18 ديسمبر، 2024 6:56 م

اغتيال علاء مشذوب اغتيال للكلمة!

اغتيال علاء مشذوب اغتيال للكلمة!

ما زالت أعداد المثقفين الذي يُقتلون، يُسجلون في سجل الاغتيالات التي أخذت تتصاعد حدتها ولم تتوقف، وهذه المرة كانت الضحية الجديد وليست الأخيرة، الكاتب العراقي والروائي الكبير الدكتور علاء مشذوب، فمع كل هذه الفوضى التي تحل بالبلد ومع كل هذه العنجهية المزمنة، مازالت حياة المثقف والكاتب والصحفي مهددة بالخطر، وهذا ما كان يحاول الراحل الخلاص منه والتأكيد عليه في كتاباته، فالفوضى التي نعيشها اليوم ستجعل الحياة تبشر بوجود خطر يهدد الواقع اليومي على جميع الأصعدة والنواحي، وتجعل حياة الكتاب في اشد مراحل خطورتها, ومع كل هذه المشاكل وما زال المثقف يقتل كما تقتل النملة, إلى متى نبقى نسأل ونطرح استفهامات حول من يقتلوننا ولعل حتى هذه التساؤلات تودي بأرواحنا، هناك الكثير من الأسئلة التي تتبادر في الأذهان حول اغتيال المثقفين في العراق، هل أن الجماعات المسلحة وذات النفوذ السياسي والتي لها سلطة أمنية كبيرة يمكن أن تخاف من كلمة رجل لا يحمل بيده سلاحاً, ولا يحمل أي آلة حرب, سوى انه يحمل القلم بين أصابع يده؟
لماذا يغتال الناس من يريدون لهم الحُرية وتخليصهم من نزعة الوصاية والتبعية؟
هل يود الناس اغتيال حريتهم، هل يودون تغييب عقولهم ؟
إلى متى يبقى المثقف العراقي مهدور الدم، وغير أمن على حياته، اغتيال الدكتور مشذوب لم يكن ألا من اجل إسكات الكلمة فالراحل كانت له رؤية واضحة وشجاعة في الطرح والمواجهة، حتى بدء يفضح زيف المتلونين ويكشف زيف الفاسدين بكلمته وقلمه ومؤلفاته حتى أرعبهم, وبما أن ديدن الجبناء هو الغدر فلم يجدوا غير هذه الطريقة من اجل إسكات صوته الذي يصدح بالحق, ثلاثة عشر رصاصة استقرت في مختلف أنحاء جسم مشذوب, هي دليل على الرعب الواضح من قبل جماعات الضغط السياسي وأصحاب الإسلام السياسي، وهذا الذي حدث يشبه تماما ما قامت به جماعة الأخوان المُسلمين بمصر، واغتيالها للكاتب فرج فودة، الذي كان يصرح بأن أن جماعة الإخوان يشكلون خطراً على الديمقراطية والحرية في مصر، وهذا ما حدث تماماً مع الدكتور علاء مشذوب لأنه كان يرى بأن جماعات الضغط المسلح او الذين يدعون الإسلام السياسي سيشكلون خطراً على حرية العراق وديمقراطيته،
علاء مشذوب هو ابن كربلاء التي عرفت بمشاهد التضحية والفداء من اجل الكلمة, وإعلاء كلمة الحق, فلا غرابة أن تكون دماء علاء مشذوب تكرار لمشهد التضحية والفداء في أرض التضحيات كربلاء.