم.

ان دعوى عدم كتابة أو جمع القران الكريم وأنه ظل في صدور الصحابة أو  مكتوب على الاكتاف أو  العسب ( وهو جمع عيسب وهو جريد النخل)  ولم يتم تدوينه دعوى مردوده على أصحابها وان الدليل العقلي يقول ان القران جمعه ودونه وكتبه رسول الله صل الله عليه واله وكذلك الدليل النقلي الذي ناقش الأدلة بهذا الشأن وقام بالرد عليها ونزه خير البشر من هذه الدعوى التي ظاهرها كما قلنا رفع مقام البعض  ولكن باطنها الطعن بالرسول الأكرم  صلوات الله عليه واله وعلى الرسالة المحمدية الغراء ،ولازال هذا الفكر تتداوله  وتتقبله بعض العقول وتلوكه الالسن بدون تدبر ولا تأمل ويستمر  الفكر الخاطيء في غزو العقول.