23 ديسمبر، 2024 4:10 ص

اغتيال هشام المشهداني ومسلسل التصفية السياسية !

اغتيال هشام المشهداني ومسلسل التصفية السياسية !

مشهد يتكرر منذ سنوات ولاحدود لنهايته كما تبدو في قراءة أولية لعمليات الاغتيال السياسي التي تتصدر واجهة التصفيات السياسية والجسدية في البلاد ،خصوصاً مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية المبكرّة ، وكان الضحية في هذه الحلقة الجهنمية ، عضو تحالف عزم الذي يترأسه الشيخ خميس الخنجر، الناشط المدني في قضاء الطارمية شمالي بغداد هشام المشهداني فيما لم تزل تداعيات اغتيال الناشط الكربلائي إيهاب الوزني مازالت تتفاعل في الشارع العراقي بتظاهرات في أكثر من محافظة عراقية ، التي طالبت ليس بكشف قتلة الوزني وانما بكشف قتلة المتظاهرين ومغتالي النشطاء التي تجري بدم بارد منذ انطلاقة ثورة تشرين !
الاغتيال الذي تم ليلة الجمعة ، ولن يكون الاخير بقراءة للمشهد الامني ، هو رسالة من الرسائل الدموية التي تبعثها قوى اللادولة الى المجتمع عموماً والى حكومة الكاظمي على وجه الخصوص لتأكيد سطوتها بالسلاح المنفلت والموجه الى صدور جماهير التغيير بمحاربة الفساد واصلاح العملية السياسية برمتها .
بكل بساطة كان المشهداني يقوم بعمل انساني مجتمعي من خلال قيادته لمجموعة تطوعية من شباب الطارمية بمنظمة مجتمع مدني اسمها ” شباب الطارمية” مهمتها تقديم المساعدات الإنسانية وتنفيذ حملات إغاثية..وهذا من وجهة نظر بعض القوى التي تراه منافساً لها أو الميليشيات بسلاحها المنفلت أو المجاميع الارهابية المنفلتة مؤخراً ، عملا يستحق العقاب !!
وفي المحصلة تجتمع كل هذه القوى لتحقيق هدف اشاعة الفوضى في البلاد واسقاط العملية السياسية التي لاتحتاج الا الى ” دفعة ” صغيرة وقوية حتى تنهار على كل الرؤوس !
جاء في تغريدة للشيخ الخنجر زعيم تحالف عزم ، وهو أول تعليق للخنجر بعد عملية الاغتيال الدنيئة ان ” اغتيال هشام المشهداني عضو تحالف عزم في بغداد ؛ رسالة خطيرة تؤشر ضرورة حماية العملية الديمقراطية واصحاب الفكر والنشاط الجماهيري من السلاح المنفلت والمجاميع الإرهابية”.
في مواجهة الاغتيالات تكتفي الحكومة بتشكيل اللجان التي خبرها العراقيون جيداً ، ويتنبأون بمخرجاتها مقدماً ، فإما ضد مجهول أو بقاء التحقيق حتى يقضي الله أمراً كان معروفا أو اغلاق ملف التحقيق الى يوم يبعثون ! وهو الغالب الأعم ، والسبب على مايظن الكثيرون ان سير التحقيق يوصل الى جهات لايمكن التحرش بها بسبب سطوة سلاحها المنفلت أو نفوذها داخل اجهزة الدولة !
ليس هنالك اسهل من تعليق جرائم الاغتيال السياسي على شمّاعة الجرائم الجنائية وترك الآخرين من النشطاء يذهبون الى نهاياتهم الحتمية تحت شعار ” اذهب وربك فقاتلا انا ها هنا قاعدون !
تعاملاً من هذا القبيل ، وهو الحاصل فعلاً، لن ينتج لنا عملية انتخابية شفافة ونزيهة وعادلة ينتج عنها تمثيلاً حقيقيا لارادة الشعب العراقي، ويدعو مثل هذا التعامل والرؤية الى عزوف الناخبين عن صناديق الاقتراع !
ربما لم يكن هشام مرشحا وكذلك ايهاب ، لكن الرسائل موجهة للمرشحين من خارج دائرة النفوذ ، ومنها رسائل التهديد التي أدت الى انسحاب نحو ستين مرشحا حفاظا على حياتهم وحياة عوائلهم ..
والسؤال : من يكشف عن القتلة ومن يقف وراءهم ، لان القاتل ليس من نفّذ ، فهو كائن بائس ، القاتل الحقيقي هو من أمر بتنفيذ الجريمة ..
فمن سيكشفه؟
سؤال ينبغي ان تجيب عليه الحكومة واجهزتها الامنية !