الازمات كثيرة جداً فـــي كل زمان لها بعدها الخاص, وفــي كل مكان لها شكلها الخاص, الازمة أو الازمات لها مصانع ومعامل ومطابخ تتفاوت بين ماركة واخرى بضاعةً تجاريصدرونها وشعب يستهلكونها… هكذا اصبح العراق والعراقيون في حياتنا المعاصرة بحيث تتـفـشـى نسبة الازمة99% على الصعيد الفردي والاجتماعي . وهناك تفاوت ملحوظ فالانسان العراقي من نشأته الى كبرسنه يكون مشبع بالازمات يختلف عن الانسان اليباني والاوربي الاخيران ينتجون في مجتمعاتهم وفوائدهم تعم البشرية عكس الانسان العراقي الذي هو مصدر للقلق .ولست بصدد التحليل بين الانسان وغيره. بقدر ان اشير الى الانطباع العام مؤخراً ومن المستفيد من تلك الثقافة(الازمات) وفي المقام يوجد شاهد حال ذلك التفاوت ,عندما اقيمت مباريات دولية لسباق الزوارق البحرية بين فريقين عربي وياباني وكل فريق متكون من عشرة .واحد يقود والتسعة الباقين يجلفون الماء. وعند فوز الفريق الياباني اجتمعت الجامعة العربية الملحق الرياضي لمعرفة اسباب خسارة الفريق (العربي) امام خصمه الياباني فوجدوا بان الفريق العربي المكون من عشرةو كانوا التسعة اشخاص يقودون و واحد يجلف الماء .! ومع كل هذا تم معاقبة هذا الشخص الذي كان يجلف الماء..! )
فمشيئة الاقدار في العراق الجديد ساقت العراقيون نحو الازمات , فأثمرت لنا رجالات وكتل واحزاب وبرلمانيين وتجاروشيوخ ومقاومين وعناوين وشخصيات اسمائهم تناطح السماء وهكذا.
مثلاً ازمة الطائفية التي اجتاحت المدن والقرى تسببت بخلق لنا احزاب وكتل واشخاص ..الخ فنجد هؤلاء يقتاتون على موائد الطائفية ولولا الطائفية لما وُجدوا واصبحوا بهذا الشأن , ولولا الطائفية لما حصلوا على الاصوات والمقاعد ووو.الخ.
وكذلك الازمة السياسية اوجدت لنا احزاب واقطاب وكتل سياسية جائت بهم الازمة وليست الصدفة .
ــ وازمة الصراع وكثرة المشاكل بين العشائر افرزت شيوخ عشائراعدادهم يفوق عدد العشيرة الواحدة واصبح لكل مشكلة وفصل لها تسعيرة حسب حجم المشكلة واهم صفة يمتاز بها الشيخ ان لايمتلك (لاذمة ولاضمير) وبهتاناً وظلماً يشد راية العباس.
ــ واما ازمة الكهرباء فتسببت بكثرة المولدات وما يعاقبها من مؤثرات خانقة ومشاكل وتدهور بالجانب النفسي والاخلاقي.
ــ واما ازمة السكن تسببت بكثرة اماكن المتجاوزين واستغلال الاراضي الزراعية.
ــ واما الازمة الامنية فأثمرت باستيراد جهازالسونار بملاين الدولارات, وتكاثرت السيطرات في عموم الشوارع التي لاتخلوا من تسعيرة كلاً بحسب الموقع.
ــ وازمة الفقر والبطالة فهي بحد ذاتها مصانع لتصديرالارهاب في شتى المدن,ومخابرات الدول المجاورة تستثمرالفقروالبطالة لتحقيق الاهداف الاستراتيجية. وتعتمد على الشباب العاطل ليكونوا حقلاً لتجاربهم,
ــ وازمة الارامل والمطلقات.والايتام والمحرومين باعدادهم وكثرتهم المخيفة تنبئ بكارثة قادمة تحرق الاخضرواليابس.
فجميع تلك الازمات اليوم هي رأس مال الاحزاب والمتصارعون على المناصب. فجميع هؤلاء في موسم الانتخابات ينادون ويتباكون على حقوق هؤلاء اصحاب(الازمات).
فمثلاً لولا الازمة لما خرجنا للمظاهرات والاعتصامات,وطالبنا بالانتخابات,
ورشحناهم وانتخبناهم.فبقاء الازمات من بقائهم. وذهاب الازمة يعني ذهابهم, وهذا الامر ابداًلايروق لهم.ويتأسون بمقولة(جوع كلبك يتبعك)
فموسم الانتخابات قادم ودرازن من الازمات جاهزة التي يسيل لها لعاب الساسة المراهقين للانتخابات.