19 ديسمبر، 2024 3:03 ص

افعلها .. لقد طال الانتظار !!

افعلها .. لقد طال الانتظار !!

قد تتداخل عوامل نفسية واجتماعية وثقافية واقتصادية في قيام الحروب الاهلية وجراء ذلك وجدت عدة نظريات لبيان اسباب تلك الحروب وركزت على الفكر الاجتماعي وما يحمله من ثقافة عدوانية  في اشعال تلك الحروب  . اما الذي نراه  اليوم في العراق قد يختلف تماماً عن ما يحدث في العالم من نزاعات حيث لم تكن العوامل السالفة الذكر سبباً في احداث الفتن بين مكونات الشعب ولكن كان للجوانب السايكولوجية او ما تسمى بالمدركات الحسية لدى صناع القرار ( الطبقة السياسية ) سبباً فاعلاً فيها ، وبالتالي تحولهم الى مجموعات مطلبية وليس نخباً سياسية ذات توجهات وبرامج وطنية وهذا ما  يتنافى مع الخيار الديمقراطي لبناء دولة مدنية تنصهر فيها المكونات الفسيفسائية والاجتماعية لبلد اسمه العراق ماضياً وحاضراً . فيما ساهمت الطبقة السياسية بنوعيها الشخوصي والمنهجي في افتعال الازمات المتوالية واضحت جزءاً من المشكلة وليس من الحل جراء امتلاك البعض منهم مؤهلات خبيثة يجيدون فيها دور التخريب اكثر من البناء تراهم مع العملية السياسية في النهار ويطعنونها بخناجر مسمومة في الليل ، فضلاً عن ممارسة ظاهرة الانسحابات المتكررة والتعليق من البرلمان ، وكان السؤال الذي يُطرح لماذا ينسحب النائب ، والبرلمان هو الممارسة السياسية الكبرى واذا انسحب الى اين يذهب ؟ وهل توجد ممارسة ميدانية اخرى سوى اضعاف العملية السياسية ودق اسفين الفرقة فيها . في المقابل  نسمع كل مرة من رئيس الوزراء بانه حان الوقت للكشف عن الفاسدين والمفسدين والارهابيين و المتورطين في زرع الفتنة ولكن لا ندري ما التريث في ذلك وقد بدأ البلد ينجرف وينزلق الى الهاوية فهل ان التريث سيمنحنا القوة كي نصرف الامور عنها ، ام  سيعيدنا الى المربع الاول وبالتالي لماذا هذا السكوت والتستر عنهم وسيُطبق عليك  القانون ان الساكت او المتستر عن جريمة لم يشارك فيها مثل المرتكب لها ويعامل كطرف مساهم في الجريمة والعقاب . دعوتي الى السياسين الذين يمتلكون الادلة والقرائن مثلما يمتلكها رئيس الوزراء كما يدعي ان يتجهوا الى القضاء او الادعاء العام لتحريك القضايا وليس بعرض الوثائق والتصريح امام منابر الاعلام لان القضاء صاحب الشأن وليس الاعلام .كنا نعيش في نسيج مجتمعي متجانس فجاء من غرر بهم الشيطان  وشق صفوفنا ومزق كلمتنا واصبحنا امواجاً متلاطمة في بحر افتقد الهدوء والسكينة تحركه زوابع واعاصير ليست مثل اعصار ( ساندي ، أرين ، كاترينا ) والتي تمر لايام ثم تغادر لتعطي اهلها وقتاً لاصلاح ما دمر ، اما اعصارنا الحالي فسوف لن يبقٍ ولم يذراذا استمر السكوت وصب الزيت فوق نار الاحتقان . 

أحدث المقالات

أحدث المقالات