23 ديسمبر، 2024 4:40 ص

اغنياء الامس اصبحوا فقراء اليوم والغد

اغنياء الامس اصبحوا فقراء اليوم والغد

اصاب العراقيين الذهول والاندهاش ازاء ما اعلن من مصادر برلمانية وحكومية عن معدل الفقر في العراق والازدياد المضطرد بالنسب فيه , فبعد ان كان 13.7% عام 2013 ارتفع الى 35% عام 2016(اي ان 1|3 الشعب العراقي 12 مليون شخص ) تحت خط الفقر وعليهم الاستغناء عن احدى الوجبات الغذائية الثلاث حتى وان كانت لا تحوي لحوما بيضاء او حمراء وان يستغنوا عن الحمص الذي اصبح سعره 4000 دينار | كغم والفاصوليا بسعر 2500 دينار|كغم وطبقة البيض ب6000 دينار .
ان معدل الفقر يرتفع باضطراد بالعراق وسيرتفع لان الاستثمار قد توقف مما نتج عنه شرائح من المجتمع اصبح دخلها صفرا كاصحاب الشفلات والبلدوزرات والحادلات والكريدرات والحفارات والترنبولات وهذه الاليات اصبحت خردة بنفس الوقت مطلوب من اصحابها دفع ضرائب نهاية كل سنة, قطاعات انتاجية اصابها الشلل كمهن البناء والتشيد ( خلفات – لباخون – صباغون ) اضافة الى شريحة كبيرة من الشباب تعاني البطالة منذ سنوات ويزداد عددهم سنويا وترتفع نسبة بطالتهم وهم خريجوا الجامعات والمعاهد العراقية وخريجو التعليم المهني .
السؤال المطروح اين ذهبت اموال العراق ؟! فخدمات الكهرباء والماء في اسوء احوالها والبطاقة التموينية شبه متوقفة والادوية في المستشفيات مفقودة والرعاية الاجتماعية حذفت الالاف من المستحقين منها ,امر عجيب العراق ثاني بلد باحتياطه النفطي معدل الفقر فيه 35% واصبح الاول بمعدل الفقر خلال 100 عام هو الاعلى في العراق!!! ايضا يتساءل المواطن العراقي عن الحلول المقترحة من البرلمان والحكومة وماذا تفعل هيئة المستشارين في مجلس الوزراء ؟! كيف يواجهوا هذه المعضلة وما هي حلولهم ؟! لا تتحججوا بداعش وتعلقوا كل شيء عل شماعتها , ولا تقولوا اموال النفط هي التي تديم المعركة فان المخصص منها سنويا لا يتعدى عن 30% من الموازنة فاين يذهب ال70 % ؟! ولا تقولوا ان انخفاض النفط ايضا ساهم في معضلة الفقر وفاقمها حيث الموازنة تبنى على اساس اقل الاسعار المتوقعة لمبيعات النفط ولم يحصل انخفاض اقل من المتوقع , وعليكم ان لا تنسوا السبب والمسبب الاساسي لفقر الشعب العراقي هو الفساد المستشري في العراق على مدى اكثر من عقد من الزمن … نذكركم بالسنوات الماضية كانوا يقولون  الموازنة الانفجارية , فاين انفجرت ؟! اليس في جيب السارقين ؟!
اخيرا نقول شكرا لاستاذنا العزيز الكاتب المبدع حمزة الجناحي الذي اختار لنا عنوان هذا المقال وصدق في رؤيته فان اغنياء الامس اصبحوا فقراء اليوم والغد والا من يعتقد ان شريحة المقاولين ومالكي الاليات الثقيلة الاغنياء يتوقف نشاطهم وينعدم دخلهم ويصبحون مدينين الى من كان يعتاش على مساعداتهم  .