23 ديسمبر، 2024 11:22 ص

افشاء الاسرار وعلاقتها بسايكولوجية الانسان العراقي

افشاء الاسرار وعلاقتها بسايكولوجية الانسان العراقي

يجمع علماء النفس والاجتماع على ان الامراض النفسية او السايكولوجية تعتبر اخطر الامراض التي تهدد مجتمع ما، كون هذه الإمراض من غير الممكن اكتشافها الا من خلال ذات الشخص ومن المستحيل علاجها من خلال مؤثر خارجي مالم يجد تعاون كامل من قبل الشخص الاصلي، فهذا ما يجعل اكتشاف او علاج الحالات النفسية من المهمات المحفوفة بالمخاطر وكثيرا ما تجد أي شخص تقول انه مصاب بمرض نفسي يرتد عليك معاتبا بشدة او مهاجما في كثير من الأحيان، على اعتبار ان المرض النفسي يعتبر من العيوب التي يخجل منها الانسان العربي بشكل عام ونختص الان بذكر الانسان العراقي حيث من مميزات الانسان العراقي كونه صعب المزاج متقلب الرأي عنيد بشدة مستعد للدفاع حتى اخر لحظة عن رأي ليس متاكد من كونه صادق مئة بالمئة، ومن خلال هذه المجموعة البسيطة من مميزات الانسان العراقي وما يضاف اليه من المميزات التي تساعدة على الاستمرار بهذه الصفات كونه يعتبر من الشجاعة حد الموت، ومستعد للتضحية بالنفس حد البلاهة فاجتمعن كل هذه المقومات في شخصية واحدة فصار من شبه المستحيل وجود قائد يستطيع السيطرة على هكذا انسان لذلك تجد ان مجرد وجود قائد ديني اوسياسي يجتمع عليه مجموعة من العراقيين انجاز عظيم وغالبا ما تجد العراقيين متناحرين في ما بينهم على أتفه الاسباب ، نتيجة تلك الاسباب انفة الذكر فليس من المهم ما هو نوع السبب المهم ان العراقي يحاول دائما ان يكون هو المسيطر على أي شخص بجانبه ولا يهم السبب الذي يدفعه.
من تلك المقدمة ندخل الى الموضوع الاهم وهو سايكولوجية اثبات الذات الموسوم بها مقالنا، حيث يعتبر مرض اثبات الذات “صار مرضا لانه تم استخدام اساليب غير صحيحة للوصول اليه” من أخطر الامراض التي تعاني منها المؤسسات العراقية والمؤسسات الامنية بشكل خاص. فبسبب الضيم والقهر الذي كان يعاني من الانسان العراقي من النظام البعثي السابق صارت كرامة الانسان وانتهاكها من الاشياء البسيطة جدا فتجد ان العراقيين مع اول فرصة لاستعادة الكرامة يستخدمونها اشد استخدام، بل يستنزفونها حتى النهاية، فتجد المسؤول العسكري من اجل اثبات انه يملك السلطة والجاه يبدأ بسرد الاحاديث العسكرية السرية لكل من هب ودب كي يعكس الانطباع لدى الاخرن انه شخص مهم غير مبالي بانه ذلك مخالف لقوانين الدائرة او المؤسسة التي يعمل بها. وتجد ان المسؤول سرعان ما يبدأ بانتقاد سياسة الدولة فقط كي يرسم صورة برونزية عنه في اعين الناس على انه انسان مهم وصاحب جاه ومنصب ونفس المشكلة وصلت الى ادنى المستويات فالشرطي او العسكري في السيطرات تجده يتفنن من اجل اذلال ارتال السيارات المدنية فقط كي يقولوا يالهذا الرجل المهم صاحب المنصب !!، اليوم صار هذا المرض الخطير ينخر بالشعب العراقي بشكل عام فما ان يبدأ شخص ما عمل في أي مؤسسة حتى يبدأ سيل من الثرثرة التي قد تؤدي بتلك المؤسسة الى الانكشاف والضياع. صارت اسرار المؤسسات الحكومية على كل لسان من خلال التسريبات، وصرت زلات اللسان اول مصدر للمخابرات الدولية في العراق فبمجرد ان تدعو مسؤول رفيع في الحكومة على مادبة العشاء وتفتح معه حديث بسيط جدا في مجال ما، يرد هو الاخر بموضوع يخص المؤسسة التي يعمل بها كونه لا يملك غير تلك الثقافة وكون القادة العسكريين متدنيي الفكر والثقافة فيحاول اثبات انه شخصية مهمة من خلال سرد تلك الاسرار. وهو ما يؤدي الى ضياع البلد في النهاية.
اليوم المطلوب من الخبراء او الاطباء النفسيين البدأ بوضع حلول وعلاجات ناجعة لتلك الحالة المستشرية لدى افراد المجتمع كونها بدات تنخر وتطغى على القيم المجتمعية التي تربى عليها افراد العامة من الشعب على يد شيوخ العشائر او الثقافة العشائرية التي كان العراق يمتاز بها ولها الفضل بحماية العراق من الضياع في اتون الجريمة، وبدون هذه الاستراتيجية فالمستقبل معتم للغاية خلال العشرين سنة القادمة فيما لو جاء الجيل القادم ووجد هذه الظاهرة هي السائدة سيكون من المستحيل العودة به الى القيم المجتمعية الاصلية للعراقين ونسأل الله ان يحمينا ويحمي العراق والعراقيين من هذه الآفة اللعينة .