22 ديسمبر، 2024 7:05 م

اغلى حذاء في العالم

اغلى حذاء في العالم

اعاد  المعترضين على  سياسة الرؤساء والمسؤولين والسياسيين  مشهد الفعل المهين الذي ارتكبه السكرتير الاول للحزب الشيوعي في الاتحاد السوفيتي السابق المرحوم نيكيتا خورشوف عندما ضرب بحذائه على  منصة الامم المتحدة اعتراضا على الخطاب الذي القاه رئيس الوفد الفليبيني لونزوسومولونج الذي اكد فيه تأييد بلاده استقلال دول اوربا الشرقية عن موسكو التي تم ابتلاع حقوقها من  قبل الاتحاد السوفيتي على حد وصفه ولكن  استخدام خورشوف للحذاء لم يكن عن طريق الرشق كون الحذاء الذي كان يستخدمه  لايشبه الاحذية التي استخدمها  الجيل الجديد من المعترضين كونه غير مزود باجنحة تساعده على الطيران مثلما حصل خلال الاعوام الاخيرة  حيث ان الحذاء  تطور وصار صيغة تعبير واسلوب اعتراض دخل الى المنابر والمؤتمرات الصحفية والبرلمانات دون استئذان متصديا  لكثير من المتحدثين وكان الرد الحاسم لأهانة كرامتهم  بعد أن عجزت  اسلحة الردع ومنها الصواريخ البلاستيكية المتطورة العابرة للقارات من  شد لجام القادة الطغاة  ليكون الحذاء  هو الكلمة الحسم والمعبرة وبالغة الاثر تغني عن اي كلام ..  وقد شهدت الاعوام الماضية  تراشق بالاحذية نالت العديد من المسؤولين  وكان اكثر الاحذية شهرة  حذاء الصحفي العراقي منتظر الزيدي الذي كان الزيدي بارعا في تطوير استخداماته  وتطويعه ليكون اكثر ضررا من الصواريخ البلاستيكية  فنال بفعله هذا شهادة مهندس في استخدام  الحذاء الطائر  ويقول  الزيدي الذي ضرب الرئيس الامريكي جوج بوش بحذائه  في كتابه ”  التحية الاخيرة لبوش ” 
واصفا دوافع فعلته مقرا في نفسه انه يحمل سلاحا لايخطر على بال نقاط التفتيش الكثيرة التي سيجتازها لحضور المؤتمر الصحفي موقنا في الوقت ذاته انها الفرصة الاخيرة التي ستجمعه بالرئيس الامريكي جورج بوش قبل ان تنتهي فترة رئاسته .. ولم يكن منتظر الزيدي الشخص الوحيد الذي رشق  مسؤول رفيع المستوى في العالم  بحذائه الطائر بل شهدت الاعوام السابقة حالة احتجاج بالرشق بالاحذية نالت عدد من المسؤولين ورؤساء وسياسيين ففي عام  2013  رشق الرئيس السابق لباكستان برويز مشرف بالحذاء خارج قاعة المحكمة في مدينة كراتشي وتجاوز الحذاء وجه مشرف بسنتمترات  وفي نفس العام رشقت مجموعة من معارضي التقارب مع الولايات المتحدة الامريكية الرئيس الايراني حسن روحاني بالحذاء اثناء عودته من نيويورك  كما سجل العام نفسه قيام شاب سوداني بالقاء حذاء في وجه مساعد الرئيس السوداني نافع علي نافع  وشهدت مصر ايضا حالة مميزة من الاحتجاج بالاحذية عندما تعرض الرئيس الايراني احمدي نجاد لرشق بالحذاء من قبل شاب سوري صرخ بعد تنفيذه العملية قائلا ” قتلتم اخواننا ”  احتجاجا على موقف ايران الداعم لرئيس النظام السوري بشار الاسد وهو الحادث الثاني الذي يتعرض فيه نجاد للرشق بالحذاء .. ومثلما تعرض نجاد للرشق بالحذاء تعرضت شخصيات مصرية  فقد تعرض رئيس  الوزراء احمد شفيق الى الرشق بالحذاء عند حضوره مؤتمرا  نظمته القبائل باسوان  وقال له منفذ العملية ”  الا انت يافاسق ” كما تعرض الرئيس اليمني  علي عبد الله صالح للقذف بالحذاء من احد المتظاهرين الغاضبين خلال مغادرته فندق ” ريتز كارليتون ” الذي يقيم فيه بمدينة نيويورك الامريكية  .. 
ومن ابرز الاهداف ( التي استهدفتها الاحذية  بضربات جزاء  مزقت شباك  ملاعب القادة والسياسيين وكشفت  عوراتهم والاعيبهم واستهتارهم بمقدرات الشعوب )الرئيس الصيني وين جياباو  حينما القى احد المحتجين فردة حذائه في اثناء القائه كلمة في جامعة كامبريدج البريطانية وهتف المحتج وسط حشد من الحاضرين ” كيف يمكن للجامعة ان تحط من شأنها مع هذا الدكتاتور .. كيف تستمعون الى الاكاذيب التي يقولها .. انهضوا واحتجوا ” لكن حذائه اخطأ رئيس الوزراء الصيني وسقط على بعد متر منه  وبدأ جياباو هادئا وتابع كلمته ” وبعد ثلاثة ايام من الحادثة لقي السفير الاسرائيلي في السويد بيني داجان نفس المصير حين القي عليه حذاء بينما كان يلقي محاضرة في جامعة ستوكهولم  وفي السابع من نيسان عام 2009 القى صحفي هندي من السيخ حذاءه على وزير الداخلية الهندي بالانيابان خلال مؤتمر صحفي وذلك بعد  شعوره بالغضب من رد الوزير على سؤال بخصوص اعمال شغب اندلعت عام 1984 وقتل فيها مئات من السيخ  غير ان الحذاء لم يصب الوزير الذي انحنى لتفاديه وابتسم بعد ذلك وطلب من حراس الامن اصطحاب الصحفي خارج الغرفة قائلا ” اقتادوه بعيدا .. الامر لايستحق ” وكان الحذاء الاكثر  شهرة حذاء الصحفي العراقي منتظر الزيدي عندما رشق الرئيس الامريكي جورج بوش بحذائه في 14 كانون الاول عام 2008 عند زيارته العراق حيث قذف فردة حذائه الاولى باتجاه بوش وقال مع الفردة الاولى ” هذه قبلة الوداع من الشعب العراقي ايها الكلب ” ثم قذف فردة حذائه الثانية قائلا ” وهذه من الايتام والارامل والاشخاص الذين قتلتهم في العراق ” بوش الذي تمكن من تفادي الحذائين لربما بسبب  تلقيه تدريبا عالي المستوى في كيفية مواجهة المواقف الصعبه واجادته  دور حامي الهدف في لعبة الركبي دخل الهدف  ومزق شباكه بعد ان اصاب احدهما العلم الامريكي خلفه واستكمل  بوش مؤتمره  الصحفي معلقا على الحادثة بقوله ” كل ما استطيع قوله انهما ” اي الحذائين ” كانا مقاس عشرة “
 ورغم  حالة العنف التي رافقت  الحادث ضد  بطل ضربة الجزاء منتظر الزيدي  الا ان الزيدي حصل على  درجة نجاح  عشرة من عشرة حيث صفق له خصوم الولايات  المتحدة الامريكية  واعتبروه بطلا قوميا  فيما انتقده البعض من مؤيدي  السياسة الامريكية  واكدوا ان  ما عمله الزيدي كان خارج عن اللياقة الادبية  على اعتبار ان الرئيس الامريكي  ضيف من ضيوف العراق وان  اصول الضيافة العربية تقتضي اكرام الضيف وليس اهانته  وبقي الحذاء هو سيد الموقف في حسم  الجدل الدائر بين  الحق والباطل ويبقى حذاء منتظر الزيدي  من اغلى الاحذية  ولربما سيحتل مكانا بارزا  في  ارقى المتاحف العالمية  ليؤشر  ظهور سلاح اقوى تدميرا  وفتكا من اسلحة الدمار الشامل  التي كانت تبحث عنها لجان التفتيش الدولية  والتي اتخذتها ذريعة  لتدمير العراق .