مررت ذات يوم انا وصديقي, في شارع تُباع فيه كتبٌ ومجلات, في احدى المكاتب لفت نظري كتابٌ, عنوانه “مدينتي اجمل” اثار اعجابي من خلال عنوانه, والوان غلافه جميل جداً تسر الناظرين, فاشتريته, حدثني صديقي قائلاً : عجبتُ بالكتاب بماذا ؟
فقلت: انا عجبت بعنوانه, ومن ثم الوان غلافه, فضحك صديقي متحدثاً, لا تغرك العناوين.
ميسان حالها كحال ذلك الكتاب, فهي تمتلك عنواناً رائعاً, وشكلاً جميلاً, لكن من اكثر المدن التي يعاني اهلها من العوز والفقر وسوء المعيشة, وعدم تلبية ابسط الخدمات.
ميسان تحتوي على موارد طبيعية هائلة, وفي مختلف المجالات والانواع, لكن اهمها على الاطلاق, هما الزئبق الاحمر, الذي يعتبر اغلى سائل في العالم, اما الاخر فهو النفط الذي يتسع اراضي ميسان وهناك حقول عملاقة, على سبيل الذكر واحداً من هذه الحقول, حقل الحلفاية الذي تم اكتشافه مؤخراً؛ حيث بلغت طاقته الانتاجية والاستثمارية مليارات البراميل من النفط الاسود.
ناهيك عن وجود الاغنام والمواشي, والاراضي الصالحة للزراعة, والاهوار, التي تعيش فيها الاسماك والطيور وغير ذلك من الثروات النباتية والحيوانية.
وعلى غرار قول الشاعر (( إن كنت تدري فتلك مصيبةٌ ………… وان كنت لا تدري فالمصيبة اعظمُ)).
بمحافظة الخير والعطاء, هناك حملات للتبرع والتصدق من اهل الرحمة والجهود الانسانية البسيطة التي تقوم بها بعض القنوات, على معظم اهلها الذين هالت عليهم اهات الزمن من مرارات النظام السابق, فهم اصبحوا بين مطرقة الظلم وسندانة النسيان. هل ياترى حكومة ميسان تعلم بما يحصل, أم لا تعلم , بان ميسان تتجه الى مستويات دون مستوى الفقر .
لعل هناك ثمة حلول للخروج من هذه الازمات, يمكن اعتماد مشروع يخدم المواطن في محافظة الخير والعطاء, من خلال تبني مشروع لأعادة تاهيل ميسان من البنى التحتية , من مدارس وملاعب ودور الاسكان للمواطن الفقير والمنشأة الخدمية , واستثمار الطاقات الانتاجية للنفظ .