19 ديسمبر، 2024 7:35 ص

اغتيال مقتدى الصدر

اغتيال مقتدى الصدر

تعتبر مفردة “الاغتيال” من المفردات التي تأثرت بمفهوم تطور المفاهيم اللغوية والذي يعني ببساطة اتساع رقعة تطبيق المفهوم في المساحة الاجتماعية فعلى الرغم من ان الفهم ينصرف عند سماع هذه المفردة الى القتل وانهاء الحياة بالنسبة للشخص المعني الا انه ظهر في الساحة معنى اخر للاغتيال فهناك الاغتيال السياسي وهناك الاغتيال الثقافي والاقتصادي وهكذا وهناك معنى اخر للاغتيال وهو الاغتيال الاجتماعي واعني به محاولة تغييب وتهميش شخص ما وزحزحته عن مكانته الاجتماعية الحقيقية وعن الدور الذي قام به وقدم من اجله التضحيات الجسّام وهذا النوع من الاغتيال هو الذي نراه يحصل لزعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر ففي بداية احتلال العراق وتدنيس ارض الانبياء والاوصياء كان المتصدي الوحيد في العراق لهؤلاء المحتلين من الطائفة الشيعية هو السيد مقتدى الصدر وهو الذي اجبرهم على الرضوخ الى فكرة الخروج من العراق باي ذريعة كانت حتى لو كانت اتفاقية شكلية تحفظ لأمريكا ماء وجهها ومع كل ذلك ان نرى الان بعض الاصوات من هنا وهناك تريد ان تبرز على انها هي التي اذاقت المحتلين مر الهزيمة وهي من هندس وخطط للاتفاقية الامنية !! وكذلك عندما تغيرت استراتيجية الوجود الامريكي في العراق بإدخال الوجه الثاني لهم وهو ما يسمى بالإرهابيين والتكفيريين فمن كان المتصدي لها ؟؟ انه مقتدى الصدر وبلا منافس ومع ذلك ايضا يظهر لنا ممن مازال يعيش قصص “الطنطل والسعلوة” ليظهر لنا بانه الحامي المدافع ضد هؤلاء البربر القادمين من وراء الحدود واما اليوم فيعود نفس السيناريو فعلى الرغم من ان المتصدي الوحيد الان لقوى الارهاب المسمى بداعش هم ابناء القوات المسلحة والابطال من سرايا السلام يظهر لنا بين الحين والاخر من يدعي بانه الفارس المغوار والبطل الضرغام الذي اذاق هؤلاء الهمج كأسا مصبرة ولولاه لكانت داعش تتولى تنظيم السير في شوارع النجف وكربلاء بوجوههم الشيطانية القبيحة وكأن ابناء سرايا السلام يقضون ليلهم ونهارهم في تحصيل النقاط في المزرعة السعيدة فهل يا ترى هناك غمط واغتيال افظع واكثر دناءة من هذا الاغتيال وهل سيستطيع من غرته الدنيا ان يغطي الشمس بغربال !!! .

أحدث المقالات

أحدث المقالات