18 ديسمبر، 2024 5:09 م

اغتيال مصطفى الكاظمي خطة مدروسة

اغتيال مصطفى الكاظمي خطة مدروسة

من المعروف ان العراق مرَ بحالة تكاد تكون هي الاخطر من نوعها منذ عام 2003 و الى يومنا هذا الا وهي محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي (مصطفى الكاظمي) .حيث تم الاعتداء على منزل رئيس الوزراء العراقي بثلاث طائرات مسيرة بعملية ارهابية بشعة .والتي كانت محاولة فاشلة و جبانة ان صح التعبير من داخل المنطقة الخضراء .و التي اثارت الدهشة والاستغراب لدى العديد من الجهات .سواء كانت على المستوى المحلي والعربي والعالمي .فقد ادخلت هذه العملية الارهابية المجتمع وسط سلسلة من التساؤلات والتي اصبحت حديث الساعة في كافة انحاء العالم .حيث نرى ان هذا الاعتداء يمثل عدة تساؤلات الى المجتمع .و لعل ابرزها (مالغرض من هذا الاعتداء ؟) . و (ما الهدف من الاعتداء في هذا الوقت الحرج تحديد اً؟) حيث نجد ان السيد (مصطفى الكاظمي) جاء الى منصب رئيس الوزراء بناء على ترشيحه من قبل قوى سياسية تحت ضغوط جماهير انتفاضة تشرين لعام 2019 .وهو اول رئيس وزراء مستقل منذ عام 2003 . حيث عمل على تقريب وجهات النظر على جميع الاصعدة .حيث استطاع ان يعمل على ارساء اسس العملية السياسية في العراق .ومحاولة ضبط النفس لدى الشارع العراقي .اما على الجانب العربي حيث عمد على ان يستعيد سيادة العراق في الدول العربي .من خلال عقد اتفاقيات مع عدة دول عربية ومن ضمنها (مصر والاردن) اضافة الى دول اخرى .ولعل عقد مؤتمر القمة العربية في بغداد .كان بوابة لا انفتاح العراق في استعادة دوره في الوطن العربي بعد 2003 بمشاركة الدول العربية كافة .اضافة الى جامعة الدول العربية .
ومجلس التعاون الخليجي .ومنظمة المؤتمر الاسلامي .اما على المستوى الدولي فقد ادى السيد (مصطفى الكاظمي) في ايصال العراق في عدة اتفاقيات استراتيجية و لا سيما الاتفاق الاستراتيجي مع الولايات المتحدة الامريكية .والتي كانت ذات دور فعال في العلاقات العراقية الامريكية من تفعيل الاطار الاستراتيجي بين الدولتين .مما عزز مكانة العراق الدولية .وكذلك الحال مع بعثة الاتحاد الاوربي .و من الجدير بالذكر له دور في التأكيد على استعادة السيادة العراقية في محاربة ابواب الفساد المستشري في العراق .كونه رئيس جهاز الاستخبارات العراقية قبل نيله منصب رئيس الوزراء .ولكن للأسف الشديد نجد كل ما ذكر في اعلاه كان مقيد الارادة لكون ان العراق مبني على اسس تقاسم المصالح الخاصة .او ما يسمى بالكعكة السياسية في نهب خيرات البلاد دون النظر في مصلحة الشعب العراقي . والذي قدمَ العديد من الشهداء والجرحى طوال (18) سنة .وقدم العديد من القوانين التي تعمل لمصلحة الشعب العراقي .ولكن رغم ذلك نرى العديد من القوى السياسية كانت تعمل وفق الرؤى السياسية على عدم الامتثال لسلطة الدولة تحت حجج واهية .فنرى البعض يعمل على خلط الاوراق .في ظل وجود سلاح منفلت خارج اطار الدولة .فنرى سيناريو الاغتيالات بين الحين والاخر في كافة ربوع العراق .مقابل ذلك نرى العمل لصالح دول اقليمية في العراق .فتارة تعمل على المطالبة بإخراج القوات الامريكية في العراق .وهي تقصف السفارة الامريكية في بغداد بين الحين والاخر .وتارة اخرى تعمل على السلك الامريكي الايراني في الربط بين استقرار العراق و العلاقات الامريكية الايرانية .و نرى هذا الشيء بشكل واضح في تظاهرات تشرين 2019 .فحاول العراقيين التعبير السلمي عن حقوقهم والدفاع عن بلادهم في ظل امور كثيرة .و لعل اهما هي (الوطن للجميع) .ولكن نرى العكس تماماً .فلقد جرت عدة عمليات على هؤلاء الابطال من قتل وخطف واعتقال لكل من يعبر عن صوت الحق .ومع كل ذلك استمر السيد رئيس الوزراء (مصطفى الكاظمي) في مشروع الانتخابات المبكرة في تشرين الاول من عام 2021 .و فعلاً نرى هذه الانتخابات قد اجريت في العراق من خلال نظام (البطاقة البايومترية) .اضافة الى (الدوائر المتعددة) وسط مراقبة دولية سواء كانت الامم المتحدة ام بعثة الاتحاد الاوروبي .حيث تم فوز التيار الصدري و تحالف تقدم و الاخوة الاكراد بحزبيهما الديمقراطي الكردستاني و الاتحاد الوطني الكردستاني اضافة الى تيارات مستقلة اخرى كحركة ارادة .ومقابل ذلك نرى تدني اصوات الكتل الاخرى كتحالف دولة القانون والفتح والحكمة والنصر الخ .ومع كل ذلك نجد البعض من القوى السياسية الخاسرة في الانتخابات .قد كشفت العديد من الطرق في رفض الانتخابات بشكل قاطع .من خلال النزول الى الشارع العراقي بشكل غير سلمي .ومن خلال الاعتداء على المفوضية او الامم المتحدة من خلال التعبير في الخيام والتصريحات اللامنطقية و هي تمضي نحو المنطقة الخضراء .و مع الجدير بأن بعض المناصب قد تلقت حديثاً يكاد يكون حديث الساعة كمنصب رئيس مجلس النواب ورئيس الجمهورية اضافة الى منصب رئيس الوزراء كمحور اساسي في تحالفات الكتل السياسية .وكما حاول البعض في عدم كشف الفشل للأخرين .فحاولَ البعض محاربة عدم تولي السيد (مصطفى الكاظمي) لولاية ثانية .لا سيما بعد كل هذه الاستراتيجيات الناجحة .فكانت التصريحات من هنا وهناك وهي تحاول رفض توليه الولاية الثانية .هذا من جانب .و من جانب اخر نجد حالة حرب التصريحات بين القوى السياسية .فنجد تصريحات متناقضة الآراء .والاتفاقيات التي تحدث في عالم ما وراء الكواليس .فذهب البعض الى خلط الاوراق من اجل الحصول على المحاصصة السياسية والطائفية .و محاولة ادخال العراق في حرب اهلية .من خلال الوصول الى التسفيط السياسي .فكان محاولة اغتيال (مصطفى الكاظمي) حدث هزَ الشارع العراقي و العربي والعالمي . فقد يستغرب البعض من هذا العمل الارهابي الذي حصل عن طريق طائرات مسيرة هزت المنطقة الخضراء وهي محصنة امنياً .والاغرب من ذلك نجد عدة اسئلة التي هزت المجتمع الدولي الا وهو (كيف دخلت الطائرة الى الخضراء ؟) و (اين هو دور القوات الجوية العراقية ؟) .و تجدر الاشارة الى ان السيد (مصطفى الكاظمي) هو غير مرشح في انتخابات 2021 وهو انسان مستقل غير منتمي لأي حزب او حركة سياسية .مقابل ذلك نرى الردود الدولية حول عملية الاغتيال و تبادل الردود و الاستنكار الشديد لتلكَ العملية الارهابية زادت من اهمية السيد (مصطفى الكاظمي) في جميع المستويات سواء كانت على المستوى المحلي او العربي او العالمي .و مقابل ذلك نرى دعوة السيد (مصطفى الكاظمي) للحوار بعد الاغتيال قد ادخلت العديد من القوى السياسية الى الحوار لتشكيل حكومة بأسرع وقت لتصحيح بعض الرؤى من هنا وهناك .ولكن ما هي نهاية هذا الحوار للبعض الذي لا يريد سير العملية السياسية ان تجري بمجراها الصحيح .و هنا الطامة الكبرى في تحويل العراق الى سلسلة من الفوضى العارمة .وهي بهذا العمل تمضي نحو المجهول ام صحَ التعبير. مقابل ذلك لا يزال تضارب الرؤى موجود حتى هذه اللحظة .فهل يا ترى يحصل تقارب بين التيار الصدري و ائتلاف دولة القانون على سبيل المثال ؟ .اضافة الى وجود الاختلافات في الرؤى والافكار حول الية تشكيل الحكومة المقبلة .فتارة تذهب الآراء الى حكومة التوافق من خلال تشكيل الكتلة الاكبر .وهذا المبدأ معمول به في الانتخابات السابقة .و لكن نجد اليوم دعوة السيد (مقتدى الصدر) في تشكيل حكومة (الاغلبية الوطنية) وهو مصطلح لا يعجب البعض من القوى السياسية لما له من اثاراً سلبية على مصالحهم الشخصية .و ليس على حساب خدمة العراقيين .واخراج العراق من الازمة السياسية والتي دامت اكثر من ثمان عشر سنة .وسط كتل تحمل الوعود الكاذبة .فختاماً نحن امام ممرين لا ثالث لهما .فأما ان تقدم الكتل بعض التنازلات لا أجل استقرار العراق. آو نذهب نحو الفوضى و التصعيد السياسي والذي لا يتمناه اي انسان عراقي شريف .فتبقى رحلة تشكيل الحكومة كرحلة المنطقة والسندان …