لم اجد من الكلمات ما يمكن ان يطفيء نار الاسى وانا اتابع خبر حادثة جريمة اختطاف الزميلة افراح شوقي ام يونس ويوسف فاي الكلمات يمكن ان تصف ما نعيشه من مرارة وقلق ومعاناة على بلد حولته طبقة الفاسدين من السياسيين الى مرتع للجريمة وفقدان الامن وغياب هيبة القانون .. فعذرا زميلتي افراح فبصراحة اعجز عن ايجاد كلمة تناسب وصف وضعك او حالة افراد عائلتك وانت وهم تواجهون مجموعة مجرمة اقتحمت منزلك واختطفتك من دون وجه حق .. مر اليوم الثالث وانت اسيرة هذه العصابة الارهابية ومعها كثرت اصوات الادانة لهذه الجريمة الجبانة وتعددت التحليلات والاقاويل لمعرفة اسباب الاختطاف التي ترجح انه بسبب مقال نقدي معتدل ادنت فيه حادثة الاعتداء على مديرة مدرسة في الناصرية من قبل ضابط شرطة يفترض ان يكون هو من يحمي المواطن ويكون قدوة لتطبيق القانون.. وانا لا ارجح هذا كون المقال كما قلت معتدل مثل مقالاتك النقدية السابقة التي تنسجم وشخصيتك الشجاعة والجريئة في ادانة كل ظاهرة سلبية ولكن بموضوعية وهدوء .. فالاسباب وراء حادثة الاختطاف متعددة وربما من ابرزها ايصال رسالة الى كل معارض لمظاهر الفساد السياسي والمالي والاداري بان يصمتوا ويسكتوا فلا مكان للنقد ولا الرأي الاخر وكل شعارات الديمقراطية والحرية التي بشرت بها تيارات سياسية نصبها المحتل لحكم الابلد زيف ومحض هراء.. فالساحة للخارجين على القانون والفاسدين خالية يصولوا ويجولوا كيف يشاؤون ولا من رادع ..
زميلتي افراح شوقي عذرا فماذا اقول ؟ ااقول ادنت اختطافك ؟! وكم ادنا وعلت اصواتنا لاكتشاف الجناة ممن استهدفوا الابرياء من شعبنا ومنهم الكفاءات العلمية والطبية والاعلامية ولا من مجيب ؟ وهل تذكرين كيف ضاعت اصواتنا في تظاهراتنا السلمية الداعية للتغيير ومحاربة الفساد لانه اي التغيير الخطوة الاولى لاعادة الهيبة الى مؤسسات الدولة ووضع لانفلات عناصر تحمل السلاح وتتحرك امام انظار السيطرات من دون ان يجرؤ عناصرها على مساءلتهم ؟!!
عذرا زميلتي افراح تعجز كل كلماتي عن مواساتاك واظنك الان وانت في محنتك تعيدين شريط احاديثنا في ساحة التحرير ابآن التظاهرات السلمية التي كنا نأمل ان يستجيب لها رئيس لوزراء حيدر العبادي الذي وعد بها .. وربما تذكرين ،ان منحك هؤلاء المجرمون فرصة ،ما كنا نخشاه من وصول العراق الى ما هو اسوأ مما هو عليه اذا بقيت المحاصصات وهذه الوجوه الكالحة تتحكم بعملية سياسية ولدت مشلولة ومعوقة !!
عذرا زميلتي ام يونس ويوسف وعذرا لعائلتك فتحن عاجزون عاجزون اقولها بمرارة والا فان جريمة اختطافك لو حدثت في اي بلد يحترم مواطنيه لقامت الدنيا ولا قعدت ! لكننا شاء الساسيون ام ابوا نعيش في عصر اللادولة ولكم ان تتخيلوا كيف يمكن لمواطن وخاصة الصحفي ان يأمن على حياته في اوضاع كهذه ..