“جيت وألله جابهه” جابهه على لسان باتريوس عرّاب العمليّة السياسيّة وعرّاب الصحوات .. كان المقال هذا “مسودّة” اوّل الأمر قبل أيّام لم يكتمل , ولكن بما أقرّه القائد الأميركي اكتمل ! ..
المشهد العراقي بمجمله اليوم يمثّله السيّد المالكي مَعْرَكَه غربة بجميع مستحقّاتها المنغمسة ؛ آلام وعوَز وانهماك بقراءات حسينيّة من جانبها الثأري! “إسقاط متبادل” تشبّع بها في تكايا السيّدة زينب حتّى تبيّن له , وقد أمسك بسيف السلطان ؛ كلّ معانتاه خارج وداخل غربته إنّما لأجل ثأره من “السّنّة” ! أثار حفيظتهم وأرضى غرور كلّ علماني .. ومع الأسف نقولها : نعم !هو هكذا يبدو المشهد على حقيقته مجرّد ما “يلعّب إيده” الواحد منّا يبعد عن عينيه غبار الملاحم , والمشهد “بالخواتيم” إن كان “للحكم” بقيّة كما تقول السيّدة “نيللي” ؛ تنتهي غرابة هذا المشهد مجرّد ما يلامس أحدنا جبهته بيده يدعكها قليلاً يستعرض محصول من 10 سنوات من “طائفيّة شيعيّة” لا طائفة شيعيّة , ثمان “شيعيّات” من عشر كانت من حصّة أبو أحمد !! فبمجرّد يستعرض المرء منجزاته على الأرض يجدها يُفترض بها أن تجعل ؛ ليس عراقيّو الداخل “متنعّمون” ببلد كأنظف بلدان العالم “ذمّةً” وضميراً وأمناً واقتصاداً , بل عراقيّو الغربة والعرب والعجم ومؤسّسات الخدمات وشركات الاعمار العالميّتين يتهافتون كالعصافير على شجرة عملاقة وارفة الضلال اسمها عراق ما بعد صدّام أصلها ثابت وفرعها في السماء مسندة على ثروات هي الأكثر تنوّعاً وغنى على وجه الأرض وعلى ميزانيّة نفطيّة هائلة هي الأضخم “لا الأصخم!” في تاريخ العراق وبمساندة كاملة لم يحظى بها العراق من قبل من “المجتمع الدولي” شرقه وغربه !!؟ , ميزانيّة لا فيها تصنيع عسكري ولا مدني ولا بعثات “جادّة” ولا تعليم “متجدّد” ولا بناء مدارس جديدة ولا إجهاد في تعقّب المسبّب لارتفاع سعار العقار وحمّى سعيرالسوق الهستيريّة ولا تعب بحصّة تموين من “خلالات العبد” ولا اعتداءات من دول الجوار ولا “عُصاة” ولا تنظيمات شيوعيّة وأحزاب ملحدة ولا ولا “ولا وجع راس” .. أمّا من شبع غربةً أكثر من المالكي وأبعد هروباً منه بآلاف الكيلومترات وعانا ما عانا من شظف عيش المعونات الاجتماعيّة وبهذلة فنادق 5 نجوم ومتاعب صالاتها “الغير مؤدّبة” و قوائم أطعمتها “البوفيه” بأنواعها “المبذّرة” ؛ ولا ننسى أنّ فنادق 5 نجوم هناك تعادل ما في سمائنا من نجوم .. أمّا هؤلاء , أحزاب إسلاميّة خائفة من الله “خوفة الحيّة” من الّذين تغرّبوا بمسافات, أمّا هؤلاء ف”إلهم ألله” ..
صدام حسين , وبذكاء , ولأجل ديمومة تشبّثه بالسلطة ؛ احتوى الجنوب العراقي “الشيعة” ما أن رئس الحكومة , فتح لهم مجالات مؤسّسات الدولة كافّة وصلت لعمقها الاستراتيجي “الأمن والاستخبارات” علاوةً على تسييدهم مراكز الحكم والنفوذ ومراكز العمق الاعلامي ولا عجب ! , فالبعث “الأوحد” عندنا تأسيس “شيعي” وأتعجّب مندهشاً : لماذا إذاً شيعي مثل المالكي يحارب بعثاً شيعيّاً !” ؟ , هل حجبت عنه قوّات الغزو “قائمة المطلوبين” بعدما هالها أعداد الشيعة فيها ! , وهذه وحدها تصلح عنواناً لمقال آخر طويل أيضاً عنوانه : “لن يستطيع المالكي استقرار العراق إلاّ إذا جعل قائمة المطلوبون لقوّات غزو بغالبيّة سنّيّة بعد أن جعلها صدّام أغلبيّة شيعيّة !” .. وبما أنّ السيّد المالكي يتعذّر عليه تخلّيه عن قيادة حزب الدعوة الطائفي أو عن طائفيّته لذا فمن الصعب قبوله وسط الأوساط السنّيّة فما بالك أن يقود العراق بجميع طوائفه !! إنه فعلاً لأمر مضحك أن يقاد العراق من منزلق واحد فنتائج ذلك يلمسها من يفقه أو يعي قليلاً تهتزّ يوميّاً لها أرض العراق هزّاً ليس على مقياس ريختر فقط فمقياسه عندنا انفجر من زمان ولكن على مقياس “سوبرمان” المرشّح للانفجار , فدول خارجيّة تعبث بالعراق بما تشتهي طالما تحكم العراق الطائفيّة ولن نصحوا من اقعنا المرير إلاّ بانفجار نووي , وقد يحدث بأيّة لحظة ! ..
لولا طائفيّة السيّد المالكي “أعتقد كلمة مالكي تعني امتلاك كلّ شيء!” لكان اليوم “السنة” مع “الشيعة” أنفع للعراق كثيراً وقد أزيحت من أمامهم عقبة “الحزب الأوحد” .. طائفيّة السيّد المالكي تفوح من فمه ومن العيب عليه , وحاشاه من الرعونة والحمق أن ينكر ذلك , أن يقنعنا بطائفيّة غير طائفيّة ! لأنّه كمن سيُفسّر الماء بعد جهد بالماء ! فمثله لا يصلح رئيساً لحكومة العراق , وهو أَفْقَه من أن لا يُدرك ذلك , ليس المالكي وحده بل أيّ من يضيّق على عقله ومداركه فيغلق رحاباً لا نهاية لها فتحها الله أمام عقله قبل عينيه , خاصّةً إن حَصَر مداركه بضيق “جدران أربع” .. أعتقد أنّ السيّد المالكي لا يستطيع تغيير نفسه أو محو هويّة انتماء تربّى عليه منذ صغره إلاّ بمعجزة نوويّة , قصدي نبويّة , جديدة , شرط أن يقتنع برسولها وذلك مستحيل لانقطاع عصر النبوّة ! .. يوجد حلّ واحد فقط ومنطقي برأيي يستطيع به السيّد المالكي أو كلّ من يعاني الطائفيّة سنّة أو شيعة حكم العراق بصورة عادلة , وهو أن يدخل “مستشفى المدمنين” أوّلاً !؟ لأنّ الطائفيّة , لا أقصد الطائفة , إدمان على مرض “انعزالي” يصعب اختلاط المصاب به بالآخر اختلاطاً طبيعيّاً بلواها لا تختلف عن بلوى إدمان الحشيشة أو الهيروين بل أخطر بكثير , ونتائجها نتائج “نازيّة” مدمّرة لمجتمعات بأكملها من الداخل لا من الخارج كما تفعل النازيّة خاصّةُ إن سقط بيد الموبوء بها سلاح ! .. فدخول أيّ ملوّث بطائفيّة أو “متحزّب” لمثل هذه المصحّات سيخرج سالماً معافا وسندعو له بالشفاء العاجل وإن طال فيها مكوثه المهم لدينا تخلّصه من هذا المرض اللعين , عندها , وبحنكته القياديّة الجديدة كالسيّد المالكي مثلاً وخبراته “السابقة” , أنا أوّل من سينتخبه إن أعاد ترشيح نفسه مستقبلاً وسأفضّله عن أيّ مبتلى بمرض “السًنّيّة” , وسنقول له عودة ميمونة لسدّة الحكم يا عراقي يا ابن العراقي ..